الخميس 19 جوان 2025 الموافق لـ 22 ذو الحجة 1446
Accueil Top Pub

طلب عليها من خارج الجزائر: «دمى الباتول».. عرائس سفيرة للتراث القسنطيني

26062520

تكرس الحرفية البتول بن ديلمي، من ولاية قسنطينة، جزءا من عادات وتقاليد المدينة وتحافظ عليه بفضل ما تبدعه أناملها من حلي وأزياء تقليدية تلبسها لدمى صغيرة تحمل اسمها، تجهزها بعناية لتكون وسيطا بينها وبين الأجيال الجديدة تروي لها تفاصيل ماض جميل تراكمت مهارات من عاشوه لتترك إرثا فخما تقدم هي نماذج مصغرة عنه.

26062522

إيناس كبير

تتحول الدمية بين يدي الحرفية إلى وسيلة تعرف بتراث قسنطينة وتعكس رقي نسائها، وتساعد أيضا على استرجاع بعض من ألق الماضي، فلا تغفل محدثتنا كما كشفت عنه للنصر، عن توظيف الرموز القديمة في الأزياء التقليدية، والحلي، والإكسسوارات المكملة لها، سواء حقائب اليد الخاصة بالحفلات، أو المراوح التقليدية التي تصممها في شكلها القديم.
وتعرض الحرفية دماها أمام زوار المعارض التي تحضرها، فتفتح من خلال الحديث معهم حولها، سجلا عريقا عن عادات وتقاليد الحفلات القسنطينية، والأزياء التي ترتديها العروس وما يكملها من إكسسوارات، وتدخل بهم إلى قصور البايات أيضا، لتصف ما تعرفه عن فخامة تلك الحقبة سواء ما تعلق باللباس، أو أدوات الزينة، والديكورات كذلك. وقد روجت لها السيدة البتول، مستغلة لمستها المميزة لتصبح جزءا من ديكور «طبق الحنة» وفي زوايا المنازل، معبرة أنها طريقتها في عصرنة كل ما هو تقليدي وإثراء ذاكرة الأجيال.
وسيلة تجذب الكبار والصغار إلى التراث
تُلبس الحرفية المتخصصة في صناعة التحف الفنية، والدمى التقليدية عارضاتها أزياء مختلفة تجمع بين الأناقة وجمالية التفاصيل ورموز الزي ثم تزينها بالحلي التقليدية.
ومن الأزياء التي صممتها وقدمتها لتعبر عن التراث، ذكرت «القطيفة» بأنواعها سواء المحروجة بالفتلة أو بالمجبود، وأيضا الفساتين الخمسة التي تشتهر بها قسنطينة وترتديها العروس على مدى سبعة أيام وهي «القندورة البيضاء، والفضي، والوردي، والتبني، والشامسة السوداء»، والخيلي»، ثم تختم عرضها بالقطيفة عند تزيين خصرها بالحزام

26062524

الذهبي «لمحزمة».
تضيف محدثتنا، أنها صممت أزياء خاصة بمناطق أخرى من القطر الجزائري مثل «لغليلة»، و»سروال الشلقة»، و»الكاراكو العاصمي»، و»الحايك» و»لملاية»، ولكل زي ولباس قصة ترويها السيدة البتول معرجة على تفاصيلها التي جعلتها جزءا من تاريخ الجزائر.وأردفت، أن الزي التقليدي الجزائري لا يكتمل دون الحلي وذلك حتى تكون الإطلالة متناسقة، لذلك تصنع بيديها قطعا صغيرة من الحلي ممثلة في «السخاب»، و»لجبين»، و»المخبل»، و»المذبح».
وذكرت أيضا، أنها صنعت حذاء المجبود والفتلة، ونوعت في تصميم الحقائب حيث تختار بعناية كل دمية تعرضها في معارض الحرف والصناعات التقليدية التي تشارك فيها، وعادة ما تختار الدمى الكبيرة لتزين واجهة ركن العرض وتكون بارزة تثير انتباه الزوا، بينما تبيع الدمى الصغيرة للمعجبين.
وأكدت الحرفية، أن الزبائن يقبلون عليها وينوعون في استخدام الدمى مثل وضعها في «طبق الحنة» لإبراز ما ترتديه العروس القسنطينية في الحفلات، وكذا استخدامها كزينة لزوايا المنزل خصوصا وأن الدمى تجذب الأطفال، لذلك فقد اعتبرتها وسيلة للتحدث معهم عن التراث والعادات والتقاليد للحفاظ عليها والاعتزاز بهويتهم الثقافية.
قالت لنا، إنها قبل أن تتخصص في إلباس الدمى، بدأت مشروعها الحرفي الصغير بصناعة المراوح التقليدية، ثم وسعته وأضافت الدمى لأن الإكسسوار «المروحة»، و»حقيبة اليد»، و»غطاء الرأس» تعد من أهم مكملات قندورة القطيفة، لذلك جعلتها أزياء للعرائس للتعريف بعادات قسنطينة الأصلية.حازت دمى البتول، على إعجاب مغتربين وأجانب، حيث قالت الحرفية إنها تشبع حنين من غادروا الوطن وفضول من يزورون المدينة والجزائر أول مرة.وأضافت، أن السياح الأجانب يبدون فضولا كبير لمعرفة كل ما يتعلق بثقافة الجزائر والعادات والتقاليد المحلية، مقابل ذلك يخبرها المغتربون عن رغبتهم في احتكاك أطفالهم بجذورهم وهويتهم لذلك يجدون في التحف التي تصنعها وسيلة لتقريب

26062527

الصورة وترجمة الإحساس.
أما عن أكثر الأزياء التي تستهوي زبائنها عموما، فأشارت إلى فستان أو قندورة «القطيفة القسنطينية» بألوانها السبعة، لأن فيها تفاصيل المدينة كما عبرت، حيث تزودهم بمعلومات أخرى عن كل قطعة مثل «القاط» الأسود القصير الذي كان يلبسه الباي، ويكمل إطلالته بإكسسوار يتمثل في مروحة يد مصنوعة من ريش النعام، بينما ترتدي المرأة القفطان الطويل.
وتستعين الحرفية بابنتها التي تدرس اللغة الإنجليزية، لترجمة المعلومات للسياح الأجانب والحديث عن تراث قسنطينة، دون أن تغفل عن التأكيد على أن الحرفة اليدوية جزء مهم من موروث المدينة الحضاري والثقافي. وقد علقت على الأمر قائلة :» يجب علينا الحفاظ على الصنعة باختلاف مجالاتها خصوصا وأنها تتغير وتُشوه من قِبل بعض الجهات التي تريد الاستيلاء على كل ما هو جزائري».وعن مشروعها الخاص، قالت إنها تحاول دائما تطويره وإضافة عناصر جديدة له تعلمتها في طفولتها من والدتها وجدتها سواء في صناعة الأزياء أو الحلي وذلك حتى لا تُمحى من الذاكرة. إ.ك

آخر الأخبار

Articles Side Pub
Articles Bottom Pub
جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. 
عربت جزئيا في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com