نفدت الكمامات الطبية الواقية من غالبية صيدليات قسنطينة وهو ما فتح المجال لتسويق أنواع غير مطابقة وبأثمان مرتفعة وصلت إلى 150 دينارا، فيما أكد رئيس عمادة الصيادلة أنه قد سجل ارتفاع في أسعارها لدى الممونين، فضلا عن ندرة حادة خلال اليومين الأخيرين محذرا من تعقد «الأزمة» في حال استمرار حالة عدم التنسيق المسجلة بين مختلف الفاعلين في قطاع الصحة، كما أشار إلى  دخول النشاط الاحتكاري على الخط.
و وقفت النصر على ندرة كبيرة في الكمامات الطبية الواقية عبر العديد من الصيدليات، وسط طلب مرتفع كبير من طرف المواطنين، في حين يمتنع العديد منهم عن بيع أكثر من كمامتين للشخص الواحد حتى يستفيد أكبر عدد منها، لكن المفارقة أنه وخلال ملاحظتنا للشوارع فإن غالبية المواطنين لا يرتدون الكمامات.
وفتحت هذه الندرة المسجلة المجال أمام الانتهازيين، حيث أصبحت تروج  علامات غير مطابقة ومغشوشة للكمامات والتي هي عبارة عن قطعة من المناديل الورقية صممت بشكل كمامة، حيث أصبحت تتداول بكثرة، فيما أكدت لنا طبيبة أخصائية في الاستعجالات وجود عدد منها يتداول لدى المواطنين، مشيرة إلى أنها مغشوشة وتتسبب في صعوبة في التنفس  نتيجة عملها على رفع درجة حرارة الّأنف والفم.
وتسوق هذه الأنواع غير المطابقة بأثمان تتراوح فيما بين 50 و 100 دينار، فيما أشار رئيس عمادة الصيادلة الدكتور أحمد بوفامة إلى أن الندرة تفتح الممارسات أمام كل التصرفات غير المشروعة، في حين أكد لنا مواطن أنه اشتراها بـ 150 دينارا ثم اكتشف أنها مغشوشة.     
و وصف رئيس العمادة التي تضم 4 ولايات شرقية، الوضعية التي يعرفها سوق الكمامات بالكارثية، حيث أكد أنه سجلت ندرة كبيرة خلال اليومين الأخيرين مقابل طلب كبير لم يستطع جل الصيادلة تحمله، إذ أنه حاول بالتنسيق مع 7 منهم الحصول عليها من طرف أحد الممونين، غير أنهم لم يتحصلوا إلا على 250 كمامة طبية وهو رقم لا يكفي حتى لتغطية طلبات صيدلية واحدة.
ولفت المتحدث، إلى أنه من الغريب أن تسجل الجزائر ندرة في الكمامات فهي تصنع محليا ويمنع تصديرها حاليا، مشيرا إلى أن الممونين يشترونها من مصانع بثلاث ولايات في حين أن أصحاب المصانع يبررون نفادها باقتنائها من طرف الصيدلية المركزية بالعاصمة قصد تزويد المستشفيات بها، كما أشار إلى وجود مضاربة بهذه الوسيلة الوقائية، حيث قال إن أطرافا تعمل على تخزينها وإعادة بيعها بأثمان مرتفعة، كما أكد أن أسعارها في ارتفاع مستمر إذ أن ثمنها في سوق الجملة ارتفع في مدة ثلاث ساعة من 30 إلى 52 دينارا، وهو أمر يدفع إلى الحيرة لاسيما وأن المادة الأولية لإنتاجها متوفرة أيضا بالجزائر.
وانتقد رئيس عمادة الصيادلة، طريقة تعامل السلطات مع الوضع القائم، إذ لا يوجد، حسبه، أي تنسيق مع مديرية الصحة على المستوى المحلي أو الوزارة على المستوى الوطني، فالصيادلة كما أكد، وجدوا أنفسهم في مواجهة وضع صعب بعد نفاد القفازات والكمامات والكحول ومعقم اليدين خلال اليومين الأخيرين، إذ أن الأزمة من الممكن أن تتضاعف في حال استمرت هذه الوضعية لوقت أطول.
ودعا المتحدث السلطات إلى ضرورة التدخل العاجل لتسيير ما وصفه بالأزمة، إذ لابد من توفير كل المستلزمات مثلما حدث خلال عام انتشار فيروس أنفلونزا الطيور، حيث وفرت الدولة معقمات اليدين مجانا ومنحت للصيدليات صلاحية توزيعها على المواطنين، مؤكدا أن الصيادلة مستعدون إلى التنسيق مع مختلف الفاعلين لاتخاذ الإجراءات المناسبة لحماية المواطنين من خطر فيروس كورونا.
لقمان/ق

الرجوع إلى الأعلى