استذكرت الأسرة الثورية بدائرة العقلة ولاية تبسة، في وقفة وفاء و عرفان، خصال العلامة الشهيد العربي التبسي الذي وهب حياته قربانا لوطنه على مذبح الحرية الغالية. الوقفة نظمتها بمسقط رأس العلامة بالمكان المسمى «السطح» بأقصى الجنوب الغربي للولاية، جمعية الوفاء، و عرفت حضورا قويا من قبل سكان بلديات المزرعة، بجّن، سطح قنتيس
و العقلة، بمناسبة إحياء الشعب الجزائري للذكرى 65 لاندلاع ثورة التحرير المظفرة، وكانت الفرصة مواتية للحضور، من أجل التقرب من شقيق و شقيقة الشيخ العربي التبسي، المسنين والمريضين، ورغم ذلك لم يتخلفا عن الحضور و إحياء المناسبة، و تحدثا بكل عفوية عن خصال ومواقف الشيخ الشهيد. ويتعلّق الامر بشقيقته غزالة البالغة 84 سنة  وشقيقه الأصغر فرحات عبد المجيد البالغ 77 سنة.
رئيس الجمعية أوضح للنصر، أن الهدف من تنظيم هذه الوقفة هو تعريف الأجيال الصاعدة بالعلامة الجليل لاستلهام الخصال الحميدة منه، و تسليط الضوء على مسيرته النضالية، و حبه الكبير للجزائر و بغضه الشديد للمستعمر.
عبد المجيد فرحات، شقيق الشيخ العربي التبسي، أكد بالمناسبة تمسك العائلة بحق معرفة مكان دفن العلامة بعد مرور 62 سنة عن حادثة الاختطاف، التي تعرض لها في جنح الظلام بالعاصمة، و التي اكتنفها الغموض، حيث أن المستعمر تخلص منه بطريقة سرية و لم يمنح عائلته حق دفنه أو التعرف على جثمانه، فتظل ملابسات استشهاد أحد قيادي جمعية العلماء المسلمين لغزا، ترفض فرنسا الإفصاح عنه، و تختلف الروايات حول وجود قبر للعلامة أو عدمه.    
و قال عبد المجيد فرحات للنصر «لا نعلم مكان قبره بالتحديد، و بالتأكيد الجواب عند الفرنسيين، فالشيخ اختطف من  بيته بحي بلكور بالجزائر العاصمة، في منتصف ليلة 4 أفريل 1957، من طرف جنود الجنرال ماسي، الذي كان معروفا ببطشه».
و أضاف «لقد عانى الشيخ منذ اندلاع الثورة من الاستنطاقات و المتابعات، لكن بمجرد قدوم هذا الجنرال، صار يطالب بالإعدام المباشر لكل رجالات الثورة، فالجنرال ماسي شارك في حرب الهند الصينية و تورّط في أعمال دموية و إرهابية.المختطفون قاموا بإلباس الشيخ العربي لباسا عسكريا فرنسيا و واقيا للرأس، ثم ألبسوه سروال ابنه لمين و وضعوه في سيارة عسكرية وسط أربعة جنود، لكي لا يتعرف عليه أحد،  لم يرحموا كبر سنه فقد تجاوز آنذاك 67 عاما، ولا وضعه الصحي، منذ ذلك اليوم اختفت أخباره نهائيا».
و تابع المتحدث « منذ ذلك الحين و نحن نحاول الكشف عن طريقة إعدامه و مكان قبره، أثناء الثورة قيل لنا بأن الفرنسيين ألقوا به في البحر بالجزائر العاصمة، أو ألقوا به من طائرة ، كما فعل الإيطاليون بالقائد  الليبي عمر المختار، و هناك من قال  إنهم دفنوه حيّا تحت الزفت الساخن، و قال بعض مساجين البرواڤية، بأنه تعرض للتعذيب و شاهدوا دمه يسيل، كما سمعنا أنه نقل إلى فرنسا في محاولة لوضعه تحت أعين جلاديه، وعندما رفض أعدموه».
إن لغز اختفاء و اختطاف الشيخ الشهيد العربي التبسي يبقى من الأسرار، التي يحتفظ بها المستعمر الفرنسي ، في انتظار اعترافات جديدة للضباط الفرنسيين، الذين أشرفوا على تنفيذ جريمة الاختطاف، كما حدث مع الجنرال المتقاعد بول أوساريس.   
ع.نصيب

الرجوع إلى الأعلى