سُجل تضرر ما يفوق 500 هكتار من مساحات الطماطم الصناعية المغروسة بالأمراض الطفيلية في ولاية الطارف، خصوصا عبر سهول الذرعان، البسباس و بن مهيدي، الرائدة في إنتاج المحاصيل الصناعية.
  و هو ما أثار مخاوف المنتجين من مغبة تأثير ذلك على المحصول و تكبدهم للخسائر بالنظر لارتفاع   تكاليف الإنتاج التي تتجاوز 50 مليون سنتيم للهكتار الواحد.
و ذكر بعض المنتجين في اتصال مع «النصر»، أن الأمراض الطفيلية و الفطرية مست حقول الطماطم الصناعية بسبب الظروف المناخية و الرطوبة العالية، خاصة منها  البياض الزغبي المعروف باسم «الملديو» و  البياض الدقيقي «الاوديوم» و مرض الأنتناريا،  والتي مست بدرجة أكثر مساحات الطماطم الصناعية المبكرة  .
و هذا في ظل عجز المنتجين عن القيام بعمليات المكافحة البيولوجية للمساحات المتضررة ، ما  قد تؤثر سلبا على نوعية و مردودية الإنتاج خلال حملة الجني و التحويل، حيث يشتكي المزارعون  من غلاء وندرة الأدوية المعالجة في السوق ومن تأثيرات فترة الحجر بسبب   تأخر تزويد الولاية بالمبيدات من العاصمة، ذلك أن الكميات التي تصل تبقى حسبهم ضئيلة  ، بالنظر لشساعة المساحة المغروسة و تزايد الطلب على الأدوية المعالجة لتطهير المساحات و منع انتشار مختلف الأمراض الفطرية.
كما يشتكي المنتجون من تأخر تدخل الجهات المختصة لمساعدتهم على تجاوز المشكلة و معالجة مساحات الطماطم الصناعية المتضررة  ، خاصة و أن الولاية تتوفر على معهد  جهوي متخصص في حماية النباتات و الوقاية من الأمراض الطفيلية، يتواجد بمنطقة الكوس ببلدية بن مهيدي.
من جهته أوضح الأمين الولائي لإتحاد الفلاحين، بأن المنتجين يعيشون حالة من القلق و الخوف  جراء تكبدهم الخسائر  ، لاسيما و أن العديد منهم اضطروا للاستدانة لمجابهة   أعباء   حملة الغرس، قبل تعرض مستثمراتهم الفلاحية و مساحاتهم المغروسة بالطماطم الصناعية لأضرار بليغة، بسبب انتشار الأمراض الفطرية و الطفيلية.
مشيرا إلى تشكيل لجنة تقنية تضم اتحاد  فلاحين، المجلس المهني المشترك  لشعبة الطماطم الصناعية و مديرية المصالح الفلاحية،  قامت بمعاينة ميدانية للوقوف على حجم المساحات المتضررة، خصوصا بمناطق الجهة الغربية لسهول الذرعان، البسباس و بن مهيدي، التي طالتها الأمراض الطفيلية بنسب متفاوتة  ، على أن يرفع تقريرا للسلطات المحلية و المركزية، من أجل اتخاذ الإجراءات اللازمة  .
متوقعا في سياق متصل، أن ينعكس تضرر مساحات الطماطم بفعل انتشار الأمراض الفطرية، على تراجع الإنتاج بنحو 10 بالمائة خلال هذا الموسم الذي عرف غرس  مساحة 5 آلاف هكتار، رغم زيادة المساحة المغروسة بنحو ألف هكتار، أي إلى أقل من 3 ملايين قنطار، بعد أن سجلت الولاية خلال الموسم الفارط، إنتاج قارب 3.2 مليون قنطار على مساحة 4 آلاف هكتار.
في حين قللت مصادر مسؤولة بمديرية الفلاحة، من المشكلة، بتأكيدها على أن المساحات المتضررة تبقى ضئيلة في حدود400 هكتار إلى 500هكتار، قياسا مع شساعة المساحة المغروسة التي تتجاوز 5 آلاف هكتار، مضيفة بأن هناك إجراءات اتخذت لمعالجة الأمر، من خلال المرافقة التقنية للمنتجين لتطهير الحقول بالمبيدات، بالتنسيق مع الجهات المختصة حفاظا على مردودية النشاط و من ثمة إنجاح حملة الجني و التحويل لهذا الموسم التي يتوقع خلالها تحقيق أنتاج يفوق 3.5 مليون قنطار بمعدل 800 قنطار إلى 1200قنطار في الهكتار، بعد أن عرفت الشعبة زيادة في المساحة المغروسة، مع عودة عشرات المزارعين لمزاولة نشاطهم بعد التحفيزات التي وضعت لإعادة الاعتبار للشعبة و التكفل بمشاكل المهنيين، خاصة ما تعلق بتوفير مياه السقي بمنح تراخيص لإنجاز الآبار الفلاحية و الانطلاق على غير العادة، في عملية السقي الفلاحي من سد الشافية أواخر فيفري الفارط في سابقة و التحكم في المسار التقني و استعمال نظام السقي قطرة قطرة للزيادة في الإنتاج و استعمال الأدوية المعالجة لمحاربة الأمراض الطفيلية و غرس البذور من الأصناف الهجينة ذات النوعية و المردودية الكثيفة  و توسيع المساحة المسقية و كذا مساعدتهم على الانخراط في برنامج المكننة لتجاوز مشكلة نقص العمالة و كذا حل مشكلة التسويق و تسوية المستحقات المالية العالقة و غيرها من الإجراءات التي حفزت المزارعين على العودة للشعبة، بعد هجرتهم لأراضيهم و تعليق نشاطهم بعد المشاكل التي واجهتهم في الميدان.
نوري.ح

الرجوع إلى الأعلى