الجمعة 17 جانفي 2025 الموافق لـ 17 رجب 1446
Accueil Top Pub

أكاديميون يستذكرونه بعد 6 سنوات عن وفاته: بخاري حمانة.. الفيلسوف المنسي


نظم أكاديميون يوم السبت بوهران، ندوة فكرية تكريمية حول المفكر والفيلسوف الجزائري الراحل حمانة بخاري، بمناسبة مرور 6 سنوات عن وفاته، شاركت في تنشيطها شخصيات عرفت الراحل ، فضلا عن أولاده وأحفاده.

وأوضح أستاذ علوم الإعلام والاتصال بجامعة وهران، الدكتور أحمد بن دريس، أنه منذ لقائه بالأستاذ بخاري حمانة سنة 2017، وهو يحمل فكرة إنجاز عمل فني سينمائي حول هذه الشخصية العلمية والأكاديمية والإنسانية، ولم تسعفه الظروف خاصة بعد وفاته، إلا أنه لم يتخل عن الفكرة وأصر على تجسيدها، بكتابة سيناريو العمل، وتجسيده رفقة مؤسسة "كينو ديزاد برود"، مشيرا في كلمته خلال الندوة إلى أن هذا العمل يحمل الكثير من الأمور غير المعروفة والصور النادرة التي لا ترسم مسار حمانة وحده بل مسار الجزائر، معتبرا الفيلم "أروع ما أنجز في حياته ومسيرته".
وأضاف المتحدث ،أنه بعد الفيلم سيباشر جمع أعمال حمانة في موسوعة فكرية ينتظر أن تسمى "شاهد على القرنين"، وهو المشروع الذي لم يتمكن الراحل من تجسيده.
وقال الدكتور عبد القادر بوعرفة، رئيس وحدة البحث في علوم الإنسان والدراسات الفلسفية والاجتماعية بجامعة وهران، إنه لا يجب التوقف عند ذكر ما أنجزه وخلده حمانة، بل أن يعرج الباحثون على نقد الأعمال التي تركها، لأن التطور يأتي بالنقد، وأن ما ينقص هو دراسات نقدية لأعمال الأستاذ بخاري الذي كان وجوديا في يومياته، براغماتيا في فكره، روحيا في إسلامه، قوميا في شعاراته وإنسانيا في عالمه، فهو الواحد المتعدد الذي قال عن نفسه إنه كان "ينتعل بطن قدميه" لذا فهو يحتاج لدراسات.
ودعا الدكتور بوعرفة، لضرورة صناعة "رأسمال رمزي" متمثل في إبراز وإعطاء المكانة اللائقة والاستثمار في المفكرين والعلماء الذين تزخر بهم الجزائر، فالأستاذ بوخاري رغم ما يتميز به من ذكاء وفطنة ونظرة إستشرافية للأوضاع وغيرها من المزايا، إلا أنه لم يجد الحيز الذي يظهره للعلن وللعالم، مردفا أنه كان مجاهدا وأسس لفلسفة الثورة، ولكنه بعد الإستقلال رفض الحصول على بطاقة المجاهد، واستذكر المتحدث، عدة محطات من نشاطات المفكر خاصة خارج الوطن مع رؤساء وعلماء وشخصيات.
أما الأستاذ العربي ميلود ففضل إطلاق صفة "تشي غيفارا الفكر" على المرحوم حمانة بخاري، الحاصل على درجة الامتياز في الليسانس من مصر، التي أعطته منحة جامعية لم تمنحها لأي شخص، كما كرمه جمال عبد الناصر بوسام من الدرجة الخامسة، مضيفا أن الأستاذ حمانة كان في أواخر حياته شغوفا بالتعريف بمساره وبمنشوراته خاصة في المجلات العلمية الوطنية والدولية، ومساهمته أثناء الثورة كانت كبيرة.
فرغم عدم اختياره، يضيف ذات المصدر، ضمن صفوف جيش التحرير بسبب بنيته الجسمية الضعيفة، إلا أنه لم يترك الثورة بل شارك فيها بالقلم والفكر، فالمرحوم حمانة كان يتميز بفطنة وذكاء غريبين، وله القدرة على توصيل رسائل مشفرة عن طريق السخرية والنكت العميقة، وأنه لم يكن مجاملا لأحد مما سبب له عدة مشاكل في مناسبات عديدة.
كان ينفرد بنظرة بعدية متشبتا بالأمل

بينما استنبط الباحث سويح مهدي، من خلال مجموعة من المقالات التي نشرها المرحوم في وسائل إعلام جزائرية وكانت مكتوبة بالفرنسية حول القضية الفلسطينية، أنه كانت له نظرة بعدية ينفرد بها، حيث تحدث عن "المحرقة في فلسطين" في سبعينات القرن الماضي، بينما أصبحت اليوم فقط متداولة عالميا، وأن علاقة الأستاذ حمانة بالقضية كانت تفوق الأحداث الجارية وقتها في بالمنطقة، وكان عندما يكتب عن الدول العربية والقضية الفلسطينية، يتحدث بـ "الأمة العربية" وليس كل بلد على حدة، وأن المميز في مقالاته أنه كان متفائلا متشبتا بالأمل، وأن نكسة 67 جعلته يتألم كثيرا ولكن اعتبرها سببا في وحدة الصف العربي.
ساهم في بناء الصحافة الوطنية وكون جيلا من الأساتذة
وأكد الأستاذ عبدالكريم صايم، أن الأستاذ حمانة بخاري كان معروفا بالنسبة لجيله الذي شارك في تأسيس الجزائر ثقافة وتحريرا، لأنه ساهم في بناء الصحافة الوطنية، علم النفس ثم الفلسفة، وكان يشتغل بحماس وبروح قومية وإسلامية، موضحا أنه كان من أوائل الطلبة الذين أسعفهم الحظ ونجح في مسابقة الإلتحاق بقسم الفلسفة بجامعة وهران سنة 1984، والذي كان يشرف عليه الأستاذ حمانة، وأن من أبرز المقاييس الجامعية التي كان يدرسها مقياس "فلسفة التاريخ"، والتي رافع عنها في المؤتمر العربي الثاني للفلسفة "من أجل فلسفة عربية للتاريخ"، مبرزا أنه رغم الظروف الصعبة، لكن بخاري حمانة اشتغل وعمل بصدق، كما لم تكن له عقدة لغوية، كما أردف المتحدث، فكان يتحدث اللغتين العربية والفرنسية بسلاسة، واستطاع أن يكوّن جيلا من الأساتذة، وأوضح المتحدث أنه كان يفكر في جمع مقالات الأستاذ حمانة، الذي كانت حياته ملحمة بالنظر لمواقفه وجرأته الفلسفية، ويسمح بالتعليق والمناقشة وحرية التعبير، وعليه يبقى الأستاذ بخاري مدرسة، ولهذا يجب المساهمة في تجديد إرثه.
ولم يفوت أبناء المرحوم فرصة الندوة الفكرية للحديث عن والدهم الذي كان يتميز بالطيبة والحزم في الوقت نفسه، وثمنوا المبادرة التي أعادت "النابغة المنسي" مثلما وصفه أحد أبنائه للواجهة.
للتذكير، توفى الفيلسوف الجزائري بخاري حمانة يوم 5 ديسمبر 2018 عن عمر يناهز 81 سنة، ترك إرثا من المؤلفات في الفكر والفلسفة والتاريخ وأشرف على مئات رسائل الماجستير والدكتوراه، وهو أحد مراجع الدراسات الفلسفية في الجامعة الجزائرية، و اشتغل الراحل في خمسينيات القرن الماضي، في وكالة الأنباء الجزائرية التي كان مديرا لها بالشرق الأوسط.
المرحوم لم يكن مفكرا أكاديميا فقط بل هو مجاهد وله مشاركات في مجالات مختلفة داخل وخارج الوطن، وكانت الندوة أيضا فرصة للحديث عن الفيلم الوثائقي الذي ينجز حول حياته ومسيرته والتي ستسرد على مدار 120 دقيقة، وينتظر أن يعرض هذا العمل الفني السينمائي ضمن فعاليات ملتقى دولي خاص بالمرحوم بخاري حمانة، في فيفري القادم، حيث ثمن القائمون على هذه الأعمال مساعي وزارة الثقافة التي مولت المشروع وحضرت لطبع جميع أعمال المرحوم حمانة في 4 مجلدات.
بن ودان خيرة

آخر الأخبار

Articles Side Pub
Articles Bottom Pub
جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. 
عربت جزئيا في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com