قدمت وزيرة الثقافة، مريم مرداسي، أمس استقالتها من منصبها لرئيس الدولة،عبد القادر بن صالح، الذي قبلها،
حسب بيان لرئاسة الجمهورية.
تأتي استقالة وزيرة الثقافة مريم مرداسي يومان فقط بعد الحادثة الأليمة التي وقعت في ملعب 20 أوت 1955 بالعاصمة، خلال حفل غنائي، والتي خلفت وفاة خمس ضحايا وجرح العشرات بسبب تدافع عند مدخل الملعب للظفر بمكان في  حفل   المغني   «سولكينغ».
وقبل تقديم مرداسي استقالتها أمس لرئيس الدولة، كان الوزير الأول، نور الدين بدوي، قد أنهى يوم أول أمس الجمعة مهام المدير العام للديوان الوطني لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة بن الشيخ الحسين سامي، كون الديوان هو الجهة المنظمة للحفل المذكور، وذلك بسبب «إخلاله وتقصيره في أداء الواجبات المنوطة به» حسب بيان الوزارة الأولى .
وحسب حصيلة للحماية المدنية فقد خلف التدافع الذي وقع مساء الخميس الماضي  عند بوابة ملعب 20 أوت 1955  خمس ضحايا كلهم شباب في مقتبل العمر، في حين تم تقديم الإسعافات الأولية  من طرف عناصر الحماية المدنية في عين المكان وفي المستشفى للعشرات من الجرحى.  وقد خلفت هذه الحادثة استنكارا واسعا لدى الرأي العام الوطني الذي ألقى باللائمة على الجهة المنظمة وحملها مسؤولية أرواح الضحايا الذين اشتروا تذاكر الدخول إلى الحفل الغنائي ولم يتمكنوا من ذلك بسبب سوء التنظيم.
أما رئيس الدولة عبد القادر بن صالح فقد تقدم بتعازيه لعائلات الضحايا وشدد على «ضرورة المتابعة الصارمة لحيثيات هذه الحادثة الأليمة من طرف الجهات المخولة والإسراع في الكشف عن ما ستسفر عنه نتائج التحقيقات، واتخاذ الإجراءات اللازمة في أقرب الآجال لتفادي تكرار مثل هذه الحوادث مستقبلا».
من جهته كان وكيل الجمهورية لدى محكمة سيدي أمحمد (الجزائر العاصمة)، قد أمر يوم الجمعة، بفتح «تحقيقات معمقة» بغرض معرفة «ظروف وملابسات» الحادثة التي أودت بحياة خمسة أشخاص خلال الحفل الذي نشطه مغني الراب الجزائري المغترب سولكينغ سهرة الخميس بملعب 20 أوت 1955.
وجاء في بيان لوكيل الجمهورية لدى محكمة سيدي أمحمد أنه «إثر الحادثة المؤلمة التي وقعت خلال الحفل المنظم ليلة الخميس الموافق لـ 2019/08/22 بملعب 20 أوت 1955 ببلوزداد، والذي أدى إلى وفاة خمسة (05) أشخاص من بينهم فتاة لا تتعدى 13 سنة، قمنا بالتنقل على الفور إلى مكان الحادثة رفقة عناصر الضبطية القضائية المختصة»، مضيفا أنه «بعد المعاينات الأولية، أمرنا بفتح تحقيقات معمقة بغرض معرفة ظروف وملابسات هذه الواقعة مع تحديد المسؤوليات». وفي انتظار  نتائج التحقيقات لتحديد المسؤولية الجنائية عن الأحداث المؤلمة التي وقعت في الحفل المذكور والجهة المقصرة في أداء واجبها، فإن المسؤولية الأخلاقية تقع على عاتق الوصاية وهي وزارة الثقافة كون الجهة المنظمة للحفل تابعة لها، وهي الديوان الوطني لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة. ونشير أن مريم مرداسي كانت قد عينت وزيرة للثقافة في حكومة نور الدين بدوي ، في 31 مارس الماضي بعد استقالة حكومة الوزير الأول السابق أحمد أويحيى.
إلياس-ب

الرجوع إلى الأعلى