جرت، أمس، عبر كامل ولايات القطر انتخابات التجديد النصفي لأعضاء مجلس الأمة  التي تنظم كل ثلاث سنوات لتجديد 48 عضوا ينتخبون من قبل المنتخبين في المجالس الشعبية الولائية والبلدية.
 وقد أظهرت النتائج الأولية لهذا الاقتراع تقدم حزب جبهة التحرير الوطني على غريمه ومنافسه التجمع الوطني الديمقراطي الذي خسر هذه المرة معاقل انتخابية كانت تحسب عليه في استحقاقات مماثلة في السنوات الماضية.
وفي انتظار النتائج النهائية من قبل المجلس الدستوري وحسب  نتائج الفرز التي جرت مساء أمس فقد  فاز حزب جبهة التحرير الوطني في ولايات عديدة، على غرار قسنطينة، برج بوعريريج، جيجل، سوق أهراس، المسيلة، أدرار، سعيدة، باتنة، تندوف، عنابة، الطارف ، الأغواط، معسكرو وهران.
وقال رئيس ديوان منسق هيئة تسيير حزب جبهة التحرير الوطني في تصريح للنصر أمس إن النتائج الأولية أفرزت فوز الحزب في 25 ولاية في انتظار النتائج النهائية.
وفاز التجمع الوطني الديمقراطي من جانبه في ولايات البليدة، سكيكدة، الجزائر العاصمة، بومرداس، أم البواقي، غليزان، تلمسان، قالمة، مستغانم، الشلف وعين تيموشنت، حسب النتائج الأولية، لكنه خسر هذه المرة ولايات كانت تعتبر من أهم معاقله في الانتخابات الأخيرة على غرار جيجل، المسيلة و وهران.
 أما المفاجأة هذه المرة فقد صنعها حزب «جبهة المستقبل» الذي فاز بمقعد ولاية إليزي، وهو أول مقعد للحزب في مثل هذه الانتخابات منذ إنشائه قبل ست سنوات.
و حسب الأصداء فإن عملية تجديد ثلثي أعضاء المجلس جرت في ظروف مواتية ولم تسجل بها أي أحداث.
 ونشير أنه وحسب المعطيات التي قدمها وزير العدل حافظ الأختام الطيب لوح قبل أيام عن العملية فقد تقدم لهذا الاستحقاق 23 حزبا سياسيا، بمجموع 206 ملفات تم قبولها من طرف الهيئات المختصة، من أصل 232 ملف ترشح قدمت لها في بداية الأمر.
وقد أشرف على علمية الانتخابات حسب وزير العدل دائما 736 قاضيا عبر 72 مكتب انتخاب موزعة عبر كامل ولايات القطر الوطني.
ويعلن المجلس الدستوري اليوم عن النتائج المؤقتة لانتخابات التجديد النصفي لأعضاء مجلس الأمة، على أنه يجب على كل مرشح راغب في تقديم الطعن فيها أن يقدم خلال الـ24 ساعة التي تلي الإعلان عن النتائج الأولية، وبعدها يعلن المجلس الدستوري عن النتائج النهائية للعملية.
فوز الأفلان في أغلب ولايات الشرق
وبولاية قسنطينة استطاع النائب السابق عن حزب جبهة التحرير الوطني أحمد فؤاد خرشي الانتصار على مرشح التجمع الوطني الديمقراطي ورئيس بلدية حامة بوزيان،على الرغم من بقاء الشد والجذب بين المرشحين إلى غاية اللحظات الأخيرة، قبل أن يحسم الصراع بفوز «الأفلان» بـ 129 صوتا مقابل 112 صوتا، علما وأن للحزب العتيد 124 منتخبا عبر المجالس المنتخبة الثلاثة عشر، فيما لا يتعدى نصيب الأرندي 84، أما المرشح الثالث عن حركة مجتمع السلم فلم ينل إلا ثقة 22 منتخبا، بينما بلغ عدد الأصوات الملغاة 29، علما وأن التصويت غابت عنه منتخب وحيد.
أما بعاصمة الأوراس باتنة التي تعتبر الأكبر من حيث عدد المجالس المنتخبة بـ 62 مجلسا، فعادت فيها الكلمة لمرشح الأفلان عبد المجيد مختار بعد حصوله على 423 صوتا بينما تحصل مترشح حزب جبهة المستقبل بولخراص بن بلاط الذي حلَ ثانيا على 247 صوتا، فيما عادت المرتبة الثالثة لمترشح حزب التجمع  الوطني الديمقراطي رئيس بلدية رأس العيون عبد محمد الهادي بـ158 صوتا ونال مترشح حزب تاج هارون زعبوب عضو المجلس الشعبي الولائي 19 صوتا، والمترشح الحر رئيس بلدية إشمول 12 صوتا ونالت المترشحة الحرة عضوة المجلس الولائي آمال محمدي 05 أصوات.
وبولاية بسكرة فاز مرشح حزب جبهة التحرير الوطني سليم شنوفي رئيس بلدية الشعيبة بعد حصوله على274 صوتا متبوعا بمرشح حزب التجمع الوطني الديمقراطي عدلان مناني البرلماني السابق وعضو المجلس الشعبي الولائي حاليا، المتحصل على245 صوتا فيما حل مرشح حركة مجتمع السلم عثمان غربال ثالثا بـ03 أصوات وفي المقابل سجل إحصاء55 ورقة ملغاة.
ولم يختلف السيناريو بجيجل عن سابقه من الولايات فقد تمكن مرشح جبهة التحرير فؤاد سبوتة من الفوز بمقعد السينا في انتخابات التجديد النصفي بعدد معتبر من الأصوات، قدر بـ 283 صوتا، فيما تحصل برينط حسين عن حزب التجمع الوطني الديمقراطي على 104 أصوات، أما المرتبة الثالثة فكانت لرابح أقيس عن حمس بمجموع 35 صوتا، بنسبة مشاركة إجمالية قدرت بـ 99,20 بالمئة، من خلال مشاركة 495 منتخبا، وغياب 4 منتخبين عن عملية التصويت، وإلغاء 24 ورقة.
أما بسوق أهراس فقد افتك النائب السابق والمرشح عن الأفلان لطيفي أحمد الصالح مقعد مجلس الامة بتحقيق فوز ساحق أمام منافسيه من حزب الأرندي و»تاج» ومرشح حر انسحب يومين قبل الانتخابات حيث تحصل نائب الأفلان على  302  من أصل 429 صوتا على مستوى المجالس المحلية المنتخبة بالولاية، فيما تحصل مرشح الأرندي وأمينه الولائي على 78 صوتا من أصل 107 مقعد يحوزه الحزب محليا.
تسجيل عشرات الأوراق الملغاة
وبعنابة فاز مرشح الحزب العتيد رئيس المجلس الشعبي الولائي حمود ناصر، بمقعد التجديد النصفي لمجلس الأمة، بـ 174 صوتا مقابل 82 صوتا لمنافسه الوحيد، ونائبه بالمجلس الولائي عن حزب التجمع الوطني الديمقراطي يزيد بن تومي، كما أسفرت عن إحصاء 16 ورقة ملغاة.
ولم تخالف خنشلة القاعدة فقد ظفر مرشح الأفلان محمد العيد بلاع بمقعد مجلس الأمة بـ 245 صوتا مقابل 70 صوتا لمرشح التجمع الوطني الديمقراطي، في انتخابات عرفت مشاركة 5 مرشحين من بينهم 3 أحرار إلى جانب مرشحي الأفلان و الأرندي، علما وأن الهيئة الناخبة تتشكل من 372 منتخبا قدمت أمس أصواتها في ظروف جد عادية.
وبولاية برج بوعريريج عادت نتائج انتخابات التجديد النصفي لأعضاء مجلس الأمة لمرشح الأفلان ورئيس المجلس الشعبي الولائي مباركية عبد الكريم، الذي حصد غالبية أصوات للهيئة الناخبة بعدد 303 أصوات مقابل 207 أصوات لملاحقه المباشر مرشح حزب التجمع الوطني الديمقراطي عبد الله بن تومي،  فيما حاز الأوفر حظا بين باقي المترشحين السبعة على 06 أصوات.
كما تمكن مرشح الأفلان بسطيف عبد المالك تاشرافت من الظفر بمقعد مجلس الأمة للولاية رقم تسعة عشر، على الرغم من أن الإعلان عن النتائج الأولية عرف تأخرا مقارنة مع باقي الولايات.
ولاية المسيلة ابتسمت فيها الانتخابات لمرشح حزب جبهة التحرير الوطني إسماعيل ديلمي بعد أن تحصل على 347 صوتا متفوقا على كل من مرشحي الأرندي عبد الحميد غضبان الذي نال 307 أصوات يليهما مرشح حمس عمر نعمي الذي تحصل على 58 صوتا بينما قدرت عدد الأصوات الملغاة 88 صوتا من أصل 800 ناخب فيما امتنع 06 منتخبين عن التصويت.

الأرندي يفوز  بمقاعد قالمة و سكيكدة و أم البواقي
وعلى عكس باقي الولايات فقد منحت ولاية قالمة مقعدها بمجلس الأمة لمرشح الأرندي ورئيس بلدية عين العربي رشيد معلم بعد حصوله على 283 صوتا، متفوقا على مرشح جبهة التحرير الوطني إبراهيم زروال رئيس بلدية بوعاتي محمود، الذي تحصل على 178 صوتا، بينما اكتفى مرشح تجمع أمل الجزائر مصطفى بوسلبة على صوتين فقط، مقابل تسجيل 73 ورقة ملغاة في العملية الانتخابية التي جرت في ظروف تنظيمية محكمة.
وعلى غرار قالمة فاز التجمع الوطني الديمقراطي بولاية سكيكدة بمقعد السينا بعد تحصل مرشحه مولود مبارك فالوتي على 337 صوتا مقابل 260 لمنافسه في جبهة التحرير الوطني رياض سحنون بينما تحصل المرشح الثالث عن جبهة المستقبل عمار العايب على 7 أصوات. وبلغ عدد المصوتين 672 والأصوات المعبر عنها 604والاصوات الملغات 68.
كما صنعت ولاية أم البواقي الاستثناء بعد أن أفرزت، سهرة أمس، انتخابات التجديد النصفي لمجلس الأمة على فوز مرشح حزب التجمع الوطني الديمقراطي المقاول في مجال الري والأشغال العمومية ونائب رئيس المجلس البلدي شيبان بومدين لطفي المكنى "بوبو" بأغلبية أصوات الناخبين، في وقت تم إلغاء نحو 36 صوتا وتسجيل غياب 4 من الهيئة الناخبة التي تضم 506 منتخب بالمجالس البلدية والمجلس الشعبي الولائي.
الأفلان يسترجع مقعد ميلة ويواصل السيطرة بالطارف
أما ولاية الطارف فقد تمكن فيها مرشح حزب جبهة التحرير الوطني حكيم تمراوي من افتكاك مقعد مجلس الأمة بعد حصوله على 222 صوتا، مقابل 149 لصالح مرشح الأرندي بشير عجمي، فيما نال مرشح «تاج» عبد السلام محرور سوى على 03 أصوات، أما عدد الأصوات الملغاة فقد بلغ 40 صوتا.
ولاية ميلة انحاز فيها الصندوق لمرشح حزب جبهة التحرير الوطني عضو المجلس الشعبي الولائي والسيناتور الأسبق عبد الوكيل بن الشاوي الذي استعاد مقعده بمجلس الأمة بعد نيله لـ 291 صوتا مقابل 251 صوتا لمنافسه مرشح حزب التجمع الوطني الديمقراطي عضو المجلس الشعبي الولائي عبد الحفيظ طورشي في الوقت الذي اكتفى مرشح جبهة العدالة والتنمية الصيد خالد بخمسة اصوات.
وبأقصى الشرق استطاع مرشح حزب جبهة التحرير الوطني بتبسة مومن الغالي من افتكاك المقعد مجلس الأمة، ونجح مرشح الأفلان وهو رجل أعمال قلب التكهنات، والفوز بحصوله على 213 صوتا وبفارق 20 صوتا عن مرشح التجمع الوطني الديموقراطي الذي راهن على عضو المجلس الشعبي الحالي بلقاسم مسنادي في هذا السباق، بينما لم يتحصل مرشح تجمع الجزائر والعضو بالمجلس الشعبي البلدي لبلدية الشريعة غلاب ميداني سوى على صوت واحد، فيما بلغ عدد الأصوات الملغاة أزيد من 43 صوتا من مجموع 487 صوتا التي تمثل الهيئة الناخبة بالولاية.
انتصار تقليدي لـ «الأفافاس» بتيزي وزو
وبتيزي وزو تمكن المرشح عن حزب جبهة القوى الاشتراكية رابح منعوم من حصد الأغلبية المطلقة من الأصوات بـ 363، متبوعا بـ الأرسيدي الذي يمثله مليك حساس بـ 347 صوتا، واحتل المترشح الحر وهاب آيت منقلات المركز الثالث بـ 302 صوتا وعاد المركز الرابع للأفلان بـ 14 صوتا، بينما احتل المترشح الحر بوادي مصطفى المركز الأخير بـ 4 أصوات. للإشارة فإن العملية الانتخابية في تيزي وزو، سادها التنظيم المحكم وجرت في ظروف جد عادية بمقر الولاية.
أما ولاية البليدة ففاز مرشح الأرندي إلياس عاشور بفارق51صوتا عن مرشح الأفلان رئيس المجلس الشعبي الولائي عبد الرحمن سوالمي، وأسفرت عملية الفرز بحصول مرشح التجمع الديمقراطي على 255صوتا مقابل 204لصالح مرشح الافلان، بينما تم تسجيل غياب 08منتخبين وإلغاء 46صوتا.أما بعاصمة الغرب وهران فقد ظفر مرشح حزب جبهة التحرير الوطني البروفيسور محمد بوبكر بنصف أصوات المنتخبين، بعد أن تحصل على 288 صوتا من بين 555، مقابل 187 صوتا لمرشح حزب التجمع الديمقراطي زلماط هشام، مع تسجيل 14 غيابا. وبهذا الفوز سيخلف الفائز البروفيسور بوبكر محمد، السيناتور المنتهية عهدته كاشا سعيد عن التجمع الوطني الديمقراطي، وسيرافق أيضا ممثل الأرندي في السينا حاليا عبد الحق كازي ثاني.   
 عبد الله-ب/ إلياس-ب/ المراسلون

الرجوع إلى الأعلى