أكد وزير الاتصال, الناطق الرسمي للحكومة ووزير الثقافة بالنيابة أحسن رابحي، أن انضمام الجزائر رسميا هذه السنة إلى "مبادرة الحزام  والطريق", و على اعتبار كونها بوابة إفريقيا فإنه من شأنها أن تكون "مساهما " لا غنى عنه في تعزيز التعاون الصيني-الإفريقي و "لتنشيط شبكة طرقات الربط بين الصين و قارات المعمورة".
وأكد رابحي, في كلمة له أمام المنتدى الرابع للتعاون العربي-الصيني، أن البلدين يسعيان من خلال هذه المبادرة إلى "بناء الحزام والطريق على أساس التعاون والثقة والمنافع المتبادلة ووفقا لمبادئ التشاور الموسع والمساهمة المشتركة" و ذلك "تكريسا وتوطيدا للعلاقات السياسية المتينة بينهما و تثمينا للروابط الاقتصادية و تكثيفا للتواصل الإنساني و التبادل الثقافي بما يساهم في تحقيق الأهداف التنموية المشتركة".
كما يرمي الطرفان أيضا من خلال ما سبق ذكره إلى "تعزيز التعاون مع الدول المشاركة في المبادرة وتدعيم تنميتها الاقتصادية بما يحقق تطورها من خلال التوظيف الكامل لآليات التعاون الثنائية ومتعددة الأطراف". و من بين الثمار التي تمخض عنها مسار التعاون الثنائي الذي يجمع البلدين  إطلاق القمر الاصطناعي "ألكومسات 1" الذي من شأنه "تعزيز قدراتنا وضمان استقلالنا من حيث البث التلفزيوني والاتصال الهاتفي وكذا نقل البيانات  بأمان", يقول وزير الاتصال الذي وصف هذا الإنجاز بـ"أفضل مثال على جدوى  الاستثمار في العلوم و توطين التكنولوجيا بالتعاون المثمر مع شركائنا  الصينيين".
وأضاف أن الطرفين يعملان على تطوير الشراكة في مجال الإعلام والاتصال من خلال "برنامج تبادل واتفاقيات تعاون تركز على مسايرة تكنولوجيات الإعلام والاتصال  والاستفادة من خبرة الصين في استعمال وتوظيف آخر ابتكارات الجيل الثاني من  الثورة العلمية والتكنولوجية".
و بهذا الخصوص, شدد رابحي على اتفاق الجزائر والصين على "ضرورة تمكين الجميع من فرص الاستفادة من هذه الابتكارات ونبذ احتكارها من طرف جهات معينة أو سوء استعمالها لمساومة الدول في خصوصياتها والمساس بسيادتها واستقرارها".
كما ذكر بالإطار المرجعي للشراكة الصينية الجزائرية في مجال الإعلام والاتصال  والمتمثل في اتفاق التعاون الموقع بين البلدين سنة 2015 والذي تم التصديق عليه  في 8 أغسطس 2017, والذي يجري وفقه و بانتظام, تنفيذ برامج متنوعة تتمحور حول  تبادل الزيارات والخدمات الإعلامية, والقيام بدورات مختصة للتكوين والتدريب,  وبث إنجازات فنية وإعلامية مدبلجة, والمشاركة في النشاطات التي تعنى بالتطورات  الحاصلة في مجال الإعلام والاتصال.
وأشار في هذا الصدد, إلى مشاركة الجزائر شهر سبتمبر الماضي في أشغال (قمة منتدى مجتمع الإعلام.. الحزام والطريق), حيث تم بالمناسبة التوقيع على مذكرة  تفاهم بين البلدين حول موضوع القمة. كما اختيرت الجزائر في عضوية (مجلس مجتمع الإعلام.. الحزام والطريق) الذي تأسس بمناسبة انعقاد القمة والمتكون من ممثلي 23 دولة ومنطقة.
وبخصوص التعاون العربي-الصيني في مجال الإعلام, أشار وزير الاتصال إلى تأسيس البرنامج التنفيذي لمنتدى التعاون الصيني-العربي بين عامي 2018-2020, مشددا  على أن "تشجيع التعاون الإعلامي بين الطرفين سيمكن بشكل خاص من الاستفادة من  تفوق الصين في مجال الرقمنة وتحكمها في التقنيات عالية الدقة في مجال الإذاعة  والتلفزيون".
فمن خلال هذا التعاون, يصبو الطرفان إلى اضطلاع وسائل الاتصال لديهما و كذا  "المجتمع الإعلامي للحزام و الطريق" المشكل من أكثر من 50 دولة و منطقة,  بـ"دور ريادي", عبر لإنتاج مادة إعلامية بـ"مضامين موضوعية و موثوقة و بأشكال  مبتكرة و جذابة, تساهم في تحقيق مزيد من التقارب العربي-الصيني ة الترويج  للقيم الإنسانية المثلى و دعم الاستقرار و التنمية في مختلف أبعادها هنا و  هناك".
وفي هذا الإطار, أكد الوزير على ضرورة الحرص على "ترقية مضامين إعلامية هادفة  وتربوية تحترم سيادة الدول وهويتها ومقدراتها الاقتصادية وتقوم على أسس  أخلاقيات المهنة وأدبيات السلوك, تنبذ الشقاق والتفرقة وتزييف الحقائق, وذلك  من خلال ترقية الموارد البشرية المؤهلة عن طريق منظومة تكوينية ملائمة".
وأضاف أن هذا التعاون يساعد الأطراف المعنية على "مواجهة الشركات العالمية  المهيمنة على قطاعات أنظمة التشغيل والشبكات والبنية التحتية والخدمات", بما  يضمن "استقلالية بلداننا وتحكمها في مواردها ومعطياتها". و بالنظر إلى كل ما سلف ذكره, تبرز -حسب السيد رابحي-أهمية التركيز على  "محورية الاستثمار" في تطوير الأدوات و المحتوى الإعلامي لهذه البلدان  بالإضافة إلى "تغيير طريقة التعامل مع المعلومات, لتصبح شرطا أساسيا للنمو الاقتصادي و رافدا قويا لتحسين الإنتاجية و القدرة التنافسية للمؤسسات و ترقية  أداء الإدارة".
ق و

الرجوع إلى الأعلى