وقعت سوناطراك، أمس، على أول عقد للتنقيب عن النفط البحري مع شركة توتال الفرنسية وإيني الإيطالية، وسيسمح هذا الاتفاق الأول من نوعه للشركة الوطنية للمحروقات من دخول مجال الاستكشاف البحري بالتعاون مع شركات أجنبية، حيث تراهن الجزائر على الآبار البحرية لتعزيز احتياطي الجزائر من النفط والغاز في ظل مؤشرات تؤكد توفر الجزائر على احتياطي بحري ضخم
كشف الرئيس المدير العام لسوناطراك، عبد المؤمن ولد قدور، أمس، على هامش ندوة الطاقة، أن الشركة وقعت عقدا للتنقيب البحرى مع شركتى النفط توتال الفرنسية وإينى الإيطالية، وذلك للمرة الأولى على الإطلاق في الجزائر، حيث لم يسبق لسوناطراك أن منحت عقودا للتنقيب البحري، من جانبه قال نائب رئيس سوناطراك فريد غزالى خلال حفل التوقيع «سنطلق مع شركائنا توتال وإينى تنقيبا بحريا. هذه حقبة جديدة لنا». وتسعى الجزائر لزيادة إنتاجها من النفط لتعزيز الإيرادات بعد هبوط الأسعار في عام 2014.
وكان ولد قدور، قد أعلن الشروع في حفر أولى الآبار البحرية خلال السداسي الثاني من العام المقبل، بالتعاون مع شريك أجنبي، بعد مفاوضات مع المجمع «الايطالي» ايني، و «توتال» الفرنسية، وقال بان الكثير من الدول المتوسطية حققت اكتشافات بحرية ضخمة، على غرار مصر، مضيفا بان الدراسات التي أنجزت، كشفت وجود احتياطي كبير من النفط والغاز في كل من سكيكدة بالنسبة للغاز و مستغانم للمخزون النفطي.
وحسب عبد المؤمن ولد قدور، فإن شركة سوناطراك، ستبدأ أعمال الحفر البحري مع «توتال» الفرنسية، و«إيني» الإيطالية في موقعين بشرق وغرب الجزائر، حيث تحوز البلاد كميات من الغاز في الشرق حول سكيكدة، وكميات من النفط في الغرب حول مستغانم. وفي جانفي الماضي، أعلنت سوناطراك اعتزامها التنقيب عن النفط في السواحل الجزائرية للمرة الأولى، وأعلنت بداية الشهر الماضي التأسيس لمنطقة اقتصادية خالصة في عرض سواحل البلاد. وهي الخطوة التي رأى فيها مراقبون بأنها تستهدف تفادي سيناريو الدخول في نزاعات مع الدول التي لها حدود ملاصقة أو متقابلة مع الجزائر، وبأنها بداية مرحلة جديدة في استغلال الثروات الطبيعية المتواجدة على طول سواحل الجزائر.
وكان الرئيس التنفيذي لشركة «إيني» الإيطالية، كلاوديو ديسكالزي، أعلن في منتصف شهر أقريل الماضي أن شركته تعتزم استثمار مليارات الدولارات في الجزائر على مدى السنوات الثلاث المقبلة، فيما ذكرت «إيني» أنها اتفقت على تمديد الشراكة مع سوناطراك. وقال ديسكالزي: «نحتاج لاستثمار المزيد لأن الجزائر لا تزال تملك كميات كبيرة من الغاز»، مضيفاً أن «إيني» تتطلع إلى عقود التنقيب البحرية، موضحاً أن «القطاع البحري مثير للاهتمام جدا في الجزائر، نعكف عليه. لكننا لم نحصل على رقع بعد». وذكرت شركة إيني الإيطالية بأن الجزائر تمتلك احتياطيات من النفط والغاز والطاقة الشمسية تكفي لتغطية احتياجات الضفتين الشمالية والجنوبية للبحر المتوسط، باحتياطات مؤكدة من الغاز تقدر بنحو 4500 مليار متر مكعب، ونحو 21 ألف مليار متر مكعب من الموارد التقليدية وغير التقليدية من النفط والغاز الصخريين.
 ع سمير

الرجوع إلى الأعلى