أعلن الديوان الوطني للأرصاد الجوية أمس عن استبدال النشريات الجوية الخاصة للتحذير من التقلبات الجوية الاستثنائية، على غرار الأمطار الغزيرة التي تؤدي إلى وقوع فيضانات وموجات الحر الشديد وكذا موجة البرد المصحوبة بتساقط الثلوج، قصد التخفيف من الخسائر التي تسببها التقلبات المناخية التي تشهدها الجزائر على غرار بلدان عدة.
وأفاد مدير مركز المناخ بالديوان الوطني للأرصاد الجوية سحابي عابد صالح خلال يوم دراسي نظم أمس للتوعية بمخاطر التقلبات المناخية، بأن نظام أو خريطة اليقظة هي عبارة عن طريقة جديدة ومتطورة للإنذار المبكر بالاضطرابات الجوية الخطيرة عوض النشرة الجوية الخاصة التي تعود عليها عامة الأفراد، ويعتمد هذا النظام على المعطيات الدقيقة التي توفرها المحطات الجهوية للرصد الجوي المتمركزة عبر عدة ولايات، بغرض تقديم تنبؤات دقيقة تراعي التقسيم الإداري وتخص 48 ولاية، مضيفا بأن المعطيات التي يتضمنها نظام اليقظة يتم تجديدها على مدار الساعة، للتنبيه بالتغيرات المناخية التي تخص الجزائر، وهي موجة الحر الشديد والبرد الشديد والثلج والصقيع والرعود والرياح العاتية وكذا الرياح الرملية.
ويتم الترميز إلى خطورة الظروف المناخية بثلاث مستويات، وهي المستوى الأول الذي يرمز إليه باللون الأصفر وهو يدعو الأفراد إلى الاطلاع المستمر على مستجدات أحوال الطقس، في حين يدل المستوى الثاني أي اللون البرتقالي على وجود عناصر مناخية خطيرة، وهي تتطلب تأهب الجهات الفاعلة أو السلطات العمومية لمواجهة أي طارئ، في حين يتضمن المستوى الثالث الذي يرمز إليه باللون الأحمر إلى ظواهر طبيعية جد خطيرة أو استثنائية أو متطرفة، وهذا بدوره يتطلب حالة تأهب لكافة المعنيين، مع إصدار نشرات جوية لمتابعة تطورات الطقس.
 وبحسب المختص في مجال التنبؤات الجوية، فإن الأخطار التي تهدد الجزائر جراء التغيرات المناخية تتمثل أساسا في موجات الحر التي قد تشتد أكثر أو تطول من حيث المدة الزمنية، موضحا بأن النماذج العددية المتوفرة لدى مصالح الأرصاد الجوية تنذر بتعرض منطقة المغرب العربي وكذا حوض البحر الأبيض المتوسط أكثر إلى موجات الحر الشديدة، فضلا عن تراجع كميات الأمطار، كما تشير المعطيات المتوفرة إلى غاية الآن إلى تراجع  كميات الأمطار التي تتساقط على امتداد العام بالجزائر بحوالي 20 بالمائة في آفاق الخمسين سنة المقبلة، مع احتمال ارتفاع درجات الحرارة القصوى بمعدل 2 درجة أكثر، مما سيشكل خطرا على صحة الأفراد، ويؤدي إلى نقص في الموارد المائية، وعلى المنتوج الفلاحي، مؤكدا في ذات السياق بأن مجالات عدة ستتأثر بارتفاع درجات الحرارة الناتجة بسبب الانبعاثات الغازية الناجمة عن الأنشطة المختلفة التي يمارسها الأفراد.
وبشأن الظروف الجوية التي ستشهدها مختلف مناطق الوطن خلال فصل الشتاء، فإن التنبؤات الفصلية التي يقوم بها ديوان الأرصاد الجوية، تتوقع تراجع محسوس في كميات الأمطار بالمناطق الوسطى والغربية خلال شهر أكتوبر، كما ستعرف المناطق الشرقية تساقط كميات عادية من الأمطار، مع ارتقاب أن تعرف تساقط كميات أكبر خلال شهر ديسمبر المقبل يفوق المعدل الفصلي، في حين ستشهد المناطق الغربية تساقط كميات هامة من الأمطار خلال شهر نوفمبر، على أن تسير الأمور في ظروف جد عادية على باقي المناطق.
ودعا المختص إلى ضرورة اتباع خارطة الإنذار لمصالح الأرصاد الجوية من قبل عامة الأفراد، قصد التقليل من مخاطر التقلبات الجوية التي قد تتسبب في وقوع خسائر مادية وبشرية، على غرار الفيضانات التي شهدتها بعض المناطق مؤخرا وأدت إلى وفاة أشخاص، مع تسجيل خسائر مادية معتبرة، جراء عدم اتخاذ التدابير الاحتياطية، وفي ذات الإطار نفى المسؤولون بمصالح الأرصاد الجوية عدم تقديم معلومات صحيحة بخصوص درجات الحرارة بالجنوب، على اعتبار أن الديوان ليس لديه أي مصلحة في ذلك، بدليل أنه كشف عن ذروة درجات الحرارة بولاية ورقلة وكان ذلك خلال منتصف شهر جويلية الماضي حيث بلغت درجة الحرارة 51.3 درجة.

  لطيفة/ب

الرجوع إلى الأعلى