سجلت وحدات الحماية المدنية خلال 24 ساعة الأخيرة، 2912 تدخلا بعدة مناطق مختلفة، حسب بيان للمديرية العامة للحماية المدنية، أمس، وشملت هذه التدخلات مختلف مجالات أنشطة الحماية المدنية سواء المتعلقة بحوادث المرور، الحوادث المنزلية، الإجلاء الصحي إخمــاد الحرائق و الأجهزة الأمنية، حيث تم تسجيل حوادث مرور تسببت في وفيات.
وكشفت الحماية المدنية، عن تسجيل 05 حوادث مرور تسببت في وفاة 07 أشخاص وإصابة 13شخصا آخرين بجروح متفاوتة الخطورة. وكانت أثقل حصيلة على مستوى ولاية بشار بوفاة 04 أشخاص و إصابة 03 آخرين بجروح. و تدخلت وحدات الحماية المدنية لولاية قالمة، إثر انفجار قارورة غاز البوتان، خلفت إصابة شخصين بحروق من الدرجة الثانية. كما قدمت الإسعافات الأولية لـ08 أشخاص مختنقين بغاز أحادي أكسيد الكربون، المنبعث من أجهزة التدفئة وسخان الماء .
وعلى إثر الاحتفالات بذكرى المولد النبوي الشريف، تدخلت و حدات الحماية المدنية، من أجل إخماد 13 حريقا. منها في شرفات و غرف المنازل، الأشجار، النخيل، والأحراش اليابسة. و كذا إسعاف المواطنين، في كل من الجزائر، قالمة، والبليدة.
وقامت مصالح الحماية المدنية بعدة تدخلات للتعامل مع الأضرار والحرائق الناجمة عن الاحتفالات بالمولد النبوي الشريف، لا سيما في ولايات الجزائر العاصمة، والبليدة. واللافت أن الأضرار المسجلة هذه السنة كانت أقل بكثير من تلك المسجلة في المواسم السابقة، والتي كانت تؤدي إلى أضرار جسيمة بشرية ومادية. وتم تسجيل حريق لكل من سيارة وحافلة في بلدية بوينان بالبليدة، كما تم تسجيل إصابة شخصين في ولاية أم البواقي.
وحسب الحصيلة التي قدمتها مصالح الحماية المدنية، فقد تم تسجيل ليلة المولد النبوي بين الساعة السادسة مساء الإثنين إلى صبيحة يوم الثلاثاء على الساعة الرابعة صباحا، تسعة (9) حرائق بمختلف بلديات الجزائر بسبب استعمال المفرقعات بمناسبة الاحتفال بالمولد النبوي. وتسبب الاستعمال المفرط للمفرقعات والألعاب النارية في نشوب عدة حرائق على مستوى بعض شرفات أو ساحات المنازل أو مستودعات بمختلف بلديات العاصمة.  و قد نشبت هذه الحرائق بشرفات ومستودعات ومساحات كائنة بكل من بلديات برج الكيفان ، الكاليتوس، براقي والعاشور ، درارية وباب الوادي وكذا الرويبة بالإضافة إلى حريق آخر نشب ببلدية القبة على مستوى محور دوران قاريدي حيث تم إتلاف مساحة من الحشائش اليابسة على مساحة 600 متر مربع دون أن تخلف هذه الحرائق أية ضحية.
كما قامت مصالح الحماية المدنية لولاية الجزائر بإسعاف شيخ يبلغ من العمر 81 سنة بحي الإخوة زيوي ببلدية المقرية (حسين داي)، أصيب بحروق خفيفة من الدرجة الأولى بسبب نشوب حريق بكوخ قصديري يتكون من غرفتين جراء استعمال مفرقعات رميت عليه وتم نقله نحو المؤسسة الاستشفائية المتخصصة في علاج الحروق «بيار وكلودين شولي» بباستور بالعاصمة لتلقي العلاج».
كما تسببت الألعاب النارية، ليلة الاحتفال بذكرى المولد النبوي الشريف، بين مجموعة من الشباب في حريق إحدى العمارات الواقعة بحي 360 بأولاد يعيش. مما أدى إلى إحداث حالة رعب لدى سكانها، كما شب حريق آخر بأحد إحياء بلدية بوينان الواقعة شرق ولاية البليدة. وتسبب في نشوب حربق بحافلة كانت متوقفة حيث التهمتها النيران بشكل كامل أثناء قيام مجموعة من الشباب بتبادل إطلاق نيران من البوق، حيث فتحت مصالح الأمن تحقيقا في الحادث.
وذكر الملازم الأول بن خلف الله أن مديرية الحماية المدنية لولاية الجزائر كانت قد دعت في بيان لها المواطنين وخاصة فئة المراهقين إلى ضرورة تجنب استعمال الألعاب النارية داخل البنايات السكنية و أمام محطات توزيع الوقود أو داخل مواقف السيارات أو بجانب المؤسسات الاستشفائية خلال احتفالات المولد النبوي الشريف.
و حسب نفس المسؤول فإن الاستعمال العشوائي لمختلف الألعاب النارية يتسبب في أغلب الأحيان في خسائر مادية و بشرية معتبرة علاوة على إزعاج المواطنين دون احترام قواعد حسن الجوار مما يستوجب أخذ الحيطة و الحذر باحترام جميع المقاييس الأمنية و الوقائية التي تسمح بإزالة أو التقليل من المخاطر الناجمة عن الاستعمال السيئ لمختلف الألعاب النارية.
وكانت الحماية المدنية قد جندت بمناسبة الاحتفال بالمولد النبوي الشريف 47 وحدة «متنقلة «جابت مختلف شوارع العاصمة متكونة من قرابة 500 عنصر من عناصر الحماية المدنية من مختلف الرتب موزعة عبر 13 نقطة بالعاصمة تعرف بكثافة استعمال المفرقعات والألعاب النارية، للتدخل بسرعة في حالة حدوث حرائق أو أي حادث ناجم عن الاستعمال العشوائي للمفرقعات وللألعاب النارية. من جانبها وضعت المديرية العامة للأمن الوطني حيز التنفيذ، عدة إجراءات سمحت بتأمين مختلف الأماكن العمومية والطرقات، والتكثيف من الدوريات المتنقلة والراجلة على مستوي الأسواق، من خلال تدعيم حواجز المراقبة الثابتة من أجل تفادي وقوع حوادث مرور، ومكنت من تسجيل 826 قضية، وحجز أزيد من 2,2 مليون وحدة من المفرقعات والألعاب النارية بالإضافة إلى توقيف 810 أشخاص مشتبه فيه.         
ع سمير

مستشفيات قسنطينة تستقبل حالات محدودة للإصابات
تراجع محسوس في استعمال المفرقعات في احتفالات المولد  
شهدت ولاية قسنطينة ليلة الاحتفال بالمولد النبوي الشريف ، تراجعا ملحوظا في استعمال المفرقعات و الألعاب النارية، خلافا  للسنوات الماضية، و هو تحول إيجابي ثمنه الكثيرون،  كما أنه دليل على نجاعة الحملات التحسيسية التي أطلقتها عديد الجهات، و ثمرة الجهود التي قامت بها مصالح الأمن بحجز كميات معتبرة بلغت عشية المولد 160 ألف مفرقعة، لتكون النتيجة عدم تسجيل أي إصابة بالمفرقعات بالمستشفى الجامعي بن باديس بقسنطينة في سابقة لم تسجل منذ أربع سنوات.
تشديد الرقابة على سوق المفرقعات من قبل المصالح الأمنية و حجز كميات معتبرة منها ، و إطلاق حملات تحسيسية على منصات التواصل ، عوامل أثرت على الاحتفالات بالمولد النبوي الشريف بولاية قسنطينة، حيث غابت مظاهر الاستعمال المفرط للمفرقعات و الألعاب النارية أول أمس، و غاب دويها القوي و كذا ألوانها التي كانت تعانق السماء ، و خيم نوع من الهدوء على شوارعها التي عانى قاطنوها من تحويلها خلال السنوات الماضية  إلى ساحات حرب ليلا، باستعمال أقوى المفرقعات  و كذا مختلف أنواع الألعاب النارية بكميات كبيرة،  و لساعات متأخرة من الليل، و تنتهي بتوافد الجرحى على المصالح الاستشفائية.
 الأطفال اكتفوا هذا الموسم باستعمال  «النجوم» و المفرقعات صغيرة الحجم  و عيدان العنبر ،  و إحدى الوسائل البسيطة التي كان يستعملها الأطفال قديما في هذه المناسبة، و تعرف باسم « الطرطاق» ، و هو عبارة عن قطعة حديدية بها ثقب عميق ، يعبأ بمادة الكبريت ، ثم يوضع داخلها مسمار،  لتحدث دوي عند استعمالها.
بالمقارنة بين حصيلتي الإصابات الناجمة عن استعمال المفرقعات بين السنتين الماضيتين و هذا العام ، التي سجلتها مصالح استشفائية بقسنطينة ، نجد أن الفارق كبير جدا، فقد سجل المستشفى الجامعي ابن باديس في السنتين الماضيتين بين 70 و 100 حالة ، ليصنع المفاجأة هذه السنة بعدم تسجيل أية ضحية، كما لاحظنا تراجعا ملموسا بمستشفى المدينة الجديدة علي منجلي الذي أحصت مصالحه السنة المنصرمة 35 ضحية للمفرقعات، لتنخفض إلى 6 ضحايا هذه السنة ، فيما سجل أول أمس مستشفى الخروب 8 حالات،  لتكون لغة الأرقام الدليل الأكبر على تراجع اقتناء و استعمال المفرقعات.
و قد لقي هذا التراجع استحسان عدد كبير من الأولياء، استنادا لمنشوراتهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي ، حيث اعتبروا ما حدث إيجابيا يجب تثمينه و بالتالي تشجيع المواطنين على التخلي على هذه العادة السيئة، التي تكون في الغالب عواقبها وخيمة .
14 جريحا بالخروب و صِفر حالة بالمستشفى الجامعي
استقبلت مختلف المؤسسات الاستشفائية بولاية قسنطينة، ليلة الاحتفال بالمولد أول أمس، عددا من الجرحى، قدرت إجمالا 14 جريحا، حيث كشف مدير مستشفى عبد القادر بن شريف بالمدينة الجديدة علي منجلي  عن تسجيل مصلحة الاستعجالات  6 إصابات ، لأطفال تتراوح أعمارهم بين 7 و13 عاما»، موضحا بأنها «إصابات طفيفة بالأطراف و الوجه لم تستدع تدخلات طبية أو جراحية عميقة»، مؤكدا للنصر بأنهم غادروا المستشفى فورا، فيما تكفل مستشفى الخروب بإسعاف 8 مصابين، كما صرح رفيق بن داوود، مدير المؤسسة الاستشفائية،  للإذاعة.
فيما لم يسجل مستشفى ابن باديس الجامعي أية إصابة جراء استعمال المفرقعات، كما أكد مدير المؤسسة كمال بن يسعد، استنادا إلى تقرير المناوبة الطبية لليلة أول أمس، إلى غاية صبيحة الثلاثاء، و اعتبر ذلك سابقة لم تعرفها المؤسسة الاستشفائية خلال السنوات الأربع الفارطة، حيث سجلت نحو 100 حالة، مرجِّحا أن يكون السبب وعي الآباء وحتى الأبناء بالاستعمال السليم لهذه الألعاب، وكذا حملات مصالح الأمن قبل الاحتفالية ، للتوعية بمخاطر المفرقعات.
فيما أوعز مدير مستشفى المدينة الجديدة الانخفاض الكبير في عدد المصابين هذا العام، إلى العملية التحسيسية لمديرية الصحة حول الآثار السلبية للمفرقعات التي شملت مختلف المؤسسات منها التربوية و كذا الفضاءات الخارجية،  كما أبرز الدَّور الفعَّال لمصالح الجمارك والأمن في حجز عشرات الآلاف من المفرقعات والألعاب النارية قبيل احتفالية المولد النبوي الشريف، وتوقيف استيراد و البيع بالجملة للمفرقعات.
وكانت مصالح الأمن الولائي بقسنطينة قد شنَّت حملة استباقية لتوقيف باعة المفرقعات والألعاب النارية بالجملة، و حجز السلع ذات المصدر الأجنبي، أساسا، قبيل ذكرى المولد النبوي، حيث حجزت في عملية نوعية حوالي 117 ألف وحدة من المفرقعات والألعاب النارية بمدينة الخروب، مع توقيف شاب، و 37 ألف وحدة من ذات النوع، من مختلف الأشكال والأحجام، ببلدية ابن باديس  «الهرية»،  تبعا لنشاط فرقة الدرك الوطني، مع توقيف شابين خلال العملية، كانا بصدد تزويد تجَّار التجزئة غير القانونيين بالمفرقعات.
عادات احتفالية لا تزال راسخة
لا يزال القسنطينيون متمسكون بعادات إحياء مولد سيدنا محمد عليه أفضل صلاة و أزكى سلام ، كما قالت لنا عديد ربات البيوت، اللائي أعددن « الشواط» و  «الشخشوخة» و أشعلن الشموع ليلا ، كما زينن أيادي أطفالهن بالحناء  ، و صينية الفطور بالطمينة و غيرها من أنواع الحلويات التقليدية، و التقطن صورا تبرز هذه العادات.
إن الاحتفال بالمولد النبوي الشريف عادة متجذرة  لدى الأسرة الجزائرية عموما و القسنطينية على وجه الخصوص، و  يخضع إحياؤها لطقوس و عادات متوارثة من جيل إلى آخر بنكهة مميزة،  كما قال لنا عبد المالك تميم ، الذي يقطن بدار عرب « بن قارة» الكائنة بنهج دعرة قدور أسفل السويقة  ،  مضيفا بأن الدار تضم 23 جارا  ، يحتفلون معا بالمناسبة،  بإشعال الشموع و  تعطير كل زوايا الدار بالبخور.  
في حين تحضر ربات البيوت الشخشوخة أو التريدة ، و تجتمع بعض العائلات لتناول العشاء معا، فيما تكتفي البقية بتبادل الأطباق في ما بينها ، و بعد وجبة العشاء يجتمع الأطفال بوسط الدار للعب ب»الطرطاق»، و «الزربوط»،  كما تقوم النسوة ليلا بتخضيب أيادي الأطفال الصغار بالحناء و هن يرددن  «زاد النبي و فرحنا به..» ، فيما يتم في الصباح إعداد الطمينة و تزيينها  بالحلوى و المكسرات.
و قالت لنا من جهتها سيدة في العقد السابع ، التقينا بها بالمدينة القديمة السويقة  ، بأن من بين العادات التي كان القسنطينيون يحرصون عليها زيارة الزوايا ، و تحضير الولائم و كانت تشرف على إعدادها العائلات العريقة، فيما كانت الفتيات و النساء يقمن بتزيين البيض و تلوينه، و تلتقي الجارات في وسط دار عرب للغناء و هن يحملن الشموع.
أسماء بوقرن

الرجوع إلى الأعلى