أوضح الدكتور محمد يوسفي أمس بأن الجزائر تمر بمرحلة تراجع لمستوى انتشار فيروس كوفيد 19، غير أن ذلك يسير بوتيرة متباطئة، أي بانخفاض معدله ما بين 4 إلى 5 حالات يوميا فقط، مما يستدعي المزيد من الحيطة والحذر لتجاوز الجائحة والعودة إلى الحياة العادية.
وقال محمد يوسفي الذي يشغل منصب رئيس مصلحة الأمراض المعدية بمستشفى بوفاريك بالبليدة الذي استقبل أولى حالات الإصابة بالمرض، وتكفل لحد الآن بأزيد من 2000 مصاب، بأن النتائج المحققة مؤخرا في مجال مكافحة جائحة كورونا هي جد إيجابية، لأن الجزائر دخلت مرحلة تراجع في مستوى انتشار العدوى، لان عدد الحالات المسجلة تنخفض يوميا بمعدل 4 إلى 5 حالات، معتقدا بأن هذا التحسن يسير بوتيرة بطيئة نوعا مما يستوجب رفع حالة التأهب من قبل المواطنين للخروج من مرحلة الحجر الصحي.
وتوقع يوسفي أن تتحسن الأوضاع الصحية أكثر بعد حوالي 15 يوما، بعد أن تتراجع أعداد الإصابة إلى أقل مستوى ممكن، لندخل مرحلة التعايش مع الفيروس في ظل استمرار تسجيل عدد محدود من العدوى وذلك إلى غاية التوصل إلى علاج نهائي وراديكالي لكورونا، عبر اللقاح الذي يعد حسبه الوسيلة الوحيدة والناجعة لعلاج المرض.
وبحسب رئيس مصلحة الأمراض المعدية بمستشفى بوفاريك فإن الجزائر كانت قاب قوسين أو أدنى من التغلب على فيروس كورونا خلال شهر رمضان الفائت، لولا تهور المواطنين وعدم التزامهم الحرفي بالإجراءات الوقائية، حيث تسابق الكثير منهم على اقتناء لوازم رمضان والعيد، بتواطؤ مع التجار الذين واصلوا نشاطهم خفية وبعيدا عن أعين الرقابة، وزادت الزيارات العائلية المكثفة بعد يومي عيد الفطر الذي شهد حجرا شبه كلي، من تعقيد الوضع لترتفع حالات الإصابة إلى مستويات لم تكن منتظرة فرضت تشديد إجراءات الحجر الصحي للتحكم في الوضع.
وأفاد المتحدث بأن كسر سلسلة الفيروس هي الطريقة الناجعة للقضاء على الجائحة، قائلا إننا في الطريق الصحيح، لكن لا بد من احترام وتقيد أكبر بالتدابير الوقائية، حتى تتسارع وتيرة انخفاض عدد الإصابات اليومية، ويقل مستوى  الضغط على الأطقم الطبية التي وصلت مرحلة من الإرهاق والتعب، بسبب العمل المتواصل و الذؤوب منذ نهاية شهر نوفمبر الماضي تاريخ تسجيل أول حالة بالجزائر وبالضبط بولاية البليدة.
وقال الدكتور محمد يوسفي بشأن الدخول المدرسي المقبل، إن  التحدي يكمن في مدى احترام البروتوكول الصحي الذي أعدته اللجنة العلمية بالتنسيق مع قطاع التربية من قبل المؤسسات التعليمية، وكذا من طرف المؤسسات الجامعية التي تستعد بدورها لاستئناف النشاط ابتداء من يوم 19 سبتمبر الجاري، لأن الحذر مطلوب، والرفع التدريجي للحجر الصحي أصبح أمرا لا مفر منه.
وحول توقعاته لتاريخ بداية العام الدراسي، أفاد المصدر بأن ذلك يمكن أن يتم بعد أسبوعين أو ثلاثة أسابيع لأن القضية كلها تكمن في مدى احترام الإجراءات الوقائية من قبل القائمين على المؤسسات التعليمية وكذا التلاميذ، علما أن الوزير الأول عبد العزيز جراد أكد خلال إشرافه على انطلاق امتحانات شهادة التعليم المتوسط من ولاية البليدة أول أمس، بأن تاريخ الدخول المدرسي لم يتحدد نهائيا بعد، لأنه لا يمكن المغامرة بصحة المتمدرسين.
كما لم يستبعد محمد يوسفي تسجيل تراجع آخر في أعداد الإصابة بالفيروس في الأيام المقبلة، آملا في أن يكون بوتيرة أسرع للسماح بإعادة فتح بعض النشاطات خاصة النقل ما بين الولايات، لتمكين عمال وموظفي قطاع الصحة من الالتحاق بمناصبهم. 
    لطيفة بلحاج

الرجوع إلى الأعلى