انعكست وضعية تموين مختلف المصانع والوحدات الانتاجية، على مستوى المناطق الصناعية بولاية برج بوعريريج، بالمواد الطاقوية الكافية، على واقع الاستثمار، بعدما ساهمت في دخول عشرات المشاريع والوحدات الانتاجية حيز الخدمة، بينما كانت عاجزة عن توفير هذه المواد الأساسية في تشغيل المصانع، لاسيما الكهرباء والغاز، في وقت كان غيابهما يشكل عائقا كبيرا للمستثمرين .
وتشهد المنطقتان الصناعيتان مشتة فطيمة ببلدية الحمادية والرمايل برأس الوادي، حركية استثمارية متزايدة، مستفيدة من المشاريع الحيوية في قطاع الطاقة التي انطلقت خلال الفترة الأخيرة وبدأت تجني ثمارها، إذ يرتقب حسب تصريحات سابقة للوالي، دخول 40 وحدة صناعية جديدة حيز الخدمة، خلال السداسي الأول من السنة الجارية ودخول 20 وحدة انتاجية وفرت أزيد من ألفي منصب عمل خلال العام الفارط بمشتة فطيمة وكذلك الحال بمنطقة الرمايل التي تشهد دخول مصانع و وحدات انتاجية جديدة حيز الخدمة، مع الانطلاق في انجاز عشرات المشاريع الاستثمارية بالمنطقة .
وتراهن السلطات الولائية على اتمام مشاريع الطاقة لتهيئة وتجهيز مناطقها الصناعية، إدراكا لأهمية توفير البنى التحتية كعامل أساسي لجذب الاستثمارات وخلق ديناميكية اقتصادية ومن ذلك التقدم الملحوظ في عمليات ربط المنطقيتين الصناعيتين المذكورتين، بشبكتي الكهرباء والغاز الطبيعي وهي مشاريع إستراتيجية ينتظر منها أن تفتح آفاقا واعدة للمستثمرين.
وتعتبر المنطقة الصناعية بمشتة فطيمة قطبا هاما، تجري على مستواها أشغال ربط مكثفة لضمان تزويدها بالطاقة اللازمة، حسب ما أكدته المديرية الوصية في تقرير حديث عرضته خلال الدورية العادية للمجلس الشعبي الولائي، مؤخرا، أكدت فيه على تدعيم مشاريع الطاقة، بانجاز ثلاثة خطوط كهربائية متوسطة التوتر تمتد على طول 33 كيلومترا، انطلاقا من محولي العناصر وبرج بوعريريج، ما يضمن وصول الطاقة إلى محيط المنطقة.
وزيادة على هذا تم تشغيل محطة التحويل الكهربائي وإنجاز محول كهربائي جديد بسعة 60/30 كيلوفولت، لضمان توزيع الدائم والمستقر للطاقة داخل المنطقة، أين بلغت نسبة الإنجاز في هذا المشروع 85 بالمائة وتجري حاليا عملية نقل وتركيب المعدات الكهربائية بالمركز، كما تم الانتهاء كليا من إنجاز الخط الكهربائي عالي التوتر الذي يربط هذا المحول بالشبكة الرئيسية.
وبخصوص الشبكة الداخلية، فقد أشارت إلى تواصل الأشغال لإنجاز شبكة توزيع كهربائية داخلية بطول إجمالي يفوق 73 كيلومترا، تم إنجاز ما نسبته 45 بالمائة من هذه الشبكة (أي حوالي 33.52 كيلومترا) والأشغال مازالت جارية بوتيرة متقدمة لاستكمالها.
كما تم تأمين تزويد المنطقة بالغاز، حيث دخلت المحطة الأولى لخفض الضغط بسعة 30 ألف متر مكعب معياري في الساعة حيز الاستغلال والتشغيل وبهدف مواكبة التوسع المستقبلي، تم الشروع في إنجاز محطة ثانية بسعة 20 ألف متر مكعب معياري في الساعة وقناة الغاز المرتبطة بها، حيث مازالت الأشغال قيد الإنجاز.
وبالموازاة مع ذلك تتواصل أشغال مد شبكة التوزيع الداخلية، حيث بلغت نسبة الإنجاز 80 بالمائة من الطول الإجمالي للشبكة البالغ 30.9 كيلومترا، ما يؤشر بقرب جاهزية تزويد المستثمرين بهذه الطاقة الحيوية.
وأضافت، ذات المديرية أن مشاريع الطاقة بالمنطقة الصناعية الرمايل ببلدية رأس الوادي، تشهد هي الأخرى تقدما ملموسا، بعد وصول التيار الكهربائي للمنطقة من خلال إنجاز خطين كهربائيين متوسطي التوتر بطول 4.6 كيلومترات، انطلاقا من محول رأس الوادي، فضلا عن تواصل الأشغال لإنجاز شبكة التوزيع الداخلية، والتي يبلغ طولها الإجمالي حوالي 18 كيلومترا.
كما تدعمت هذه الأخيرة بانجاز محطة لخفض ضغط الغاز بسعة 10 آلاف متر مكعب معياري في الساعة، وهي حاليا قيد الاستغلال، مع اعداد ملف الاقتطاع الخاص بمرور القناة وإيداعه لدى اللجنة الولائية المختصة بالمصادقة على طلبات إلغاء تصنيف الأراضي الفلاحية، لاستكمال المشروع، وتواصل الأشغال لإنجاز شبكة توزيع الغاز الطبيعي داخل المنطقة، التي يبلغ طولها 6.4 كيلومترات.
وتعكس مشاريع ربط هاتين المنطقتين الصناعيتين بالكهرباء والغاز الطبيعي، تجسيد القرارات الرامية لتهيئة بيئة استثمارية جاذبة وتوفير المناخ الملائم لنجاح المشاريع، إذ تتوقع المصالح الوصية، أن تشهد المنطقتان إقبالا متزايدا من قبل المستثمرين في مختلف القطاعات، الأمر الذي سيساهم في تنويع الاقتصاد المحلي وخلق فرص عمل جديدة.
ع/بوعبدالله