قضت الكثير من العائلات بميلة، ليلة الجمعة إلى أمس السبت، في السيارات التي أبعدت عن العمارات و السكنات، أو في ساحات الملاعب الجوارية و الخلاء، مفضلة المبيت خارجا على البقاء في المنازل، وقد ارتفعت أعداد من باتوا بالشوارع، مباشرة بعد الهزة الارتدادية المسجلة عند منتصف الليل، وذلك خوفا من وقوع انهيارات للمباني وهم في داخلها.
وأمام هذه الوضعية، طالب الكثير من المواطنين، وبالخصوص أرباب العائلات، من السلطات المحلية الإسراع في التكفل بهم، من خلال نصب الخيم في النهار لتقيهم حر الشمس و توفير أبسط المواد الغذائية و في مقدمتها الماء بأماكن التجمع.
إلى ذلك فقد أحصت مصالح الحماية المدنية حتى الساعة السادسة من مساء أول أمس الجمعة بالمعاينة، 110 منازل متضررة، بمنطقة الخربة الأكثر تضررا من هذا الزلزال، وقد استدعى الأمر قطع الكهرباء والغاز عن الحي بعدما سجل فيه انهيار كلي لمنزل من خمسة طوابق وشبه كلي لمنزل أخر من أربعة طوابق، إضافة لتضرر أعمدة وجدران لأكثر من خمسين منزلا آخر هناك، ناهيك عن تصدع في شبكة الطرق بما جعلها غير صالحة للاستعمال.بالإضافة إلى ذلك، فقد تضررت بنايات كثيرة، موزعة على عدة أحياء بمدينة ميلة وعدد من بلديات الولاية، حيث سجلت تشققات بالأعمدة و الجدران لـ 16 منزلا بمدينة ميلة القديمة، أما بحي قصر الماء فسجلت تشققات للأعمدة و الجدران لـخمسة منازل إسمنتية، وبحي سيدي الصغير حصلت تشققات لأعمدة وجدران 11 منزلا، ومنزلين غير مسكونين أصبحا مهددين بالانهيار في أية لحظة بتحصيص بوالمرقة، كما سجل تشقق للجدران والأعمدة لمنزلين، أحدهما بشارع القدس بوسط المدينة والأخر بحي عين كشكين.وفي بلدية زغاية تشققت جدران وأسقف خمسة منازل بحي المشتة، أما بحي السيباري المتاخم لحوض بني هارون ببلدية القرارم قوقة، فتشققت كذلك أعمدة وجدران 11 منزلا، فيما ظهرت تشققات لجدران منازل أخرى بذات البلدية، ومست التشققات والتصدعات أعمدة وجدران منازل ببلديات التلاغمة و بوحاتم و ترعي باينان، وكذا وادي العثمانية، و شلغوم العيد، و فرجيوة، وعين الملوك، مع الإشارة إلى أن مصالح الحماية المدنية قامت بنصب خيم بملعب الشهيد بلقاسم بلعيد بميلة ليلا للعائلات التي لم تجد لها مأوى عند الأقارب.
 وكانت مديرية الأشغال العمومية لولاية ميلة، قد أخطرت يوم الثلاثاء الماضي مستعملي الطريق الوطني رقم 27  بأنها ستشرع بداية من الخميس إلى غاية أمس السبت في نزع الحجارة العالقة بأعلى الجبل وإزالتها من المنحدر، عند المقطع الموجود بين جسر واد الذيب إلى غاية حمام بني هارون، وهي العملية التي شرعت في تنفيذها فعلا في فترة النهار بعدما حولت مسلك مستعملي الطريق الوطني نحو المسلك البديل الرابط بين مفترق الطرق واد رفراف ببلدية سيدي معروف مرورا بالبادسي والوصاف ببلدية حمالة إلى القرارم قوقة، فيما طلب من أصحاب الأوزان الثقيلة اتباع مسالك أخرى في حالة الحمولة الكبيرة، غير أن العملية تعطلت يوم الجمعة بسبب الهزة الثانية وأصبحت المهمة الأولى للقطاع، إزالة الحجارة التي تسببت فيها  الهزة الثانية .
إبراهيم شليغم

الرجوع إلى الأعلى