تؤكد قراءة عابرة في تفاصيل الاعتمادات المالية التي خصّصتها حكومة عبد المالك سلال لمختلف القطاعات الوزارية للسنة الجارية، طبيعة السياسة الاجتماعية للدولة الجزائرية و الإصرار على المضي فيها قدما و على نفس الوتيرة، رغم الأزمة المالية و الاقتصادية التي تضرب البلاد منذ سنة 2014 تاريخ انهيار مداخيل البترول، الثـروة التي يتغذّى عليها الشعب الجزائري بنسبة كبيرة.
عدم المساس بالطابع الاجتماعي للدولة الجزائرية مهما كانت المبررات الاقتصادية، هو خيار رسمه الرئيس عبد العزيز بوتفليقة و دعمّه أكثـر عندما خصّص مداخيل البترول المقدرة بمئات الملايير من الدولارات لتلبية الحاجيات الأساسية لفئات واسعة من الشعب الجزائري، في ميدان التعليم و الصحة و السكن و خلق مؤسسات اقتصادية و بناء جامعات و مدارس و مستشفيات و جسور و طرقات و سدود.
و في الحقيقة هذا التوجه نحو وضع مؤسسات الدولة في خدمة فئات واسعة من الشعب، هي قناعة وطنية تضمنها بيان أول نوفمبر الذي نصّ أيضا على بناء دولة اجتماعية، ينعم فيها المواطن بحرية الاستقلال الوطني و العيش الكريم بعدما ذاق ويلات الاستعمار الفرنسي الذي كان يعتبره غير جدير بالحياة أصلا.
السياسة الاجتماعية بامتياز للدولة الجزائرية، ساهمت إلى حد كبير في الحفاظ على كرامة الفئات الأكثـر حرمانا و حاجة إلى تضامن الأمة، كما أنها عملت على ضمان استقرار البلاد من الهزات الاجتماعية و التوترات العمالية التي تتحول عادة إلى أزمات سياسية تجهل مآلاتها في ظل التحرشات الخارجية التي تريد صب الزيت على النار.
بالأرقام الدولة رصدت آلاف الملايير من الدينارات لمواصلة هذه السياسة الاجتماعية التي لم تتوقف حتى في الأوقات العصيبة سنوات الثمانينات و التسعينات أين تمت إعادة جدولة الديون الخارجية و غلق المؤسسات المفلسة.
و قد أعطت ثمارها هذه السياسة على مدار أكثـر من نصف قرن رغم كلفتها العالية، حيث ساهمت إلى حد كبير في حماية الفئات الهشة و حتى الفئات المتوسطة و ضمان حياة كريمة لغالبية الشعب، زيادة على الاستفادة من السكن و التعليم و التكوين و الصحة بالمجان.
و لم تتأثر بالملاحظات التي تقدمها المؤسسات المالية العالمية في شكل نصائح دورية و منها صندوق النقد الدولي و البنك العالمي، و هي الهيئات المالية التي ترجو من شركائها الذين يشكون صعوبات مالية، العمل على تقليص فاتورة السياسة الاجتماعية إلى مستويات دنيا، و مراجعة أساليب الدعم المالي للمواد الواسعة الاستهلاك.
و إذا كان من غير الأخلاقي أن تتخلى الدولة عن أبنائها الذين هم في حاجة ماسة إلى حمايتها و إلى تضامن مختلف فئات الشعب، تحت أي مبرر كان، فإن سياسة الدعم المنتهجة حاليا على نطاق واسع من غير المعقول أن تستمر على هذا النحو بتخصيص المزيد من الاعتمادات المالية و التحويلات الاجتماعية.
و هذا حسب الكثير من الخبراء الاقتصاديين الذين يدعون إلى دعم الفئات التي تستحق الحماية بشكل مباشر دون أن يمتد ذلك إلى الفئات التي لا تستحق دعم الدولة، كما يقترحون العودة السريعة إلى حقيقة الأسعار لإبطال مفعول المهربين الذين يخربون الاقتصاد الوطني لصالح اقتصاديات البلدان المجاورة.
حكومة ما بعد تشريعيات الرابع ماي من دون شك ستفتح هذا الملف الشائك و المعقد، و ستحوله إلى ورشة للإصلاح الشجاع في إطار مقتضيات المرحلة الاقتصادية و المالية الجديدة التي تحتم إعادة سحب دعم الدولة من الفئات التي لا تستحقه و التي تأكل الغلّة و تسب الملّة.
النصر
اجتماعية بامتياز
-
وزير النقل يؤكد على وجود برنامج شامل لعصرنة وتطوير شبكات السكك الحديدية
أكد وزير النقل، محمد الحبيب زهانة، اليوم الخميس بالجزائر العاصمة، وجود برنامج شامل لعصرنة وتطوير شبكات السكك الحديدية، من شأنه رفع سرعة...
رئيس الجمهورية يستقبل رئيس غرفة العموم الكندية
استقبل رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، اليوم الخميس، رئيس غرفة العموم الكندية، السيد غراق فورغس، حسب ما أفاد به بيان...
رئيس الجمهوريـــــة يترأس مراسم تقـديم أوراق اعتماد أربعة سفـــراء جدد
ترأس رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، أمس الأربعاء، مراسم تقديم أوراق اعتماد أربعة سفراء جدد، حسب ما أفاد به بيان...
السفير الفلسطيني بعد استقباله من طرف رئيس الجمهورية: فلسـطين ستنال عضويتـها الكاملة في الأمم المتحدة بفضل الجزائر
استقبل رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، أمس الأربعاء، سفير دولة فلسطين لدى الجزائر، فايز أبو عيطة، حسب ما أورده بيان...
1
-
وسط اهتمام جماهيري بالتظاهرة: افتتاح مهرجان عنابة للفيلم المتوسطي
عاشت عنابة، مساء أمس، افتتاح مهرجان عنابة للفيلم المتوسطي، بديكور مميز، واهتمام بالغ للجمهور الذي تفاعل مع مرور نجوم السينما والدراما...
"بيان الجزائر" حول اجتماع وزراء الجزائر و تونس و ليبيا: تطوير مقاربة جديدة لإدارة المياه المشتركة والحفاظ عليها
أكد "بيان الجزائر" المتوج للاجتماع الوزاري الجزائري، الليبي والتونسي، بخصوص إنشاء آلية للتشاور حول المياه الجوفية...
بعد إصدار 172 قرارا بإلغاء الاستفادة: استرجاع 81 هكتارا من العقارات الصناعية غير المستغلة بقسنطينة
استرجعت المصالح الولائية بقسنطينة أكثر من 81 هكتارا من العقارات الصناعية غير المستغلة، حيث أصدرت اللجنة المكلفة بعملية التطهير 172...
معرض "ويب إكسبو" : تطوير تطبيق للتواصل اجتماعي ومنصات للتجارة الإلكترونية
تم أمس، خلال معرض الخدمات الرقمية والتجارة الإلكترونية والتكنولوجيا الحديثة المنظم بقسنطينة، الإعلان عن تأسيس منصة...
1