تحول، سهرة أمس الأول، منتزه الصابلات بالمحمدية بالجزائر العاصمة، إلى مأوى لجموع الجزائريين المعزين القادمين من مختلف ولايات الوطن لإلقاء النظرة الأخيرة على الفقيد الراحل أحمد قايد صالح وتشييع جنازته.
وبدأت العملية استجابة لمبادرة أطلقها بعض شباب العاصمة، و التي حملت عنوان «سأبيت في الشارع تضامنا مع إخواني»، حيث تم نشرها على مواقع التواصل الاجتماعي، مما جعلها تلقى صدى واستجابة واسعة، وبدأ سكان الولاية في التجمع بداية من الخامسة مساء بالمنتزه لأجل استقبال المعزين والتكفل بهم في مكان مفتوح في ظل كثرة عددهم.
وقد أوضح، أحد أصحاب المبادرة، التي أقيمت لمساندة من قطعوا مئات الكيلومترات لتوديع قائد الأركان، أنه قد تم إطلاقها لتجد صدى كبيرا، من مواطنين هبوا على المكان، محملين بمختلف أنواع المأكولات و المشروبات، لأجل توزيعها على الضيوف، الذين قطعوا مسافات طويلة لتوديع القائد، كما عملت عائلات على تحضير طعام منزلي خاص و نقله للمنتزه مثل أطباق «الكسكسي»، التي انتشرت بالمكان و تجمع حولها العشرات من المسافرين الذين استحسنوا المبادرة.
محدثنا أوضح أيضا أن القائمين على المبادرة، تجمعوا عند جسر المشاة الرابط بين محطة الخروبة البرية و منتزه الصابلات، لأجل استقبال وفود المعزين، التي كانت كبيرة و من مختلف الولايات، و ذلك قصد التكفل بهم و توجيههم للجلوس للراحة قبل اختيار الوجهة، سواء كانت نحو قصر الشعب أو لمقبرة العالية، حيث تم توزيع الطعام مجانا على الجميع، بينما تطوع بعض الأشخاص بالمال، لأجل مساعدة من تقطعت به السبل بالعاصمة، ليجد مالا يعيده إلى ولايته بعد الانتهاء من مراسيم الجنازة.
وقد قضى أبناء العاصمة الليلة كاملة بالصابلات للتأكد من راحة الجميع، بالرغم من أنهم ظلوا مستيقظين، إلا أن جمال المكان والأمن جعلهم لا يشعرون بمرور الوقت، إذ بدأ المعزون في مغادرة المكان عند الفجر كل للوجهة التي اختارها، وسط استحسان و رضا كبيرين لمبادرة جديدة، تؤكد المعدن النفيس للشعب الجزائري و حب التآزر في الشدائد و المحن، لتتواصل دروس الرقي و التحضر التي يبعث بها الجزائريون في كل مرة.      
إ.زياري

الرجوع إلى الأعلى