دعا المشاركون في الملتقى الدولي، حول مجازر 8 ماي 1945، الذي انتهت أشغاله، أول أمس الخميس بجامعة قالمة، إلى مواصلة العمل على مزيد من الملتقيات و المنتديات، و البحوث لدعم الذاكرة الوطنية، و جمع المزيد من البراهين و دلائل الإدانة، لمواجهة الجناة الذين ارتكبوا جرائم ضد الإنسانية، على مدى سنوات الاحتلال. و أصدر المشاركون القادمون من الجزائر، و تركيا، و موريتانيا، و العراق، و اسبانيا، و المكسيك و تونس، بيانا ختاميا، يدعم الذاكرة الوطنية، و يحث على مواصلة البحث، و يؤيد اللجنة البرلمانية الجزائرية، العاملة على مشروع تجريم الاستعمار.
و جاء في البيان، الذي حصلت النصر على نسخة منه، بأنه و « بمناسبة الذكرى الثمانين، لمجازر 8 ماي 1945 بالجزائر، نظمت جامعة 8 ماي 1945 بقالمة، ملتقى دوليا في نسخته الثالثة و العشرين، بموضوع المجازر الفرنسية من خلال 8 ماي 1945، الذاكرة و المواقف الدولية، يومي 7 و 8 ماي 2025، و الذي عالج إشكالية جوهرية تتمثل في كيفية تأثير تلك المجازر على الذاكرة الوطنية الجزائرية، و ما هي المواقف الدولية الفردية و الرسمية من هذه المجازر بين الأمس و اليوم.
و في هذا الإطار، يواصل البيان، تمت دراسة الإشكالية و معالجتها من خلال مشاركة نخبة من الدكاترة من خارج الوطن، من إسبانيا، المكسيك، العراق، تركيا، تونس و موريتانيا، و من داخل الوطن بمشاركة 26 جامعة و ثلاثة مراكز جامعية ( آفلوا، تيبازة و بريكة)، و ذلك من خلال تقديم مداخلات غطت كل محاور الملتقى، و سادها نقاش ثري و هادف، و عليه توصي اللجنة العلمية للملتقى، باستمرار جامعة 8 ماي 1945 بقالمة في تنظيم هذا الملتقى الدولي، و ذلك بمواصلة البحث في تفاصيل جرائم فرنسا في الجزائر، و عرض قراءات وطنية و دولية حول الموضوع، و طبع و نشر أعمال الملتقى، في كتاب جماعي، و تشجيع البحث في مواضيع تاريخ الحركة الوطنية و الثورة التحريرية، و الحث على تسجيل الشهادات الحية، و جمع الوثائق التاريخية، المرتبطة بالذاكرة الوطنية، و الحرص على الاهتمام البالغ بالحفاظ على الذاكرة من خلال الاهتمام بالأرشيف بنوعيه الورقي و الرقمي، و إتاحته للباحثين، و جمع أعمال الملتقيات السابقة التي عقدت بالجامعة و نشرها و تسليمها لمختلف الجهات المعنية من أجل ضمان وجود بحث شامل عن مجازر 8 ماي 1945». و خلص البيان إلى «الدعوة لدعم اللجنة البرلمانية لسن مشروع قانون تجريم الاستعمار».
و عرف اليوم الأخير من الملتقى، حضورا شرفيا لوفد من ليبيا جاء خصيصا لحضور الملتقى، و أرملة الرئيس الراحل هواري بومدين، التي زارت منزله الريفي، بمنطقة بن عدي، شمالي قالمة، و تحدثت إلى الملتقى حول حياة الرئيس الراحل، و طموحه لبناء اقتصاد قوي، و مساندة حركات التحرر حول العالم، و وصفت ما حدث في شهر ماي 1945 بقالمة، و سطيف و خراطة، بأنه جريمة ضد الإنسانية، تم خلالها قتل الأبرياء في محاكمات صورية، مخالفة للقانون، صدرت عنها أحكام بإعدام الآلاف من الجزائريين.
و تجدر الإشارة إلى البرنامج المكثف الذي سطرته سلطات ولاية قالمة لإحياء الذكرى الثمانين لمجازر 8 ماي 1945 و ذلك بتدشين و إطلاق عدة مشاريع تنموية، و زيارة مواقع الجريمة عبر مختلف المدن و القرى التي شهدت تلك الانتفاضة التاريخية التي أنتجت ثورة كبرى حررت الأرض و الإنسان، من أبشع استعمار عرفه القرن العشرون. فريد.غ