سجل الاقتصاد الوطني في الأيام الأخيرة مشاريع واعدة قد تغيّر من طبيعته مستقبلا، و تدفع بعجلة التنمية في البلاد نحو آفاق أخرى عنوانها التنويع، والخروج من بوتقة المحروقات.
ومن أهم هذه المشاريع المركب الغازي الذي دشنه الوزير الأول، أحمد أويحيى، أمس برقان بولاية أدرار، والذي من شأنه رفع طاقة الغاز الذي ستنتجه الجزائر مستقبلا بما يستجيب لتزايد الطلب المحلي على هذه المادة، وكذا تلبية حاجيات الزبائن الخارجيين، في وقت تتزايد فيه أهمية الغاز الطبيعي كطاقة لها وزنها في حسابات السياسية الدولية.
أما المشروع الثاني والذي يعتبر على قدر كبير من الأهمية فهو الميناء التجاري لمدينة شرشال وسط البلاد، والذي تعكف السلطات العمومية على وضع اللمسات الأخيرة على مشروعه استعدادا لإطلاق الأشغال به قبل نهاية الثلاثي الأول من السنة المقبلة، وهو ميناء ضخم يعتبر من بين أكبر 30 ميناء تجاريا في العالم.
وهذا المشروع الحيوي هو ثمرة تعاون جزائري- صيني، وهو مشروع استراتيجي بامتياز حيث من المفترض أن يوفر 200 ألف منصب شغل، هذا فضلا عن أهميته في مجال النقل البحري وبخاصة نقل البضائع والحاويات، هذه الأخيرة تعتبر اليوم شريان أي ميناء بحري في العالم.
ويجب أن ينظر إلى هذا المشروع من زواياه الحقيقية كونه مشروع المستقبل، وبإمكانه وحده أن يوفر مداخيل كبيرة جدا لخزينة البلاد، لأن الميناء هو عبارة عن سلسلة من الحلقات الاقتصادية التجارية في نهاية المطاف، ولنا هنا أن نقيس حجم الحركية الاقتصادية التي سيخلقها في محيط ولاية تيبازة والعاصمة والبليدة خصوصا وعلى المستوى الوطني بوجه عام.
أما المثال الثالث عن التوجه الاقتصادي الجديد للحكومة فيتمثل في مباشرة تصدير مادة الإسمنت نحو الخارج، وهو رهان التزمت به الحكومة قبل عام ونفذته على أرض الواقع قبل الآجال التي وعدت بها، حيث سبق لوزير الصناعة الأسبق أن وعد ببداية تصدير مادة الإسمنت في 2018، لكن هذا الحلم تحقق قبل ذلك ولو بأسابيع قليلة، وهذه المادة التي تعتبر أيضا ضرورية بالنسبة لأي اقتصاد، لها أهميتها في السوق الدولية ويمكن للدولة أن تجني من ورائها مداخيل معتبرة.
ومن خلال الأمثلة الثلاثة التي سيقت سلفا نستخلص أن الحكومة لم تبخل فيما يتعلق بتمويل المشاريع العمومية ذات المنفعة والجدوى الاقتصادية الكبيرة، وهذا حتى في عز الأزمة الاقتصادية المالية الكبيرة التي تعرفها البلاد، وهي أزمة كبيرة وخطيرة كما صرح بذلك العديد من المسؤولين على رأسهم الوزير الأول في أكثـر من مناسبة.
والواقع أن مثل هذه المشاريع هي التي يمكن أن تعوّل عليها الدولة والشعب في المستقبل، لذلك فمهما كانت تكلفتها فهي تعتبر لا شيء بالمقارنة مع حجم الفوائد التي ستعود بها على الاقتصاد الوطني بشكل عام، ولا يمكن لأي كان مهما كانت نظرته أن يعترض على مشروع ناجح يخلق الثـروة ومناصب الشغل ويجلب العملة الصعبة للخزينة العمومية.
لكن تجسيد مثل هذه المشاريع المهمة يتطلب من الحكومة أولا ومن الجميع الصبر والدقة وأيضا الصرامة المطلوبة، لأن الأمر يتعلق في نهاية المطاف بمستقبل الأجيال وبمصير البلاد، ومن هذا المنطلق لا يمكن إلا أن نقف إلى جانب هذه الخطوات التي يطالب بها الجميع من أجل تنويع الاقتصاد الوطني و انتشاله من دائرة المحروقات التي ستصل يوما ما إلى نهايتها مهما كان الأمر.
النصر
مشاريع المستقبل
-
وزير النقل يؤكد على وجود برنامج شامل لعصرنة وتطوير شبكات السكك الحديدية
أكد وزير النقل، محمد الحبيب زهانة، اليوم الخميس بالجزائر العاصمة، وجود برنامج شامل لعصرنة وتطوير شبكات السكك الحديدية، من شأنه رفع سرعة...
رئيس الجمهورية يستقبل رئيس غرفة العموم الكندية
استقبل رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، اليوم الخميس، رئيس غرفة العموم الكندية، السيد غراق فورغس، حسب ما أفاد به بيان...
رئيس الجمهوريـــــة يترأس مراسم تقـديم أوراق اعتماد أربعة سفـــراء جدد
ترأس رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، أمس الأربعاء، مراسم تقديم أوراق اعتماد أربعة سفراء جدد، حسب ما أفاد به بيان...
السفير الفلسطيني بعد استقباله من طرف رئيس الجمهورية: فلسـطين ستنال عضويتـها الكاملة في الأمم المتحدة بفضل الجزائر
استقبل رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، أمس الأربعاء، سفير دولة فلسطين لدى الجزائر، فايز أبو عيطة، حسب ما أورده بيان...
1
-
وسط اهتمام جماهيري بالتظاهرة: افتتاح مهرجان عنابة للفيلم المتوسطي
عاشت عنابة، مساء أمس، افتتاح مهرجان عنابة للفيلم المتوسطي، بديكور مميز، واهتمام بالغ للجمهور الذي تفاعل مع مرور نجوم السينما والدراما...
"بيان الجزائر" حول اجتماع وزراء الجزائر و تونس و ليبيا: تطوير مقاربة جديدة لإدارة المياه المشتركة والحفاظ عليها
أكد "بيان الجزائر" المتوج للاجتماع الوزاري الجزائري، الليبي والتونسي، بخصوص إنشاء آلية للتشاور حول المياه الجوفية...
بعد إصدار 172 قرارا بإلغاء الاستفادة: استرجاع 81 هكتارا من العقارات الصناعية غير المستغلة بقسنطينة
استرجعت المصالح الولائية بقسنطينة أكثر من 81 هكتارا من العقارات الصناعية غير المستغلة، حيث أصدرت اللجنة المكلفة بعملية التطهير 172...
معرض "ويب إكسبو" : تطوير تطبيق للتواصل اجتماعي ومنصات للتجارة الإلكترونية
تم أمس، خلال معرض الخدمات الرقمية والتجارة الإلكترونية والتكنولوجيا الحديثة المنظم بقسنطينة، الإعلان عن تأسيس منصة...
1