أكد عضو السلطة الوطنية المستقلة للانتخابات، البروفيسور بقاط بركاني، أنه تم تسجيل خروقات قانونية في تطبيق البرتوكول الصحي خلال حملة الاستفتاء الجارية مؤكدا «أنه لا أحد فوق سلطة القانون وستتخذ في حق المخالفين كل الإجراءات المعمول بها»، كما أشار إلى أن ارتفاع الإصابات بالفيروس خلال الفترة الأخيرة يعود إلى التراخي في تطبيق الإجراءات الوقائية، لكنه طمأن بأن الجزائر لا تشهد انتشار موجة ثانية للوباء مثلما سجل في دول أوربية.
ونظمت السلطة الوطنية للانتخابات، أمس الأول الخميس، لقاء جهويا بفندق الماريوت بقسنطينة، جمع مندوبي السلطة بـ 15 ولاية شرقية وممثلي الإدارة المحلية، حيث تم إطلاع ممثلي الولايات  من طرف أعضاء اللجنة الصحية بالهيئة، بتفاصيل البرتوكول الصحي المعتمد في يوم الاستفتاء المزمع تنظيمه في الفاتح من نوفمبر المقبل.
وذكر ممثل سلطة الانتخابات، البروفيسور بقاط بركاني والذي يعد عضوا في اللجنة الصحية لمتابعة وباء كورونا،  أنه قد تم جمع مندوبي الولايات فضلا عن الإدارة المحلية،  من أجل تقديم شروحات و توضيحات حول البروتوكول الصحي المعتمد في مراكز الانتخاب، حيث يهدف وضع هذا النظام الصحي إلى ضمان صحة الناخب والمواطن من خلال منع العدوى، لاسيما و أن البحوث والدراسات، مثلما أبرز، تؤكد أن الفيروس ينتشر بقوة في الأماكن المغلقة ، مشيرا إلى أن الموعد الانتخابي «يجب أن يكون عرسا لا مأساة» من خلال عدم تسجيل أي بؤرة مرضية في أي منطقة من ولايات الوطن.
وأوضح بقاط، أن السلطة المستقلة للانتخابات قد تفاجأت بعدم تطبيق البرتوكول الصحي في التجمعات الشعبية التحسيسية بالدستور ،حيث قال إن رئيس السلطة، محمد شرفي قد  أصدر بيانا ووصف هذه التصرفات بغير المقبولة على الإطلاق وهو ما ذهب إليه أيضا وزير الصحة، فضلا عن شخصه ، مبرزا  أن التقارب الجسدي في التجمعات الانتخابية لا ينظر إليه بالمفهوم الصحي فقط بل يعتبر خرقا واضحا للقوانين التي تمنع وفقا لنصوص صريحة هذه التصرفات، مؤكدا أن كل من «خرق الإجراءات الوقائية سيتحمل مسؤوليته «ولا يوجد من هو فوق القانون»، مضيفا أن السلطة قد وجهت تحذيرات «ولن يتكرر مستقبلا هذا الأمر».
وأوضح المتحدث، أن البرتوكول الصحي المعتمد، يحدد مسار الناخب منذ دخوله إلى المركز حتى خروجه، إذ يجب ،كما قال، تطبيقه بشكل صارم بدءا من دخول مكتب الاقتراع إلى وضعية جلوس وكيفية تعامل المؤطرين مع الناخبين، و حتى الوجبة الغذائية يتم ،مثلما أوضح، مراقبتها وتم وضع برتوكول صحي خاص بها، مشيرا إلى أن البرتوكول معتمد من طرف اللجنة العلمية لدى وزارة الصحة، التي أشرفت على تطبيق وتنفيذ أزيد من 35 بروتوكول منذ بداية الجائحة.
ولفت بقاط، إلى وجود ارتفاع نسبى للإصابات المشخصة بنظام « بي سي آر» «وذلك بسبب عدم الالتزام بالإجراءات الوقائية لاسيما عدم ارتداء الكمامة التي فرضت بقوة القانون»، حيث ذكر أنه  وفي الأسابيع الفارطة سجل تراجع محسوس في عدد الإصابات و التي نزلت إلى مستوى مقبول، في حين «أننا» اليوم نشهد تراخيا، مبرزا أن  الحديث عن مواجهة الجزائر لموجة ثانية مثلما سجل في دول أوربية يعتبر أمرا غير صحيح، إذ أن اللجنة العلمية سجلت  زيادات بعشرات الحالات فقط، خلافا لفرنسا وإيطاليا التي تحصي عشرات الآلاف من الإصابات بشكل يومي.
وتحدث، رئيس عمادة الأطباء، عن عدم إمكانية العودة إلى الحجر الكلي لاسيما في الوقت الحالي، حيث منح هذا التقدير إلى الولاة من أجل اتخاذ القرار المناسب للحجر في أي بلدية أو منطقة  سجلت بها وجود بؤرة مرضية، مشيرا إلى أن الحجر الصحي الليلي المفروض يهدف إلى الحد من النشاط الليلي والتخفيف من عدد الإصابات.
وذكرت الدكتورة لوز صورية وهي طبيية مفتشة في الصحة العمومية وعضوة في السلطة، أنه تم منع المؤطرين من لمس بطاقات الناخبين، حيث أن الناخب يضعها فوق الطاولة لمراقبتها ثم التأشير عليها، كما تم تخصيص 4 قارورات تعقيم لكل مكتب، في حين يتم تعقيم الأقلام دوريا، مضيفة أنه تم إزالة الستائر من الأماكن المخصصة للانتخاب مع ضمان الحفاظ على سرية العملية .
وأكدت المتحدثة، أن البروتوكول ينص على أن الناخب يعقم يديه عند الدخول وقبل الخروج، كما ذكر بقاط بركاني أنه توفير في كل مركز عدد معتبر من الكمامات حددت بـ 25 بالمئة من عدد الناخبين المسجلين، وذلك من أجل إلزام كل ناخب بارتدائها في حال دخوله دونها، كما ذكر أن الهدف من العملية، هو تقليص الاحتكاك بين الناخبين والمؤطرين الذي يعملون لأزيد من 12 ساعة في مكتب واحد، داعيا إلى ضرورة التنسيق بين الإدارة المحلية وسلطة الانتخابات فضلا عن مديريات الصحة لاتخاذ القرارات المناسبة ومعالجة كل الوضعيات حالة بحالة، لافتا إلى أن إنجاح الاستفتاء في ظروف صحية تمنع انتشار العدوى يعتبر ،كما ذكر، تحديا في حد ذاته في ظل عودة المنحى التصاعدي للإصابات في الجزائر ومختلف دول العالم.
لقمان/ق   

الرجوع إلى الأعلى