أكد رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، أن الجزائر ستخرج منتصرة لا محالة من وباء كورونا، ما يفسح المجال أمام إعادة بعث الحياة الاقتصادية التي ستنتعش بقوة لبناء اقتصاد جديد بعيدا عن الريع النفطي ويضمن للجميعِ الرخاء والرقي في ظل دولة ديمقراطية، قوية و عادلة، وقال إن الخروج من الوضعية الحالية لن يتم إلا بسواعد الشباب و وعيهم بالوضع.
و دعا الرئيس عبد المجيد تبون إلى المزيد من الصبر وتحمل الوضع الصحي والاقتصادي الراهن، لتفادي تحميل الخزينة خسائر اضافية، وأشار الرئيس في خطاب وجهه للأمة بمناسبة عيد الفطر المبارك ، إلى أن الحياة الاقتصادية ستنتعش بقوة لا محالة لبناء اقتصاد جديد، بسواعد الشباب، يكون متنوعا ومتحررا من عائدات المحروقات، ويضمن للجميع الرقي و الرفاه، في ظل دولة قوية وعادلة، وأن أي تهاون يعرقل بلوغ هذه الغاية يكلف البلاد خسائر إضافية.
وشدد الرئيس تبون، على أنه يجب التعامل مع الأيام المعدودات الأخرى من الحجر الصحي بالصبر والنظام وروح المسؤولية، ذلك أن جهود الدولة بكل إمكاناتها المادية والبشرية لن تكون كافية، إذا لم يقم المواطن بدوره في استئصال الوباء.
الحالة صعبة لكنها مؤقتة وعابرة
وقال الرئيس تبون إنه واع بأن إجراءات الحجر الصحي أقلقت الكثيرين على مستقبل أبنائهم و أعمالهم، وأنها حالة صعبة ولكنها مؤقتة و عابرة، وأن الضرورة اقتضت غير ذلك.
واعتبر أن الخروج من الوضعية الحالية بسرعة يتطلب مواصلة التشدد مع النفس للتغلب على الوباء، داعيا الشباب لتحمل ما تبقى من المسافة والتفاعل الايجابي مع الإجراءات الاحترازية الاستثنائية الخاصة بيومي العيد، ذلك أنه وبقدر ما يتم التمسك بالتدابير الوقائية في البيت وفي الإدارات والشارع وفي كل مكان، بقدر ما يتم التعجيل بنهاية المحنة والعودة للحياة العادية ومعها الحياة الاقتصادية.
وحمل خطاب الرئيس، رسائل طمأنة إلى التجار وأصحاب الحرف، وعدد من النشاطات والمهن التي تضررت من الإجراءات الاحترازية التي أعلنتها الدولة لتفادي انتشار عدوى فيروس كورونا، بعد قرار إغلاق المحلات والأسواق العامة والمطاعم و وسائل النقل الخاصة، ما خلق أوضاعا اجتماعية صعبة.
وكان الرئيس تبون، قد أكد في آخر اجتماع لمجلس الوزراء أنه سيتم التكفل بالمؤسسات المتضررة، قبل أن يعلن عن تأجيل آجال سداد الضرائب المستحقة عليها، ومنح الشركات الناشئة جملة من الامتيازات الجبائية وتنويع أدوات التمويل الموجهة لها. كما قرر تعزيز القدرة الشرائية للمواطنين، حيث تم الإعلان عن عدة إجراءات من بينها تمديد العمل بالتخفيض المقدر بـ 50 بالمائة من فائدة المداخيل المحققة في مناطق الجنوب إلى غاية 2025 وإعفاء الأجور التي تقل أو تساوي 30 ألف دج من الضريبة على الدخل الإجمالي ابتداء من الفاتح جوان القادم، ورفع سقف الأجر الوطني الأدنى المضمون إلى 20 ألف دج ابتداء من الفاتح جوان أيضا.
وستسمح الموازنة الإضافية للحكومة بضخ بين 20 إلى 30 مليار دولار في الميزانية الأولى المقدرة بـ 64 مليار دولار، وذلك لامتصاص خسائر «كورونا» على الاقتصاد والبلاد، بالإضافة إلى تغطية شيء من تهاوي عائدات النفط.
الحرص على صحة المواطنين على رأس الأولويات
كما دعا الرئيس عبد المجيد تبون، المواطنين إلى مزيد من معاضدة الدولة في محاربة انتشار فيروس كورونا، والالتزام بأقصى انضباط بتدابير الحجر الصحي، لضمان عودة سريعة إلى الحياة وتدوير العجلة الاقتصادية.
وقال تبون، إن «جهود الدولة بكل إمكاناتها المادية والبشرية تظل غير كافية، إذا لم يقم المواطن والمواطنة بدورهما في مساعدتها على استئصال الوباء».
وشدد تبون على «دعوة الشباب إلى الصبر، والانضباط وإظهار روحِ المسؤولية من أجل التغلب على الوباء»، مشيراً إلى أن «العودة سريعاً إلى عجلة الحياة الاقتصادية مرتبطة بمدى الانضباط والالتزام بالتدابير الوقائية».وأضاف تبون «أعلم أن الحجر الصحي مقلق للكثيرين، كما أنه ليس من السهل أن نستقبل العيد بالصلاة في البيوت بدل المساجد، هذه حالة صعبة لكنها مؤقتة، وكل التدابير التي أعلنتها الحكومة تدخل في سياق الحرص على صحة المواطن، وقال بهذا الخصوص أن «الحرص على صحة المواطن يظل شغلنا الشاغل إلى أن يرفع الله عنا هذا البلاء و هذا الوباء، ومهما كلف هذا الحرص خزينة الدولة، فلا يساوي شيئا أمام سلامة المواطن».                     ع سمير

الرجوع إلى الأعلى