يفرض النمو الديموغرافي الذي تسير على وتيرته البلاد على الجميع دون استثناء مهلة للتوقف والانتباه، والتحضير الجيد للمستقبل، وعدم ترك الأمر للصدفة.
سيبلغ عدد الجزائريين 42.2 مليون نسمة نهاية العام الجاري، وسيتجاوزون عتبة 50 مليون نسمة في سنة 2030، وهذه الأنفس تتطلب التكفل بها في جميع مناحي الحياة، وتفرض نوعا من السياسات يجب على الجميع أن يكون على وعي تام بها.
وبعيدا عن سياسة تنظيم النسل التي بدأت الأسر الجزائرية في التعامل معها في ثمانينيات القرن الماضي، وأصبحت اليوم سلوكا منتظما لدى ما يقارب 70 من المائة من الأسر لتفادي انفجار ديموغرافي غير مسحوب، فإن ما يجب التوقف عنده اليوم هو أننا أصبحنا فعلا دولة متوسطة من حيث السكان، وهذا بالطبع له آثار وانعكاسات على جميع المستويات.
ولا يمكن بأي حال من الأحوال تلبية حاجيات كل هذه الساكنة دون تخطيط حقيقي و دقيق للسياسات والخطط التنموية التي تضعها الحكومة، ودون مشاركة حقيقية وإسهام فعال من جميع القطاعات الوزارية وغيرها التي تهتم بالتنمية الاقتصادية والاجتماعية وغيرها.
فلا يمكن تلبية حاجيات أكثـر من 40 مليون نسمة في التربية، والتعليم، والصحة، والغذاء، والماء، والترفيه، والتكوين، وفي نظافة المحيط دون تنسيق مكتمل بين قطاعات الدولة، و دون بناء توقعات وخطط تتنبأ بالمستقبل على الأقل على المدى القريب أو المتوسط إن أمكن.
وإذا كانت البلاد قد عانت من ظاهرة النزوح الريفي في سنوات السبعينيات والثمانينيات ومن بعده من ظاهرة النزوح القسري خلال سنوات الأزمة الأمنية بكل ما خلفه من ظواهر اجتماعية سلبية أثرت ليس فقط على صورة المدن بل على سلوك وتربية الأجيال التي ولدت في هذا الخضم، فإن المطلوب اليوم إيجاد حل حقيقي لمشكلة تمركز السكان في رقعة صغيرة في شمال البلاد على حساب مساحات كبيرة في الهضاب العليا والجنوب، وبخاصة وأن البلاد اليوم توفر لأبنائها كل متطلبات الحياة في الشمال كما في الجنوب.
ستكون هذه الظاهرة من المعضلات الكبيرة التي على السلطات العمومية رفع التحدي بشأنها مستقبلا، وهو ما تفطنت له قبل سنوات عندما قررت بناء مدن جديدة في المناطق الداخلية، وكذا عندما خصصت برامج تنموية حقيقية وقائمة بذاتها خاصة بمنطقة الجنوب، وهي ربما التي ستقلل في المستقبل من ظاهرة الهجرة نحو الشمال.
و الواقع يؤكد أن هناك خللا حقيقيا في توزيع الساكنة على مستوى أرجاء القطر الوطني، فمن غير المعقول أن نجد 85 من المائة من السكان على الشريط الشمالي للبلاد، بينما أكثـر من مليوني كيلومتر مربع شاغرة لا يسكنها سوى الريح.
والأكيد أن هذه الهجرة نحو الشمال لها دوافعها ومسبباتها القوية لكن ربما كان ذلك في وقت كانت فيه الدولة محدودة الإمكانيات والموارد، وليس كما هي الحال اليوم، وهو ما يدفع أكثـر نحو بناء مدن جديدة في الصحراء والمناطق الداخلية البعيدة وحسن توزيع الثـروة.
صحيح أن الجزائر قارة كما يقول أغلب الجزائريين وهي قادرة على أن تضمن العيش ليس فقط لكامل أبنائها بل لأكثـر من مائة مليون نسمة، لكن ذلك لن يكون بالكلام، بل أن التخطيط الجيد هو وحده الكفيل بتحقيق هذا التصور، و لن يكون ذلك حتما إلا بالعمل أيضا، لأن هناك خلل كبير أيضا في مجال العمل، فلا يمكن أن نواجه مطالب وحاجيات سكان البلاد مستقبلا بالاعتماد على ما تضمنه سواعد نسبة قليلة من السكان، فدون عمل الجميع سنجد صعوبات كبيرة في التكفل بحاجيات عشرات الملايين من الجزائريين.
النصر
المستقبل يبدأ الآن
-
وزير النقل يؤكد على وجود برنامج شامل لعصرنة وتطوير شبكات السكك الحديدية
أكد وزير النقل، محمد الحبيب زهانة، اليوم الخميس بالجزائر العاصمة، وجود برنامج شامل لعصرنة وتطوير شبكات السكك الحديدية، من شأنه رفع سرعة...
رئيس الجمهورية يستقبل رئيس غرفة العموم الكندية
استقبل رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، اليوم الخميس، رئيس غرفة العموم الكندية، السيد غراق فورغس، حسب ما أفاد به بيان...
رئيس الجمهوريـــــة يترأس مراسم تقـديم أوراق اعتماد أربعة سفـــراء جدد
ترأس رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، أمس الأربعاء، مراسم تقديم أوراق اعتماد أربعة سفراء جدد، حسب ما أفاد به بيان...
السفير الفلسطيني بعد استقباله من طرف رئيس الجمهورية: فلسـطين ستنال عضويتـها الكاملة في الأمم المتحدة بفضل الجزائر
استقبل رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، أمس الأربعاء، سفير دولة فلسطين لدى الجزائر، فايز أبو عيطة، حسب ما أورده بيان...
1
-
وسط اهتمام جماهيري بالتظاهرة: افتتاح مهرجان عنابة للفيلم المتوسطي
عاشت عنابة، مساء أمس، افتتاح مهرجان عنابة للفيلم المتوسطي، بديكور مميز، واهتمام بالغ للجمهور الذي تفاعل مع مرور نجوم السينما والدراما...
"بيان الجزائر" حول اجتماع وزراء الجزائر و تونس و ليبيا: تطوير مقاربة جديدة لإدارة المياه المشتركة والحفاظ عليها
أكد "بيان الجزائر" المتوج للاجتماع الوزاري الجزائري، الليبي والتونسي، بخصوص إنشاء آلية للتشاور حول المياه الجوفية...
بعد إصدار 172 قرارا بإلغاء الاستفادة: استرجاع 81 هكتارا من العقارات الصناعية غير المستغلة بقسنطينة
استرجعت المصالح الولائية بقسنطينة أكثر من 81 هكتارا من العقارات الصناعية غير المستغلة، حيث أصدرت اللجنة المكلفة بعملية التطهير 172...
معرض "ويب إكسبو" : تطوير تطبيق للتواصل اجتماعي ومنصات للتجارة الإلكترونية
تم أمس، خلال معرض الخدمات الرقمية والتجارة الإلكترونية والتكنولوجيا الحديثة المنظم بقسنطينة، الإعلان عن تأسيس منصة...
1