احتج، صبيحة أمس، أطباء و ممرضون و مساعدون طبيون بمستشفى الحكيم ضربان بالجسر الأبيض التابع للمركز الاستشفائي الجامعي بعنابة، في مدخل المؤسسة الاستشفائية، تنديدا بالاعتداءات التي يقولون أنهم يتعرضون لها من قبل المصابين أو المشتبه في إصابتهم بفيروس كورونا داخل مصلحة الأمراض المعدية.
و قال أفراد الطاقم الطبي المشرف على علاج المصابين بفيروس كوفيد 19  أنهم يتعرضون  لاعتداءات  متكررة   منذ بداية تفشي الوباء، من قبل مرافقي المشتبه في إصابتهم و حتى المرضى في بعض الأحيان، مرددين هتافات «كفانا إهانة»، «سئمنا الاعتداءات».
و قد صرحت متحدثة باسم الطاقم الطبي بالقول «هل هذا جزاؤنا بعد 3 أشهر بعيدا عن أبنائنا و أهالنا؟، نواجه المرض و الموت كل يوم، دون أن يشعروا بمعاناتنا، كرسنا حياتنا لمواجهة المرض و إنقاذ الأرواح و رغم هذا نتعرض في كل مرة للعنف اللفظي و الجسدي من قبل أشخاص يرافقون المشتبه في إصابتهم، حتى بعض المرضى يواجهوننا بعنف، رغم هذا صبرنا في البداية، لكن الأمر وصل  إلى حد لا يطاق».
و طالب أفراد الطاقم الطبي المعالج بمصلحة الأمراض المعدية، بوضع حد لمثل هذه الاعتداءات التي يتعرضون لها، بعد أن انهاروا جسديا و معنويا و نال منهم التعب، دون أي تقدير و شكر على المجهود الذي يقدمونه في سبيل المرضى، مشيرين إلى أنهم يُقيمون في معهد شبه الطبي منذ قرابة 3 أشهر و لا يتنقلون إلى منازلهم و يتواصلون مع ذويهم عن بعد، تفاديا لنقل العدوى،  و جميعهم قضوا شهر رمضان و عيد الفطر بعيدا عن الأجواء العائلية، حيث يتجاوز تعداد الطاقم الطبي المكلف بمتابعة المصابين بكورونا، 130 بين طبيب و ممرض، دون احتساب أعوان النظافة و سائقي سيارات الإسعاف.
واستنادا لمصدر مسؤول بالمستشفى الجامعي في تصريح للنصر، فقد جاء خروج الطاقم الطبي للاحتجاج، على خلفية قيام مرافق مريضة ينحدر من دائرة عين الباردة، صبيحة أمس، بسب و شتم أفراد من الطاقم الطبي و محاولة ضربهم داخل المصلحة، بعد إعلامه بأن نتائج تحاليل والدته سلبية و أنها تعاني من أعراض الزكام فقط، ما يستدعي وضعها تحت الحجر في البيت، موضحين له بأن الأمر لا يتطلب مكوثها في المستشفى أو إخضاعهم للبرتوكول العلاجي و هو ما لم يتقبله المعني الذي ثارت ثائرته، قائلا « لماذا لم يتم الإبقاء عليها في المصلحة»، رافضا أخذها إلى البيت، مما استدعى تدخل أعوان الأمن لإخراج المعتدي على الطاقم الطبي و الاتصال بالشرطة المناوبة على مستوى المستشفى.
و استنادا للأطباء، فإن هذا الاعتداء ليس الأول من نوعه، بل تعرضوا لاعتداءات أكثر عنفا و وصل الأمر إلى تعرضهم للضرب، دون الحديث عن الاعتداء اللفظي و مع تواصل هذا الأمر، قرروا الخروج للاحتجاج لإيصال صوتهم و معاناتهم للرأي العام و كشف ما يتعرضون له رغم الخدمات التي يقدمونها للمرضى.
و عقب الاحتجاج، تنقل إطارات من المديرية العامة للمستشفى الجامعي إلى موقع احتجاج الأطباء، تعبيرا عن مساندتهم و تخفيف من حدة الإحباط و الغضب الذي أصابهم، جراء ما يتعرضون له من اعتداءات و نكران للجميل.
من جهتها قدمت إدارة المستشفى الجامعي شكوى لمصالح الشرطة، ضد الشخص الذي قام بالاعتداء على الطاقم الطبي، فيما أكد مصدر مسؤول، على أن عمال المستشفى يعانون من مثل هذه السلوكات غير الحضارية لبعض الوافدين على  المصالح  ، داعيا أهالي المصابين و المرضى لضرورة احترام القانون و التعامل مع الأطباء بسلاسة و عدم تجاوز الحدود في التعامل معهم و الالتزام بالتوصيات و القرار الذي يصدر من أي طبيب.
و في نقطة مطالبة الطاقم الطبي بالأمن داخل المستشفى، أشارت إدارة المستشفى، إلى أن الإشكال ليس في توفير الأمن، لتواجد مركز للشرطة بصفة دائمة داخل المستشفى للتدخل في حال وقوع أي طارئ، إلى جانب وجود أعوان الأمن، غير أن الاعتداءات تقع داخل المصلحة أو بمدخلها الرئيسي، أين يمنع دخول أعوان الشرطة و الأمن إلى الداخل.
حسين دريدح

الرجوع إلى الأعلى