أمر رئيس الجمهورية السيد، عبد المجيد تبون، أمس الوزير الأول، بفتح تحقيق فوري للوقوف على  أسباب مختلف الحوادث التي سجلت في المدة الأخيرة والتي أثرت سلبا على الحياة اليومية للمواطن وعلى الاقتصاد الوطني أيضا.
 و أفاد بيان لرئاسة الجمهورية أمس أن الرئيس عبد المجيد تبون "أمر الوزير الأول بفتح تحقيق فورا في أسباب الحوادث التي وقعت في الأيام الأخيرة، وكان لها الأثر السلبي على حياة المواطنين والاقتصاد الوطني" .
ويتعلق الأمر حسب بيان رئاسة الجمهورية دائما بـ" الكشف عن أسباب الحرائق التي التهمت مساحات شاسعة من الغابات، ونقص السيولة في بعض البنوك والمراكز البريدية، وتوقف محطة فوكا لتحلية مياه البحر، وانقطاع الماء والكهرباء عن أحياء في العاصمة ومدن كبرى أخرى يومي عيد الأضحى المبارك دون إشعار مسبق".
ويلاحظ في مضمون البيان أن الوقائع التي أمر عبد المجيد تبون التحقيق في أسبابها بشكل فوري تمس كلها الحياة اليومية للمواطن بمختلف  جوانبها ومصالحه المباشرة، وهي الحوادث التي خلقت تذمرا واسعا في أوساط المواطنين في الأيام القليلة الأخيرة.
و الجدير بالذكر هنا الإشارة إلى أن فئات عريضة من المواطنين قد عانت أياما قبل عيد الأضحى المبارك من نقص السيولة في مراكز البريد في كل ولايات القطر الوطني خاصة منهم فئة الموظفين والعمال، وقد أدى ذلك إلى حالات من الازدحام و الطوابير الطويلة أمام مراكز البريد بشكل يمس كرامة هؤلاء، ويشكل في نفس الوقت خطرا حقيقيا عليهم في ظل جائحة كورونا المتفشية في البلاد.
 وعلى الرغم من التطمينات التي قدمتها الوزارة الوصية بتوفير السيولة الكافية إلا أن مظاهر الازدحام والطوابير لم تنته إلى آخر يوم قبل عيد الأضحى، ولم يحل المشكل بصفة نهائية.
 لكن الحادث الكبير الذي أفاض كأس المواطنين وخلف سخطا وتذمرا كبيرين هو انقطاع المياه في العديد من المدن الكبرى خاصة الجزائر العاصمة يومي عيد الأضحى دون سابق إنذار،  مع العلم أن المياه كانت قد انقطعت عن العديد من الأحياء في العاصمة لأكثر من أسبوع قبل حلول  العيد، وحسب بعض الأصداء فإن انقطاع المياه يومي العيد قد تسبب في إتلاف الأضاحي بالنسبة للعديد من العائلات، وهذا  دون أن تقدم شركة "سيال" المكلفة بتوزيع المياه في العاصمة- أي تفسير لذلك ولم تشعر المواطنين بهذه الانقطاعات من قبل.
وقد أدى انقطاع الماء الشروب لعدة أيام بحي أولاد فايت بالعاصمة، أمس على سبيل المثال إلى قطع الطريق وتنظيم احتجاجات من قبل قاطني هذا الحي، وفي بيانها تشير رئاسة الجمهورية أمس إلى توقف محطة فوكا بولاية تيبازة لتحلية مياه البحر عن الخدمة دون سبب واضح.
وزيادة عن الحوادث السابقة فقد التهمت النيران 8778 هكتارا من الغابات في الفترة بين الفاتح جوان والفاتح أوت الجاري في 37 ولاية، ومست هذه الحرائق بشكل مباشر بعض مصالح المواطنين ومنتجاتهم الفلاحية التي يعيشون عليها، على غرار إتلاف الآلاف من الأشجار المثمرة والتسبب في هلاك الحيوانات أليفة في مناطق أخرى، فضلا عن التسبب في ارتفاع درجة الحرارة وغيرها.
وتؤشر قراءة بسيطة للقرار الذي اتخذه رئيس الجمهورية القاضي بفتح تحقيق فوري في كل الحوادث سالفة الذكر أن تزامنها  من حيث التوقيت قد لا يكون من باب الصدفة فضلا عن أن جميعها مست بشكل مباشر المواطن في معيشته وحياته اليومية.
وكان عبد المجيد تبون قد حذر في لقاء له مع مسؤولي بعض وسائل الإعلام الوطنية، في إطار سلسلة اللقاءات التي دأب على إجرائها مع وسائل الإعلام، حذر مما وصفه "بالتحريض الأجنبي على الجزائر ومحاولة الانتقال إلى مخطط الفوضى بعد فشل المخطط الأول"، وقال في ذلك الوقت أن هذه "المخططات لن تنجح"، داعيا "المواطنين إلى اليقظة لأن هناك من يحضر لشيء ما".
كما أشار بوضوح إلى محاولات أصحاب المال الفاسد عرقلة مسار الإصلاح الذي باشره منذ انتخابه رئيسا للجمهورية.
إلياس –ب

الرجوع إلى الأعلى