يشتكي سكان ولاية قسنطينة من غلق هيئات ومصالح تابعة لقطاع الصحة، أبوابها في وجه المرضى منذ أسابيع، في وقت يعجز المرضى عن العلاج بالمستشفيات التي تركز عملها على الحالات المشتبه في إصاباتها بفيروس كورونا.
و لم يستطع عشرات المواطنين الخضوع للعلاج و المعاينات في المصحات والعيادات العمومية والخاصة، إضافة إلى غلق مخابر التحاليل الطبية أبوابها هي الأخرى، ما أدخلهم في رحلة بحث عن طبيب من أجل العلاج أو الاستفادة من وصفة أو قيام البعض بفحوصات طبية عقب إجراء عمليات جراحية.
وأغلق أطباء خواص عياداتهم بمختلف مناطق الولاية على غرار المقاطعة الإدارية علي منجلي والأحياء الواقعة في وسط مدينة قسنطينة، وهو ما  اضطر بعض المرضى للتوجه نحو المستشفيات والتي كان الاهتمام الأول بها منصبا على الحالات المشتبه في إصابتها بفيروس «كوفيد 19»، كما أجبر العشرات منهم على البحث عن أرقام هواتف الأطباء عبر صفحات التواصل الاجتماعي.
وانتقد نشطاء بالمجتمع المدني خلال الاجتماع الذي عقده والي قسنطينة أمس بحضور لجان الأحياء، غلق الأطباء وبعض العيادات العمومية والخاصة أبوابها في الفترة الحالية والتي وصفوها بـ «الحساسة»، حيث تحدث رؤساء لجان أحياء سيدي مبروك والصفصاف و وبومرزوق عن هذا الموضوع، موضحين أن المرضى لم يجدوا لأنفسهم مكانا يقصدونه من أجل العلاج، و طالبوا الوالي بالتدخل وإصدار أوامر بإعادة الفتح.
و أكد أطباء خواص، استحالة فتح عياداتهم في وجه المرضى بحكم عدم استفادتهم من وسائل الحماية التي تحول دون انتقال عدوى الفيروس، حيث لا يملك أغلبهم المستلزمات الوقائية الضرورية والمتمثلة خاصة في القفازات والكمامات، كما يخشون التجمعات داخل القاعات المغلقة مع ما قد ينتج عن ذلك من انتشار الوباء وسط المرضى.
من جهة أخرى، تحدث رؤساء جمعيات أحياء عن انعدام النظافة في بعض الأحياء على غرار ممثل حي الدقسي الذي انتقد الاستمرار في إقامة السوق الفوضوي اليومي، ما يشكل تهديدا على حياة السكان، فيما تحدث آخرون عن عمليات التعقيم التي لم تمس بعض الأحياء، و تطرق ممثل القماص إلى تذبذب في توزيع المياه التي تزور الحنفيات مرة كل 3 أيام وفي ساعة متأخرة تمتد لمنتصف الليل إلى فجر اليوم الموالي، في وقت يحتاج كل مواطن إلى المياه من أجل تطبيق الإجراءات الوقائية.
ورد والي قسنطينة، أنه استحسن كثيرا الحديث عن تعقيم الأحياء لأنها عملية لا يقدر المواطن العادي على القيام بها، ودعا للتعاون مع السلطات من أجل إنجاح مثل هذه العمليات الوقائية، كما رد على بعض المطالب المتعلقة بالتنمية في بعض الأحياء، بأنها لا تنتهي، حيث أن المواطن يتطرق إلى مطالب جديدة بعد حل الأولى معتبرا ذلك أمرا طبيعيا، و أوضح الوالي أن اللقاء شكل فرصة للتعرف أكثر على مشاكل أحياء قسنطينة واعدا بحلها في موعد آخر.
حاتم/ب

الرجوع إلى الأعلى