الخميس 19 جوان 2025 الموافق لـ 22 ذو الحجة 1446
Accueil Top Pub

التشكيلية رحيمة خليفة: من البورتريه والطبيعة الصامتة إلى الرسوم المتحركة

26062526

رسمت الفنانة التشكيلية رحيمة خليفة، طريقها في عالم الفن بألوان زاهية جعلتها محط اهتمام عشاق اللوحات الفنية، التي تنطق بكل عبارات الجمال وتعبر عن مواضيع واقعية مثقلة بالرمزية، ونجحت في خوض تجارب مختلفة أثرت رصيدها الفني.

أسماء بوقرن

بدأت رحلتها في عالم الفن منذ مرحلة تعليمها الابتدائي إلى أن تخرجت من مدرسة الفنون الجميلة، التي فتحت لها أبواب الاحتراف ومكنتها من وضع بصمتها في التلفزيون الجزائري، عن طريق المساهمة في إنتاج رسومات متحركة، كما شاركت في تزيين فضاءات ومرافق متعددة كالفنادق والموانئ البحرية.

26062523

تخصيص معرض لرسوماتي في الابتدائي حفزني
تخرجت من مدرسة الفنون الجميلة بقسنطينة سنة 1994، وكانت موهبتها قد برزت في سن مبكرة، وبالضبط في الطور الابتدائي حين بدأت تتعلم كتابة الحروف على يد أستاذتها، حيث كانت مهتمة بإتقان الخط، بالتركيز على تتبع حركة يد الأستاذة بدقة وهي تكتب الحروف، لتعيدها بمنتهى الدقة وبشكل أجمل.أثار هذا الأمر انتباه أستاذتها والتلاميذ على حد سواء، وأعجبوا بإتقانها للكتابة في سن مبكرة لينبهروا أكثر خلال حصص الأنشطة بأعمالها، حيث كانت رحيمة تقدم رسومات مميزة، وكما كانت تبدع في التعبير عن النصوص المكتوبة بالفرنسية برسومات جميلة تظهر ميولاتها الفنية من خلال تزيين كراسها الخاص بالأنشطة برسومات رائعة. جعلها هذا التميز تحظى باهتمام الطاقم التربوي للمؤسسة الذي خص رسوماتها بمعرض فني، ما شكل حافزا لتطوير مهاراتها في الرسم فيما بعد.
اتضحت ميولات رحيمة الفنية أكثر في الطور المتوسط، حين كانت تشارك في الأنشطة الفنية التي تنظمها إكمالية فاطمة الزهراء بوسط مدينة قسنطينة، كما كان أساتذة الجغرافيا يطلبون عونها لرسم خرائط توضيحية كبيرة لشرح الدروس وحتى أساتذة اللغة إنجليزية.

26062521

وقالت، إن أول من اكتشف موهبتها في طور المتوسط،هي أستاذة الرسم أحلام عيساوي، التي ربطتها بها علاقة جيدة، وساهمت في التعريف بموهبتها في الوسط التربوي.
«أرتيستا» اسم اشتهرت به وأطلقه علي زملائي
نمت موهبة رحيمة الفنية أكثر في الطور الثانوي، حينها أصبحت تجيد رسم البورتريهات، فكانت تخص زميلاتها بلوحات فردية، كما كانت تجسد تصوراتهن لتصاميم يرغبون في تجسيدها، سواء متعلقة باللباس أو الشعر، حينها لقبتها زميلاتها بـ «أرتيستا» لبراعتها في الرسم، ليصبح اسم شهرتها فيما بعد. ظل قلب رحيمة معلقا بالقلم والورقة، وكبرت ميولاتها الفنية مع مرور السنوات، ما جعلها تبحث عن مدرسة متخصصة في تعليم الفنون التشكيلية، لاكتساب قواعد وتقنيات هذا الفن، فوجدت في المدرسة الجهوية للفنون الجميلة بقسنطينة، المكان الذي يحتضن ويطور موهبتها.
التحقت بها بعد نهاية الطور الثانوي بالرغم من معارضة الأهل، الذين فضلوا مواصلتها لدراستها الجامعية، غير أن حبها للرسم ورغبتها الكبيرة في احترافه جعلها تقنع العائلة وتواصل حلمها.

 

درست الزخرفة المسطحة في مدرسة الفنون الجميلة
درست رحيمة الفنون التشكيلية لمدة أربع سنوات، حيث تخصصت في الزخرفة المسطحة، واستفادت خلال مدة التكوين من دروس فنية مفيدة، مكنت من اكتسابها قاعدة أكاديمية في الفنون التشكيلية، كما تعلمت علاقة الألوان ببعضها البعض، ورمزية كل لون، والمساحات والفراغات، وتكونت في علم الجمال وتاريخ الفن وغيرها من المقاييس التي تضمن قاعدة أكاديمية متينة للفنان، تمكنه من ممارسة فنه باحترافية واعتماده كأداة لنقل رسائل مختلفة.وقد كلل مشوارها في المدرسة بشهادة جعلتها تحترف هذا الفن، مشيرة بخصوص موضوع نهاية دراستها، إلى أنها أعدت لوحة فنية حول «وردة المغنوليا» التي تنمو شجرتها في جنوب إفريقيا، وهي بيضاء اللون وتمتاز أوراقها باخضرارها طول العام، وتمثل الشموخ والمقاومة، فضلا عن جمال الوردة، التي استخدمتها في اللوحة مع إدراج ألوان ذات رمزية، بحيث يمكن استعمال اللوحة في الديكورات الداخلية.اهتمام رحيمة الفني قادها إلى خوض تجارب مختلفة لها علاقة بهوايتها، حيث انتقلت للعمل في مجال الأنفوغرافيا سنة 2002، وساهمت في إنتاج الرسومات المتحركة واللوحات الإشهارية، مع مؤسسة مختصة تتعامل مع التلفزيون الجزائري وذلك لمدة 3 سنوات.وقد أعدت خلال هذه المرحلة عددا من الحلقات التي تم بثها فعليا على الشاشة، وكانت تلك تجربة مفيدة جدا حسبها، كما خاضت بين 2002 إلى 2004تجارب أخرى في مجال السيراميك بمصنع في بن زياد، حيث تم وقتها عقد اتفاقيات مع فنادق على مستوى الوطن لتزويدها بقطع فنية، وكانت الرسامة عضوا في فريق من خمسة فنانين متخرجين من مدرسة الفنون الجميلة، تم استدعاهم لرسم لوحات سيراميك بميناء سكيكدة، ومجموعة من الفنادق أين تركت بصمتها الفنية من خلال لوحات موجودة لحد الآن، من بينها لوحة طولها 12 مترا مربعا.
حولت جدران البيت إلى لوحات فنية
رغبة رحيمة في التغيير جعلتها تتجه إلى مجال الأدوية، وتتلقى تكوينا في مركز متخصص، حيث قضت سنوات في العمل في الصيدليات، و ابتعدت حينها عن المجال الفني كليا.
تعطشها لبيئتها الفنية ومزاوجة الألوان جعلها تعود مجددا، مستغلة انتقالها إلى بيت جديد لتفجير طاقتها التي ظلت كامنة لسنوات، فبدأت بغرفة الاستقبال التي وضعت على جدرانها رسومات تعبر عن الطبيعة وتبعث الراحة في النفوس وتشعر الإنسان بأنه وسط حديقة غناء.
عادت بعدها إلى جمهورها الفني الذي أعجب بما قامت به ببيتها، بعد عرضها للصور عبر حسابها عبر الفضاء الافتراضي.
احتراف رحيمة لمجال الفن التشكيلي، جعلها محل اهتمام مدارس خاصة طلب منها القائمون عليها الالتحاق بطواقم الإشراف لتدريس التلاميذ، وهكذا خاضت تجربة أخرى لم تكن في الحسبان.
قالت، إن هذه المحطة من حياتها كشفت جانبا آخر من شخصية «لارتيستا» وهو تحكمها في نقل رسالة تعليمية فنية للتلاميذ بطريقة ممتعة، حيث كانت تجد راحة كبيرة في التعامل مع الصغار، من مرحلة التحضيري إلى السنة خامسة ابتدائي، وحاولت عدم التقيد بالمنهاج، وتزويد المتعلمين بمعارف إضافية تتعلق بتاريخ فن الرسم وأشهر رواده، وقصص ملهمة عن اكتشاف المواهب.
عدم توفر الوقت الكافي لممارسة فنها، جعلها تتوقف عن التعليم وتتفرغ للرسم وتوفير طلبات جمهورها، من بينهم صديقها الراحل عبد السلام بن باديس الذي دعمها كثيرا، والذي أرجعت إليه الفضل في عودتها للرسم وتلبية طلب المهتمين، حيث كانت ترسل إليه صورة كل لوحة ترسمها، كما كان هناك عديد الأصدقاء الذين شجعوها على العودة.
أحييت محدثتنا، علاقاتها بفنانين وأساتذة سبق أن درسوها كالأستاذ قارة، والأستاذ لعجرود وغيرهما، وبفضل تشجيعات هؤلاء المحبين قدمت لوحات رائعة بالألوان المائية، وشاركت بثلاثة منها في معرض فني بالمكتبة الرئيسية للمطالعة العمومية، وبأخرى بدار بلادي بقسنطينة، حيث برزت أعمالها الفنية أكثر.
أنتمي للمدرسة الواقعية وأبرع في رسم البورتريهات
وعن أكثر المواضيع طلبا، قالت بأنها تتلقى طلبات للوحات تجسد بورتريهات أشخاص، وهي أعمال تجد متعة في إنجازها إلى جانب مواضيع الطبيعة، كحركة أمواج البحر، قائلة بأنها تعشق تجسيد لوحات للبحر في كل حالاته، كما تركز على إبراز عنصر الإضاءة.
وفيما يتعلق بالمدرسة التي تنتمي إليها، قالت بأنها تفضل المدرسة الواقعية، والدليل لوحاتها التي تجسد وضعيات البحر والمناظر الطبيعية والإضاءة، مستخدمة مادة الأكليريك أيضا، وهي مادة صعبة الاستخدام غير أنها باتت تجد متعة في الرسم بها بعد حفظ أسرار استعمالها.
موضحة، بأنها تخطط للخروج من الواقعية والتوجه نحو نمط قريب من شخصيتها الفنية أكثر وتقديم معرض خاص يبرز خصوصية لوحاتها.
أ.ب

آخر الأخبار

Articles Side Pub
Articles Bottom Pub
جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. 
عربت جزئيا في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com