صرح أمس شمس الدين شيتور، وزير الانتقال الطاقوي والطاقات المتجددة، إن البلاد لم تستغل قدراتها المادية والبشرية وثرواتها على مر العشريات السابقة، التي ابتليت فيها بالإرهاب وبعدها بالفساد وسوء التسيير والحكامة، ما جعلها في وضع اقتصادي وتنموي متأزم، يحتاج إلى الاعتماد على أساليب الثورات الجديدة، التي أصبحت تبنى بالعلم والمعرفة ويكون عمادها العنصر البشري، مضيفا أن البلدان لا تبنى بالشعارات والصراعات التي تشتت الجهود ونوايا الإصلاح.
و أوضح، الوزير، في محاضرة ألقاها بجامعة الإبراهيمي، خلال زيارته لولاية برج بوعريريج، أن الدول العظمى غيرت من أساليب نفوذها وقوتها بالتحول إلى ثورة المعرفة والعلم والتقنية، متخلية عن الأساليب التقليدية التي كان الاعتماد فيها على الصناعات والآليات الثقيلة، في حين مازالت تعمل على تشتيت المجتمعات الفقيرة والسائرة في طريق النمو، باللعب على ورقة الصراعات الطائفية والجهوية، واستثمارها في هذا الجانب لإلهاء المجتمعات والشعوب بالنزاعات والمعارك الهامشية والشعارات الرنانة، بدل دخولها في سباق الابتكار والتصنيع والثورات العلمية والمعرفية، التي تعد من الأسس المتينة لمسايرة التطور الحاصل في العالم، و وضع القاعدة الصلبة لبناء الاقتصادات والمجتمعات، التي تزايد التركيز فيها على الطاقات البديلة، دون أن تهمل ما حققته من مكتسبات.
وأشار الوزير في هذا الصدد إلى أن الجزائر فقدت خلال العقود الأخيرة وما بعد سنوات السبعينيات من القرن الماضي، العديد من المكتسبات في المجال الطاقوي بعد ثورة التأميم، مستدلا بتراجع منتوج الطاقة الكهربائية التي كان الاعتماد في توليدها على السدود بأزيد من الثلث، فضلا عن تفويت فرصة التطور والنمو بإنفاق مئات الملايير من الدولارات خلال العشريتين الفارطتين دون تحقيق آمال الشعب و تحقيق الوثبة الاجتماعية والاقتصادي المرجوة، على الرغم من توفر الثروات والاعتمادات المالية الكافية حينها.
وأضاف الوزير، إلى أن البلاد في طريق البناء، والمطلوب في الوقت الراهن، لتحقيق هذا المسعى، هو التفطن لما يدور من حولنا، والعمل الجاد البعيد عن التظاهر واللغو والخطابات التي لن تقدم شيئا، مشيرا إلى وضع استراتيجية ونظرة مستقبلية للبناء، داعيا إلى تجنب الانسياق وراء خطابات ودعوات تثبيط العزائم، وتحكيم العقل و الضمير، لبناء الدولة و إعطاء الجزائر مكانتها الحقيقية بين الدول، من خلال مسايرة جهود الإصلاح، والوفاء لهذا البلد، وتغليب المصلحة العامة على المصالح الهامشية والفئوية، منبها إلى وجود محاولات لزعزعة الاستقرار، مضيفا بالقول «هناك من لا يسعدهم توافقنا، يبثون حروب وصراعات الهوية، لزرع الشكوك وسط المجتمعات في أصولها وهويتها و جعلها تدور حول هذه الحلقة».
و أكد الوزير، على أن البلاد فوتت فرصة البحبوحة المالية، و تعرف حاليا انكماشا في المداخيل و تراجعا في الإمكانيات المالية، ما يحتم تغيير التوجهات والبحث عن بدائل، والصدق في أداء المهام  والإرادة لرفع تحدي الخروج من التبعية لقطاع المحروقات والتوجه إلى الاقتصاد الأخضر، والانتقال الطاقوي والطاقات المتجددة، مشيرا إلى أن مطلب الإصلاح والتنمية يحتاج لتظافر جهود جميع القطاعات والدوائر الوزارية والمجتمع.                    ع/ بوعبدالله

الرجوع إلى الأعلى