عادت بعض الأنشطة التجارية أمس للعمل مجددا بعد أكثر من خمسة أشهر من التوقف بسبب تفشي وباء كورونا كوفيد 19، ومعها عادت الحركية والحيوية إلى الشارع والشواطئ والمنتزهات والفنادق وغيرها، إيذانا بعودة تدريجية للحياة الطبيعية.
 تنفيذا للقرارات التي أصدرها رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، بعد آخر اجتماع للمجلس الأعلى للأمن عادت أمس السبت بعض الأنشطة التجارية للعمل بعد توقف قارب الخمسة أشهر على غرار المطاعم، والمقاهي، والفنادق و المنتزهات وغيرها، مع التقيد الصارم بتدابير الوقاية الصحية التي وضعتها السلطات العمومية لذلك.
 و بما أن إعادة استئناف هذه الأنشطة قد تزامن والعطلة الأسبوعية فقد سارعت العديد من العائلات منذ الصباح الباكر إلى الشواطئ علها تظفر بمكان فوق الرمال بالنظر للمنافسة المتوقعة هناك كون  الجميع كان ينتظر هذه اللحظات منذ دخول فصل الصيف واشتداد الحرارة.
على مستوى شواطئ العاصمة كغيرها من الشواطئ كان الإقبال كبيرا صبيحة أمس من طرف الشباب ولكن بشكل واضح أيضا من طرف العائلات التي فضلت استغلال ما تبقى من العطلة الصيفية للترويح عن أبنائها الذين ضاقوا ذرعا من البقاء في المنازل بالنظر لطول فترة الحجر الصحي.
نسبة كبيرة من العائلات تقيدت بالإجراءات الصحية الوقائية الموصى بها من طرف السلطات العمومية،  سواء من خلال التباعد الاجتماعي أو  الحرص على تفادي اختلاط أبنائها بأطفال  العائلات الأخرى الموجودة فوق الشاطئ، أو الالتزام بارتداء الكمامات خاصة عند التحرك.
وفي اليوم الأول من عملية إعادة فتح الشواطئ لوحظ تواجد مكثف لعناصر الأمن  من شرطة ودرك وطني الذين كانوا يقومون بدوريات راجلة أو على  متن دراجات  خاصة للتأكد من احترام التدابير الصحية المعمول بها، أو لطرد بعض الشباب الذين حاولوا احتلال الشواطئ ونصب خيم وكراسي بغرض  كرائها للمصطافين.
 فيما قام أعوان آخرون للبلديات بتحسيس القادمين إلى  هناك بضرورة ارتداء الكمامات واحترام التباعد الاجتماعي،  وقد خلق قرار إعادة فتح الشواطئ  ابتهاجا كبيرا وواضحا على وجوه الجميع، على الرغم من وجود فئة غير مبالية بإجراءات الوقاية الصحية.
 قطاع آخر عادت إليه الروح أمس هو المطاعم والمقاهي والفنادق وأماكن التنزه والراحة، التي سمح بعودتها إلى النشاط بعد فترة الحجر الصحي الطويلة، ولوحظ في العديد من الأماكن عبر الولايات وكافة أرجاء القطر عودة نشاط المقاهي بشكل أكبر من غيرها.
وبما أن قرار إعادة فتح المقاهي لا يسمح بتقديم الخدمات والجلوس داخل المقهي فقد عمد أصحاب هذه المحلات إلى وضع شريط خاص عند المدخل لتنبيه الزبائن بعدم تجاوزه إلى  الداخل وتقديم بالتالي الخدمة من وراء ذلك لكل زبون، لكن الشرفات سمح لها بأن تفتح من جديد وتنصب الطاولات والكراسي مع احترام مسافة الآمان.
 ولوحظ منذ الصباح تهافتا كبيرا على المقاهي للحصول على أكواب من القهوة بعد شهور من  الحرمان من هذه اللذة التي اعتاد الكثير من المواطنين على ممارستها كل صباح، وفي الداخل بدا أن أصحاب المقاهي و العاملين بها قد التزموا بإجراءات الوقاية الصحية إلى حد كبير.
أما بالنسبة للمطاعم فلم تفتح أبوابها جميعا في اليوم الأول على الرغم من السماح بممارسة النشاط منذ أيام لكن وفق تدابير خاصة  تسمح فقط بأخذ الوجبات  دون استهلاكها داخل المطعم.
 وفضلا عن النشاطات سالفة الذكر فقد أعادت المساجد هي الأخرى فتح أبوابها أمس أمام المصلين ما خلق  حركية واضحة في الشارع.
 ونشير فقط أن إعادة فتح الشواطئ والمساجد والمقاهي والمطاعم والفنادق وغيرها كان ينتظره المواطنون بفارغ الصبر وبشغف كبير منذ أن أعلن عنه قبل أسبوع بعد اجتماع المجلس الأعلى للأمن.
 ويحاول المواطنون في كل مكان خلق ذلك الجو الذي افتقدوه منذ أشهر بسبب تفشي فيروس كورونا وتدابير الحجر الصحي، و هم يحاولون استغلال ما تبقى من العطلة الصيفية وموسم الاصطياف خاصة بالنسبة للعائلات والأطفال.
 وعلى العموم فإن الحركية التي بدأت تدب في المدن والشواطئ وغيرها تنبئ بعودة تدريجية للحياة الطبيعية  في قادم الأسابيع في حال التزام المواطنين بالتدابير الوقائية من الفيروس، وتحلوا بقسط كبير من الوعي.
 إلى ذلك ما تزال الهيئات المختصة تنبه وتحذر من التهاون في التعامل مع الفيروس القاتل الذي يبقى قائما وموجودا بيننا، و هي ما فتئت  توصي في كل مرة بضرورة التقيد بشكل صارم بالتدابير الصحية لقضاء ما تبقى من العطلة بشكل طبيعي والاستمتاع بها.              إلياس -ب

الرجوع إلى الأعلى