وفق نادي شباب ابن باديس في تحقيق صعود تاريخي، هو الأول بالنسبة له للجهوي الثاني لرابطة قسنطينة، بعدما كان نسيا منسيا، وفريقا غائبا عن الخريطة الكروية لفترة استمرت سبع سنوات كاملة، حيث اختفى النادي عن الوجود موسم 2017-2016، وعاد بعدها إلى النشاط موسم 2024-2023، ضمن بطولة ما قبل الشرفي، حيث كانت العودة أكثر من قوية بتحقيق الصعود مرتين متتاليتين، ومن ثمة حجز مكانة في بطولة الجهوي الثاني لأول مرة منذ تأسيسه عام 1986.
إعداد: صالح بوتعريشت
تصوير : شريف قليــــب
وببساطة فإن النجاح المحقق يعتبر تفوق منظومة متكاملة، عماده الأساسي مربع مكون من الإدارة والطاقم الفني واللاعبون والأنصار، الذين يمثلون أعلى درجات الوفاء للكيان الكروي «الأزرق والأبيض»، والذين ظلوا يدعمونه ويساندوه إلى غاية الجولة الـ 25 لشرفي قسنطينة، والتي حقق فيها فوزا بثلاثية نظيفة أمام ضيفه شباب عين عبيد، ليصعد بشكل رسمي بعد التتويج ببطولة شرفي قسنطينة.
موسم مميّز توّج بالصعود الثاني تواليا
بصم شباب ابن باديس على الصعود الثاني تواليا بالنسبة إليه، حيث ارتقى الموسم الماضي من ما قبل الشرفي إلى الشرفي، ليكرر بعدها نفس الإنجاز هذا الموسم، ويصعد من الشرفي إلى الجهوي الثاني، وذلك في إنجاز يؤكد عزم وإصرار إدارة الفريق ومسؤوليه على الرقي به أكثر، وذلك بعد غيابه عن الساحة لمدة 7 مواسم كاملة، ليعود بعد ذلك بقوة، ويرتقي السلم درجة تلو الأخرى، وطموح القائمين عليه يبقى تحقيق الصعود مرة أخرى خلال الموسم القادم، إذا ما توفرت لهم الإمكانات، لبلوغ الهدف–مثلما كشفوا عنه للنصر-.
الاستقرار والتدعيمات المدروسة عوامل للنجاح
أسهمت عدة عوامل في تحقيق نادي شباب ابن باديس للصعود، وأبرزها الاستقرار الإداري والخطة المدروسة للرئيس عبد الرزاق جعفارو ومعه رئيس فرع كرة القدم شعيب نوي، والتي أدت إلى حدوث استقرار فني، تمثل في احتفاظ النادي بالركائز الذين حققوا الصعود الموسم الماضي، وعددهم 15 لاعبا، مع تدعيمه وتطعيمه بـ 9 لاعبين جدد في الميركاتو الصيفي، أسهموا بشكل أو بآخر في تصدره لجدول ترتيب شرفي قسنطينة لأسابيع طويلة هذا الموسم، وتحقيقه لمشوار رائع، كلل بالصعود للجهوي الثاني لأول مرة في تاريخ النادي الذي أكد مقولة: «الاستقرار يؤدي دائما إلى نتائج إيجابية».
مشوار بطل.. والأرقام أبرز دليل
نجح شباب ابن باديس في تأدية مشوار مميز ورائع هذا الموسم، وأبان عن شخصية البطل، كما سيطر بالطول والعرض على بطولة شرفي قسنطينة، وحقق نتائج وأرقاما تؤكد بأنه يستحق الصعود عن جدارة، حيث وقبل جولة واحدة فقط على نهاية الموسم، خاض أصحاب الزي «الأبيض والأزرق» 25 جولة، حققوا فيها 19 فوزا كاملا، و3 تعادلات، مع تعرضهم لـ 3 هزائم فقط، ليجمع بذلك الفريق 60 نقطة كاملة، ويحقق الارتقاء قبل جولة من نهاية مشوار البطولة، مبتعدا بفارق 6 نقاط عن ملاحقه شباب ديدوش مراد، ويملك شباب ابن باديس كذلك أفضل هجوم في البطولة بتسجيله 55 هدفا، كما أنه يملك ثاني أفضل خط دفاع بتلقي مرماه 23 هدفا في 25 جولة.
أنصار من ذهب لعبوا دورهم على أكمل وجه
من بين الأسباب والعوامل الأخرى التي لعبت دورا كبيرا في تحقيق شباب ابن باديس للصعود، أنصاره الأوفياء، والذين لم يتخلوا عنه في أحلك الظروف، بل واصلوا دعمه ومساندته والوقوف معه حتى بعد توقفه عن ممارسة النشاط لمدة 7 مواسم، بل أن دعمهم زاد واستمر أكثر إثر عودته للنشاط، واللاعب رقم «12» لعب دورا في ارتقائه الموسم الماضي، وهو الأمر ذاته حدث هذا الموسم. «إنهم أنصار من ذهب، و»أوفياء في زمن قل فيه الوفاء»، «إنهم ببساطة وقود هذا الفريق في السراء والضراء».
غياب الدعم المالي وصعود فاتورته حزمة من الديون
لم يكون طريق صعود شباب ابن باديس إلى الجهوي الثاني لرابطة قسنطينة مفروشا بالورود، بل أنه حدث في ظل أزمة مالية خانقة يمر بها الفريق، مع غياب للدعم المالي من طرف السلطات ومديرية الشباب والرياضة، حيث استفاد الفريق من منحة البلدية فقط، ولكنه لم يحصل عليها بسبب الإجراءات الإدارية، ولذلك فإن الإنجاز تحقق من جيوب مسؤوليه، وضف إلى ذلك فإن النادي أصبح يعاني من فاتورة ديون، سيسعى إلى تسديدها في أقرب وقت ممكن، ليكون طريقه أسهل الموسم المقبل.
صنـــــــــاع الإنجـــــــــــــــــــاز
حراسة المرمى: مرزوق مصطفى، حناش محمد الهادي، داودي علاء الدين.
خط الدفاع: زعير يونس، نوي قدور، بوشيحة زكرياء، قجالي منيب، حرشي حمزة (القائد)، العايب مختار، سبتي إبراهيم.
خط الوسط: بوعصيدة وليد، زعرور أكرم، معمري عبد العالي، عثماني منذر، رقيق عبد الرؤوف، منزر أسامة، فوغالي ياسر، العايب علي.
خط الهجوم: بوحجر شراف الدين، مشاطي حمزة، نايلي بشير، زحاف زعيم الدين، بولحية عبد الرؤوف.
المدرب: قروي عماد الدين
المدرب المساعد: صوالح عبد الفاضل
الأمين العام: لوذاذنة محمد علي
الطبيب: قطوش عبد المالك
الممرض: طبي عبد الوهاب
الرئيس: عبد الرزاق جعفارو
رئيس فرع كرة القدم: شعيب نوي
أمين المال: طريفة عادل
مسؤول العتاد: جرافي كمال
الأعضاء: قند خليل، جعفارو شعيب، قوال موسى، نايلي نصر الدين، جعفارو رمضان، حرشي فارس.
رئيس فرع كرة القدم شعيب نوي
كسبنا الرهان رغم نقص الموارد والإمكانات
*ن نحدد هدفا آخر غير الصعود مرة أخرى
أظهر شعيب نوي رئيس فرع كرة القدم لنادي شباب ابن باديس سعادة كبيرة بعد تحقيق فريقه للصعود إلى الجهوي الثاني لرابطة قسنطينة، مؤكدا بأن هذا الإنجاز، تحقق رغم قلة الإمكانات والموارد المالية لدى إدارة الفريق ومسؤوليه.
كيف تعلقون على صعودكم التاريخي للجهوي الثاني لرابطة قسنطينة؟
أنا جد سعيد بهذا الإنجاز التاريخي الذي لم نحققه بسهولة، ولكن عندما ترى فرحة الجماهير واللاعبين تنسى كل التعب والصعوبات التي واجهتنا طيلة الموسم، وأنا سعيد كذلك لأن تضحياتنا لم تذهب أدراج الرياح.
ولمن تهدون هذا الإنجاز؟
نهدي هذا الصعود والإنجاز إلى جمهورنا الغالي، نحن نملك جمهورا من ذهب، ويحسدنا عليه الكثيرون، لقد وقف إلى جانبنا المشجعون في كل الحالات، ونوجه لهم التحية والتقدير على ذلك.
ما العوامل التي ساعدت شباب ابن باديس على تحقيق هذا الصعود؟
الصعود لم يكن سهلا، والعامل الأول لتحقيقنا لهذا الإنجاز، هو أننا نمثل عائلة واحدة، وبلغنا الهدف بفضل تضافر جهود الجميع، بداية من الرئيس عبد الرزاق جعفارو، مرورا بالمدرب ووصولا إلى اللاعبين، لقد كان إنجازا جماعيا شارك فيه الجميع.
بعد تحقيقكم للصعود، ماذا سيكون هدف الفريق الموسم المقبل؟
في حال توفر الدعم المالي الكافي، وتوفر السيولة، فإننا سنلعب من أجل الصعود مرة أخرى بإذن الله، نحن نملك إدارة طموحة ولديها مشروع رياضي طموح أيضا، ونحن نسعى لحصد المزيد من الإنجازات، لدينا الكثير من الأحلام والآمال والطموحات، ونتمنى أن تتوفر لنا الوسائل لتجسيدها على أرض الواقع.
كيف سيكون ميركاتو النادي في فترة الانتقالات الصيفية؟
جهزنا قائمة من اللاعبين أصحاب مستوى عال، وسنحاول ربط الاتصالات معهم خلال الأيام القادمة من أجل تدعيم الفريق بأسماء قادرة على تقديم الإضافة، وتكوين تشكيلة تنافسية تستطيع المنافسة وتحقيق نتائج إيجابية في الجهوي الثاني.
رئيس النادي عبد الرزاق جعفارو
اجتمعت عدة عوامل ساهمت في الانجاز
أكد عبد الرزاق جعفارو رئيس شباب ابن باديس أن اجتماع العديد من العوامل أسهم وأدى إلى انتزاع فريقه لتأشيرة الصعود، وقال: «الفضل في هذا الصعود يعود إلى الله عز وجل، ثم بعدها لرئيس فريق كرة القدم شعيب نوي، والمدرب واللاعبين والأنصار».
وعن شعوره بعد بلوغ هدف الصعود، صرح قائلا: «أنا فرح وسعيد كثيرا، وشعوري بالفرحة يساوي شعور أي مشجع للنادي، الفريق اختفى عن الساحة لمدة 7 سنوات كاملة، ولكنني كنت مصرا على إعادته، والحمد لله حققنا الصعود 3 مرات منذ عودة الفريق للساحة».
المدرب عماد الدين قروي
فخور بأول صعود في مسيرتي التدريبية
بدا عماد الدين قروي مدرب شباب ابن باديس جد فخور بتحقيقه لأول صعود في مسيرته التدريبية، وحدث هذا الموسم برفقة أصحاب اللونين «الأبيض والأزرق»، وصرح بعد الإنجاز قائلا: «الحمد لله، أنا جد فخور وسعيد بتحقيق أول صعود في مسيرتي التدريبية».
وشكر المدرب قروي مشجعي الفريق والإدارة على تقديمهم الدعم لأشباله طيلة الموسم، مؤكدا بأن المشوار لم يكن سهلا: «أشكر الأنصار والمسؤولين على كل الدعم والمساندة التي قدموها دون انقطاع للاعبين، الصعود لم يكن سهلا بالمرة، لقد اجتزنا محطات صعبة. أنا توليت مهمة تدريب الفريق في وضعية معقدة، ونجحت في تجاوزها بنجاح، لقد تعبنا، وعملنا، والهدف تحقق أيضا بفضل الانضباط والاجتهاد اللذين كانا السر وراء هذا النجاح».
قالوا عن الصعود
* قائد التشكيلة حرشي حمزة
بذلنا مجهودات كبيرة
أرجع حرشي حمزة قائد شباب ابن باديس الفضل في صعود فريقه إلى الجهوي الثاني إلى المجهودات الكبيرة التي بذلها زملاؤه اللاعبون، وقال: «الارتقاء جاء بفضل المجهودات الكبيرة لجميع اللاعبين، وأنا أشكرهم وأثني على التضحيات التي قاموا بها طيلة الموسم».
وأضاف قائلا: «المدرب والإدارة والأنصار لعبوا هم أيضا دورا كبيرا في هذا الصعود، والذي حققناه رغم مواجهتنا للكثير من الصعوبات، لاسيما من الناحية المادية وقلة الإمكانات».
* هداف الفريق فوزي مشاطي
طعم الصعود أحلى من تسجيلي 12 هدفا
وصف فوزي مشاطي مهاجم وهداف شباب ابن باديس طعم صعود ناديه إلى الجهوي الثاني، بالأحلى والأفضل من تسجيله لـ 12 هدفا في البطولة هذا الموسم، حيث قال: «يمكنني وصف مشواري بالمميز مع النادي هذا الموسم، لقد سجلت 12 هدفا، وأنا سعيد بذلك، ولكن طعم الصعود يبقى أحلى من هذه الأهداف، والتي أشكر جميع زملائي على مساعدتهم لي من أجل تسجيلها». وأشار مشاطي إلى أن فريقه بذل الغالي والنفيس لبلوغ هدف الارتقاء، وصرح بالقول: «المشوار كان صعبا، والكلمات لا تكفي لوحدها للكشف عن نوع الصعوبات والمطبات التي لاقيناها في الطريق، ولكن رغم ذلك رفعنا راية التحدي، وبفضل الإرادة والعزيمة حققنا الهدف، ومن الجميل أن نسعد جماهيرنا الوفية في نهاية الموسم».
* صانع الألعاب ياسر فوغالي
الفرحة لم تُصنع بسهولة
أكد ياسر فوغالي صانع ألعاب شباب ابن باديس، أن فرحة فريقه بالصعود لم تأت بطريقة سهلة ومجانية، وقال: «هذه الفرحة لم تكن سهلة على الإطلاق، بل أنها جاءت بعد تعب كبير، كما أنها لم تكن مجانية، والضريبة التي دفعناها كانت الكثير من العمل والتضحيات».
وعبر فوغالي في العموم عن رضاه، بشأن الموسم المقدم من طرف ناديه، والمقدم من طرفه هو شخصيا، وقال: «أنا راض عن مشوارنا، لقد تصدرنا جدول الترتيب طيلة الموسم، كما أنني راض عن مستواي، وعن الدور الذي لعبته لمساعدة الفريق على الصعود».