دافع الفريق أحمد قايد صالح، نائب وزير الدفاع رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي عن الاقتراحات الأخيرة لرئيس الدولة عبد القادر بن صالح للخروج من الأزمة، كما انتقد محاولات ضرب الجيش بشعار «دولة مدنية ماشي عسكرية». وبعبارات شديدة اللهجة حذر الفريق، الأطراف التي تحاول عرقلة حل الأزمة، واصفا إياهم بـ"العملاء" الذين باعوا ضمائرهم وأصبحوا أدوات طيعة بل وخطيرة بين أيدي تلك الدوائر المعادية للوطن. مؤكدا بأن الجزائر أغلى وأسمى من أن يتعرض لها ولشعبها.
أكد الفريق أحمد قايد صالح نائب وزير الدفاع الوطني، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، على أن مواقف القيادة العليا للجيش الوطني الشعبي، هي مواقف ثابتة وصادقة حيال الوطن والشعب منذ بداية الأزمة وإلى غاية اليوم، في الكلمة التي ألقاها أمس، خلال ترأسه مراسيم تسليم جائزة الجيش الوطني الشعبي لأفضل عمل علمي وثقافي وإعلامي لسنة 2019، وقال بأن “هذا الثبات في الرأي والموقف يأتي من ثبات المبدأ الوطني الذي تتبناه المؤسسة العسكرية والرامي إلى مراعاة مطالب الشعب وتطلعاته المشروعة أثناء التعامل مع مجريات إيجاد الحلول الدستورية لهذه الأزمة”.
وشدد نائب وزير الدفاع الوطني، على أن الجهود التي بذلتها المؤسسة العسكرية حتى الآن هي جهود مراعية أساسا للمصلحة العليا للوطن، التي –كما قال - تستوجب بالضرورة «تجميع كافة جهود الخيرين واستنهاض همهم في سبيل إجراء الإنتخابات الرئاسية المقبلة في أقرب الآجال من خلال تبني أسلوب الحوار الجاد والبناء”، وهو النهج الذي أشارت إليه كافة المبادرات الخيرة بمضامينها الواقعية والمعقولة.
ودافع الفريق قايد صالح، عن المقاربة التي اقترحها رئيس الدولة، عبد القادر بن صالح، في خطابه الأخيرة، والتي وصفها بـ»المقاربة المعقولة» خاصة ما يتعلق بالجهد الواجب بذله من أجل إخراج البلاد من أزمتها الحالية، وأكد الفريق تأييده لمحتوى مبادرة رئيس الدولة، وقال في كلمته «فإننا بقدر ما نشجعها ونؤيد محتواها، فإننا نرى في مسعاها بأنها خطوة جادة ضمن الخطوات الواجب قطعها على درب إيجاد الحلول المناسبة لهذه الأزمة السياسية التي تمر بها البلاد».
وجدد الفريق قايد صالح، تمسكه بالحلول الدستورية، لا سيما تنظيم انتخابات رئاسية، مؤكدا بأن مؤسسة الجيش تعتبر أن الانتخابات الرئاسية المقبلة هي ثمرتها الدستورية والشرعية الأولى، ونعتبر بأنها تحمل في طياتها ما يكفل مواصلة أشواط إرساء قواعد دولة الحق والقانون التي تسودها النهضة الاقتصادية والرخاء الاجتماعي والتماسك المجتمعي ويخيم عليها الأمن والاستقرار.
واعتبر الفريق قايد صالح، أن هذه الانتخابات الرئاسية تعتبر مفتاحا حقيقيا للولوج إلى بناء دولة قوية ذات أسس سليمة وصحيحة، دولة تعمل قيادة الجيش الوطني الشعبي بكل إصرار على ضمان بلوغها في ظروف آمنة ومستقرة، على الرغم من العقبات التي يحاول الرافضون للسير الحسن لهذا المسار الدستوري الصائب وضعها في الطريق.
 شعار «الدولة المدنية» مفضوح الأهداف والنوايا
وتحدث الفريق، عن بعض ممارسات بعض الأطراف التي تحاول التشكيك في دور المؤسسة العسكرية، وأشار إلى شعارات تم رفعها في المسيرات والتي قال بأنها  «شعارات كاذبة ومفضوحة الأهداف والنوايا»، على غرار الشعارات المطالبة بالدولة المدنية وليست الدولة العسكرية، مؤكدا بأن تلك الشعارات مستمدة من « أفكار مسمومة أملتها عليهم دوائر معادية للجزائر، ولمؤسساتها الدستورية».
وأكد رئيس أركان الجيش، أن تلك الدوائر تكن حقدا دفينا للجيش الوطني الشعبي، سليل جيش التحرير الوطني، ولقيادته الوطنية التي أثبتت بالقول والعمل أنها في خدمة الخط الوطني المبدئي للشعب الجزائري وأنها ثابتة الوفاء على العهد الذي قطعته أمام الله والشعب والتاريخ، واستطرد قائلا بأن «هذا العهد الصادق الذي أصبح الوفاء به، يقلق أتباع العصابة وأذنابها إلى درجة أنهم باتوا يقومون بحملات تشكيك معروفة المرامي»، من خلال سعيها للتشكيك في كل عمل تقوم به المؤسسة العسكرية وقيادتها النوفمبرية، وفي كل جهد يقوم به كل مخلص لهذا الوطن.
 العملاء باعوا ضمائرهم لدوائر معادية للوطن
وتحدث الفريق، عن الأطراف التي تحاول عرقلة جهود التوصل إلى حل للازمة التي تعيشها البلاد، من خلال تبنيها نهج الدعوات الصريحة إلى رفض كل عمل بإمكانه الإسهام في حل الأزمة، معتقدين أنهم بإمكانهم الإفلات من قبضة القانون، قبل أن يوجه لتلك الأطراف، تحذيرا شديدا، مؤكدا بأن الجزائر أغلى وأسمى من أن يتعرض لها ولشعبها، مثل هؤلاء العملاء الذين باعوا ضمائرهم وأصبحوا أدوات طيعة بل وخطيرة بين أيدي تلك الدوائر المعادية لوطننا.»
كما أكد الفريق على أن كل كلمة طيبة ومخلصة تقال في الجيش الوطني الشعبي ستزيده شموخا على شموخ، وكل إساءة مغرضة وباطلة في حقه لن ينقص من قدره شيئا، بل سيعـري صاحبها أو أصحابها ويكشف طينتهم الحقيقية أمام أنفسهم وأمام الشعب والتاريخ ثم أمام الله قبل ذلك وبعد ذلك، وأضاف قائلا «فتاريخ الجزائر الوطني هو تاريخ مجيد وخالد يقدر الجهاد ويسمو به إلى الدرجات المرموقة التي يستحقها، وينظر إلى المجاهد الحقيقي على أنه بذرة خير لا بذرة شر، وأداة بناء لا معول هدم، فكل من تنصل من هذه الفضائل الجهادية الحقيقية، فقد وضع نفسه في خانة المفسدين، بكل ما تعنيه هذه الكلمة من معنى، والرجال معادن». وأوضح نائب وزير الدفاع، أن التحذير الذي يوجهه، مستمد من صلب الصلاحيات المخولة للمؤسسة العسكرية وتستوجبه طبيعة المهام النبيلة والحساسة التي تشرف الجيش الوطني الشعبي بتحمل وزرها، والتي تعتبر المحافظة على السيادة الوطنية وصيانة الوحدة الترابية والشعبية للجزائر، وديمومة أمنها واستقرارها، بمثابة حجر زاويتها، مشددا على أن الجيش الوطني الشعبي، سليل جيش التحرير الوطني، هو قلعة شامخة البنيان وسليمة الجذور، تأسست على قاعدة تاريخية صحيحة تبعث في القلوب المخلصة التي ترعى للتاريخ حقه كل بواعث الفخر والاعتزاز.
 ع سمير

الفريق قايد صالح يوجه أخر تحذير للمتاجرين بمستقبل الوطن
 من أجــــرم في حـــق رايــــة الشهـــداء ليـس سجيـــن رأي
وجه الفريق قايد صالح، نائب وزير الدفاع الوطني، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، أخر تحذير للمتاجرين بمستقبل الوطن وبمصلحته العليا، مؤكدا بأن جهاز العدالة هو من سيقوم بالبت في مصير العملاء، وانتقد الأطراف التي تحاول خداع الشعب بشأن الذين أجرموا في حق راية الشهداء، بتصنيفهم ضمن المعتقلين السياسيين وسجناء الرأي، ليرد بأن الشعب لن يسمح لأحد أي يهين رايته الوطنية
حذر الفريق أحمد قايد صالح، بعبارات شديدة اللهجة من أسماهم "المتاجرين بمستقبل الوطن وبمصلحته العليا"، في الكلمة التي ألقاها أمس، خلال ترأسه مراسيم تسليم جائزة الجيش الوطني الشعبي لأفضل عمل علمي وثقافي وإعلامي لسنة 2019، مؤكدا أنه آخر تحذير لكل هؤلاء المتاجرين، واعتبر أنه قد "آن أوان النظر الصارم المعتمد على حماية المصلحة العليا للجزائر"، بشأن اتخاذ كافة الإجراءات القانونية حيال كل ما يقوم به هؤلاء العملاء، في حق مستقبل الشعب ومصير الوطن.
وأكد الفريق قايد صالح، أن جهاز العدالة هو من سيقوم بالبت في مصير هؤلاء العملاء، وسيقوم باتخاذ كافة الإجراءات العادلة، لكنها رادعة وصارمة، مشددا على أن العقاب سيطال كل من "يتجرأ على الجزائر وعلى مستقبل شعبها وديمومة دولتها"، متوعدا إياهم إنهم لن يفلتوا من العقاب وستتولى العدالة أمرهم طال الزمن أم قصر.                          
كما عاد الفريق، للحديث عن الرايات الأخرى غير الراية الوطنية التي يتم رفعها في المسيرات، في إشارة إلى الراية الامازيغية، فبعد أو وصف الموضوع بـ"الحساس" في خطاب سابق ودعا إلى تطبيق القانون، تحدث مجددا عن القضية، منتقدا الأطراف التي تصنف الموقوفين لرفع راية أخرى في خانة سجناء الرأي والمعتقلين السياسيين وهم بعيدين عن ذلك الموقف. وقال في كلمته، "هؤلاء الذين جعلوا من تجرأ على الراية الوطنية وأساءوا احترام العلم الوطني، رمز الشهداء ومبعث فخر الأمة الجزائرية قاطبة، قلت، هؤلاء الذين جعلوا ممن أجرم في حق الشعب والوطن، بمثابة المعتقلين السياسيين وسجناء الرأي، أيعقل هذا الكلام، هل يعتقدون أنهم أذكياء إلى درجة أنه بإمكانهم خداع الشعب الجزائري بهذه الترهات والألاعيب". واستطرد قائلا: "هل سيسمح الشعب الجزائري لأي كان أن يهين رايته الوطنية، إنهم ليسوا أبناء هذا الشعب ولا يعرفون صلب قيمه ومبادئه ومدى تعلقه بتاريخه الوطني، وتلكم هي عقلية المفسدين، فالعقل الفاسد سينجر عنه الرأي الفاسد والتصرف الفاسد والسلوك الفاسد، وهذه طبيعة الأشياء."
  اجتثاث الفساد هو استمرار لمحاربة الاستعمار
من جانب أخر، ذكّر الفريق قايد صالح، بأن مكافحة الفساد واجتثاثه من بلادنا يُعد استمرارا طبيعيا لمحاربة مفاسد الاستعمار الفرنسي، واستمرارا أيضا لمحاربة آفة الإرهاب المقيتة، وأكد بأن الشعب الذي انتصر على الاستعمار وانتصر على الإرهاب، هو الآن أمام تحد آخر لا يقل خطورة ولا تهديدا عن سابقيه، إنه الفساد بكل ما تعنيه هذه العبارة من معنى.
وأوضح نائب وزير الدفاع الوطني، أن ما يقوم به الجيش الوطني الشعبي في هذا المسعى، هو جهد لا يضاهى، قوامه القضاء المبرم على آخر معقل من معاقل الاستعمار في بلادنا، مضيفا بأن الفساد هو شكل آخر من أشكال الاستعمار، واعتبره بمثابة استعمار الذهنيات واستعمار العقول الذي يصيب في مقتل كل الضمائر التي لها قابلية الاستعمار.
   العصابة تعمل على التغلغل في المسيرات
كما تحدث عن ممارسات العصابة، التي انكشف كل ما أضمرته من مفاسد، ورغم هذا –كمال قال الفريق- لا يزال لديها أتباع ومريدون في المجتمع ولا تزال هذه العصابة، بصفة أوضح وأدق، تعمل جاهدة على التغلغل في المسيرات الشعبية، وتسعى إلى اختراق صفوفها والتأثير على طبيعة المطالب الشعبية المشروعة، ومحاولة توجيه هذه المطالب إلى الوجهة التي تتماشى مع الأغراض الدنيئة لهذه العصابة، وهو ما يستلزم، وأعيد ذلك مرة أخرى، أخذ الحيطة والحذر فيما يتعلق بتأطير هذه المسيرات.
وشدد الفريق على ضرورة مواصلة تطهير البلاد مما اسماه "الداء الخطير"، وهي المهمة التي يتشرف اليوم بها الجيش الوطني الشعبي من خلال مرافقته لجهاز العدالة وتقديم كافة الضمانات، التي تكفل لها القيام بهذه المهمة الوطنية النبيلة، وإننا نحييها من هذا المنبر ونحيي كافة الخطوات الوطنية التي تقطعها اليوم بقوة القانون وبعدالة الحق، ولكم في القصاص حياة يا أولي الألباب.
كما أثنى قايد صالح، على ما تبذله مؤسسات الدولة اليوم من جهود مضنية ومساعي حثيثة ومتفانية في سبيل الوطن والشعب، وهي جهود مثمرة النتائج لا ينكرها إلا جاحد، تستحق في هذه الظروف الخاصة كل الثناء والتقدير والتشجيع".
من جهته، أشاد مدير الإيصال والإعلام والتوجيه في تدخله بالعناية التي يوليها السيد الفريق لهذه المسابقة التي من شأنها المساهمة في الإرتقاء بمكانة الجيش الوطني الشعبي وقدراته وكفاءاته البشرية، خاصة في هذه المرحلة التي برهن فيها الجيش الوطني الشعبي عن وطنيته الفياضة وإخلاصه العميق لأمانة الشهداء وحرصه الحازم على مستقبل البلاد.
وتم خلال الحفل تسليم جائزة الجيش الوطني الشعبي، لأفضل عمل علمي وثقافي وإعلامي لسنة 2019 في طبعتها الثامنة. وتم الإعلان عن أسماء الفائزين في مختلف التخصصات على غرار العلوم العسكرية والطبية والتكنولوجية والإنسانية وعلوم الإعلام والاتصال بالإضافة إلى الأعمال الفنية. وإثر ذلك قام السيد الفريق بتسليم الشهادات والمكافآت المالية على الفائزين.
وقد أفرزت نتائج الطبعة الثامنة لهذه الجائزة تتويج ستة عشر (16) عملا فرديا وجماعيا وهي عملان (02) في العلوم العسكرية؛ أربعة (04) أعمال في العلوم التكنولوجية؛ عملان (02) في العلوم الطبية؛ عملان (02) في العلوم الإنسانية والاجتماعية؛ عملان (02) في علوم الإعلام والاتصال؛ أربعة (04) أعمال في الإبداع الفني والفوتوغرافي.
للإشارة فإن هذه المسابقة العلمية التي أضحت تقليدا سنويا يُكرم خلاله مستخدمو الجيش الوطني الشعبي من ذوي الكفاءات العلمية، تهدف في مسعاها إلى المساهمة في تحفيز الأفراد على الإنخراط بشكل أفضل في أشغال البحث والدراسات، فردية كانت أو جماعية، التي لها علاقة مع المجالات العلمية التي تمثل أهمية بالنسبة للجيش الوطني الشعبي، من أجل مزيد من الدعم لمسار التطوير والعصرنة الذي تشهده مختلف مكونات الجيش الوطني الشعبي.
ع سمير

الرجوع إلى الأعلى