انتقدت أمس البطلة الاولمبية السابقة حسيبة بولمرقة السياسات التي اعتمدتها الحكومات المتعاقبة في مجال الرياضة خلال العشرين سنة الماضية، و التي لم تساهم حسبها  في تكوين جيل جديد قادر على تمثيل الجزائر في المحافل الدولية، داعية السلطات العمومية إلى تحمل مسؤولياتها من خلال وضع سياسة واضحة المعالم مع أهداف محددة، و أن تتحلى بالشفافية في التسيير، خلال الندوة الصحفية التي نشطتها إلى جانب البطل العالمي و الأولمبي السابق  نور الدين مرسلي بنزل النوفوتال على هامش  المهرجان الرابع لسباقات المسافات النصف طويلة الذي احتضنه مضمار ملعب الشهيد حملاوي و من تنظيم النادي الرياضي الهاوي أتليتيك قسنطينة الذي تترأسه العداءة السابقة.
بولمرقة و بصراحتها المعهودة لم تتوان في انتقاد الوزراء الذين تعاقبوا على قطاع الرياضة مشيرة خلال تدخلها إلى أن غياب سياسة و اضحة قتل الرياضة، و النتائج التي تحققت في وقت سابق سواء في ألعاب القوى أو كرة القدم و في رياضات أخرى لم تكن سوى امتدادا للإصلاح الرياضي لسنة 1975 التي حصدت من ورائه الرياضة الجزائرية الكثير من الألقاب و التتويجات في مختلف الاختصاصات.
الوزير جيار كذب علنا و جلسات حول الرياضة أصبحت ضرورية
كما انتقدت البطلة العالمية و الأولمبية السابقة، الذين يدعون إلى تمويل الرياضة من خلال السبونسور، الذي اعتبرته بمثابة العامل المساعد وليس بالعامل الأساسي في تكوين جيل جديد على أسس صحيحة، وفي هذا الصدد طالبت بولمرقة بعقد جلسات حول الرياضة لتشريح الوضع واقتراح الحلول المناسبة لبلورة إستراتجية واضحة لمستقبل الرياضة في الجزائر، وقالت :» على السلطات العمومية أن تتحمل مسؤولياتها، فهناك بعض الرياضات يمكن أن نضعها في خانة ذات المنفعة العامة، وهذا يتطلب إرادة سياسية لوضع برنامج على مدى عشر سنوات، مع توفير كل الإمكانيات اللازمة و عندها ستكون النتائج، لقد وعد الوزير جيار بوضع إستراتجية للتكوين على مدار 8 سنوات، لكن حقيقة الواقع كشفت أنه كذب علينا».
و اعترفت بولمرقة أن تجندها من أجل  المطالبة بوضع سياسة رياضية تتكفل بكل المتطلبات الأساسية للرياضي، قد جلب لها الكثير من المتاعب مع بعض المسؤولين على هذا القطاع إلى حد أن وزير الرياضة السابق جيار قد اسقط اسمها من قائمة الخبراء:» اعتزلت الرياضة منذ 15سنة وهي فترة طويلة، و عندما تبتعد عن الميدان كل هذه المدة بالتأكيد أنك تضيع الكثير من المعالم».
ضيعنا الكثير من الوقت في سياسات فاشلة
ولاحظت المتحدثة إلى أن الجزائر ضيعت الكثير من الوقت بالاعتماد على سياسات فاشلة مستدلةـ على ذلك بمعاناة البطل الأولمبي توفيق مخلوفي الذي لم يتحصل على مساعدات السلطات العمومية للتحضير للمواعيد القادمة سوى منذ شهر، بينما شرع في التحضيرات منذ مدة طويلة، بالرغم من أنها في كل مرة - كما قالت- لم تتوان في إسداء النصيحة لكل من له علاقة بهذا الموضوع، غير أن ذلك لم يجلب لها سوى المتاعب.
على صعيد آخر انتقدت بولمرقة عدم استغلال المنشآت الرياضية المتواجدة في مختلف أرجاء الوطن، والتي تبقى عرضة للتلف عوض أن يستفيد منها الشبان و الرياضيون، وألحت  في ختام تدخلها على ضرورة توفر إرادة سياسية حقيقية للنهوض بالرياضة في الجزائر.
من جهته أشاد البطل العالمي و الأولمبي نور الدين مرسلي، بالمشوار المتميز لزميلته بولمرقة و التي اعتبرها بمثابة المثال الناجح ، معتبرا في ذات السياق أن الرياضة النسوية لم تحظ بالاهتمام اللازم، مؤكدا على ضرورة تكاثف جهود الجميع من أجل النهوض بالرياضة
 الجزائرية.                               

ع - قد

الرجوع إلى الأعلى