قال عضو اللجنة العلمية لمتابعة ورصد فيروس كورونا بقاط بركاني إن قرار فتح المدارس يعود إلى السلطات المعنية، لكنه طمأن بشأن الوضعية الوبائية لفيروس كورونا التي تتجه حسبه من الحسن إلى الأحسن، متوقعا بأن يتراجع عدد الإصابات الجديدة إلى 50 حالة يوميا.
وأوضح بركاني في رده على سؤال للنصر حول إمكانية استئناف الدراسة بعد انتهاء الامتحانات الرسمية، بأن اللجنة العلمية التي ينتمي صادقت منذ أزيد من شهر ونصف على البروتوكول الصحي الخاص بقطاع التربية الوطنية، تحسبا لانطلاق الدراسة، قائلا إن الوضعية الصحية المتعلقة بانتشار فيروس كورونا تبعث على الاطمئنان، فهي تتجه يوميا من الحسن إلى الأحسن، بدليل التراجع المحسوس في عدد الإصابات الجديدة متوقعا بأن تتقلص خلال الأيام القليلة المقبلة إلى حوالي 50 حالة يوميا، لتدخل الجزائر رسميا مرحلة القضاء على المرض.
ويأتي تصريح البروفيسور بقاط بركاني تزامنا مع استعداد وزارة التربية عقد اجتماعات تشاورية مع الشركاء الاجتماعيين بداية من غد الإثنين، لمناقشة الإجراءات الكفيلة بضمان عودة آمنة للتلاميذ إلى المؤسسات التعليمية، بناء على التقارير اليومية التي تقدمها اللجنة العلمية لمتابعة انتشار فيروس كورونا، وذلك بعد أزيد من 6 أشهر على وقف الدراسة وغلق المؤسسات التربوية كإجراء وقائي لمنع انتشار الفيروس.
وأضاف المصدر بهذا الخصوص، بأنه بعد إنهاء الامتحانات الرسمية التي جرت في ظروف حسنة وكان آخر امتحانات شهادة البكالوريا، ينتظر أن يفتح ملف الدخول المدرسي الذي يعد الأهم على مستوى الجبهة الاجتماعية، لأنه يتعلق بمصير أزيد من 9 ملايين تلميذ، ونظرا للدور الذي تلعبه المدرسة في تنظيم الحياة اليومية للأسر وللمجتمع ككل، فالجميع ينتظر الإعلان عن القرار من أجل العودة إلى الحياة العادية، ولتنظيم الحياة اليومية بحسب مواعيد الدخول والخروج من الأقسام، لاستعادة التوازن على كافة المستويات.
وبحسب بركاني فإن التريث بعد الوقت قبل إعلان القرار، سيكون عاملا مساعدا للقضاء على الفيروس، حتى تكون الانطلاقة صحيحة وسليمة ودائمة، لا سيما وأن دولا عدة بادرت إلى استئناف النشاط الدراسي لتعيد غلق المدارس من جديد بعد تسجيل ارتفاع في عدد الإصابات بالفيروس وسط التلاميذ والطلبة، دون أن يستبعد المتحدث أن يتزامن افتتاح السنة الدراسية 2020/ 2021 مع التحاق الطلبة الجامعيين الجدد بالمدرجات بداية شهر نوفمبر المقبل، بعد تنظيم الاستفتاء على الدستور، مشددا على أن الجزائر تمر بمرحلة إيجابية بسبب تراجع الإصابات بشكل أصبح يبعث على الارتياح.
وقال من جهته رئيس النقابة الوطنية لأساتذة التعليم الثانوي والتقني مزيان مريان، إن الكلمة الأولى والأخيرة بخصوص هذا الملف تعود بالدرجة الأولى إلى اللجنة العلمية التي تربطها اتصالات ومشاورات يومية مع الوصاية، إلى جانب التنسيق مع وزارة الصحة، لكنه تساءل عن حجم الإمكانيات والوسائل الموفرة من قبل القطاع لإنجاح الدخول المدرسي المرتقب، معتقدا بأن تفويج التلاميذ وتقسيم الدراسة ما بين الفترتين الصباحية والمسائية وفق ما تضمنه البروتوكول الصحي، يتطلب توظيف عدد إضافي من الأساتذة، لأن الإجراء سيضاعف عدد ساعات العمل، وقد تصل إلى 36 ساعة أسبوعيا بالنسبة لأساتذة التعليم الثانوي بدل 18 ساعة.
واقترح مزيان مريان على الشركاء الاجتماعيين التفكير في الإجراءات الكفيلة لضمان نجاح استئناف الدراسة، كتقليص الدروس والاستغناء عن المواد غير الأساسية مؤقتا، والتركيز على المواد الهامة على غرار اللغات والرياضيات، وذلك إلى حين استقرار الأوضاع الصحية، علما وأن مراجعة البرنامج الدراسي وتخفيف المحفظة كانت من بين المطالب التي رفعها الشركاء الاجتماعيون.  
علما أن اللقاءات التشاورية ستتضمن جمع مقترحات الشركاء الاجتماعيين ودراستها من قبل الوصاية، التي ستصيغها في وثيقة قصد رفعها إلى رئاسة الجمهورية، للإعلان عن تاريخ الدخول المدرسي.
لطيفة بلحاج

الرجوع إلى الأعلى