•الوكالة الفضائية تقوم حاليا بمسح لتقييم الخسائر التي خلّفتها الحرائق
أكدت رئيسة خلية الاتصال بالمديرية العامة للغابات، صليحة فرطاس، وجود إرادة سياسية حقيقية لحماية الغطاء النباتي والحفاظ على الغابات ووقف جرائم الحرائق التي تمسها، وقالت أن الوكالة الفضائية الجزائرية تقوم في الوقت الحالي بمسح جوي لإحصاء الخسائر التي تكبدها قطاع الغابات بفعل الحرائق التي اندلعت في شهر نوفمبر الجاري.
 وأوضحت المتحدثة في اتصال "بالنصر" أمس أن حرائق يومي 6 و7 من الشهر الجاري تسببت في حصيلة أولية في إتلاف 1200  هكتار من الغابات،  منها 450 هكتارا من الأشجار و الباقي أحراش وغيرها، موضحة أن الوكالة الفضائية الجزائرية تقوم في الوقت الحالي عبر الأقمار الصناعية بعملية مسح لتقييم الخسائر التي لحقت بالقطاع، وبعد ذلك يخرج أعوان الغابات إلى الميدان للتأكد من هذه النتائج وإجراء المقارنات.
واعتبرت المتحدثة حملة التشجير التي اشرف على انطلاقتها قبل يومين الوزير الأول، عبد العزيز جراد، رفقة عدد من أعضاء الحكمة والتي جرت في 48 ولاية ردا سلميا على سلسلة الحرائق الإجرامية المتعمدة التي مست الغابات في عدد من الولايات  خلال هذا الشهر، وهي استكمال للمرحلة الثانية من جملة التشجير الوطنية التي أطلقها قطاع الغابات بالتنسيق مع قطاعات أخرى الموسم الماضي والتي كللت بغرس 11 مليون و 500 ألف شجرة.
 و  أضافت أن هذه المرحلة توقفت بسبب تفشي وباء كوفيد 19 إذ أن وكما هو معلوم فإن الحملة تنطلق في أكتوبر وتختتم في شهر مارس من كل سنة.
  وفي تعليقها على عدد المتهمين بحرق الغابات الذين قبضت عليهم مصالح الأمن المختصة هذه المرة مقارنة بما كان يجري في السنوات الماضية، أشادت السيد فرطاس "بالإرادة السياسية الحقيقية المتوفرة هذه المرة من اجل وقف جرائم حرق الغابات والحفاظ على الغطاء النباتي"موضحة بأن مصالح الغابات التي تملك اليوم صفة الضبطية القضائية كانت تقدم متورطين في الحرائق في كل موسم لكن ليس بالعدد الذي ظهر هذه المرة، فهي تحرر محاضر ضد المتهمين الذين تقبض عليهم متلبسين وترسلها للجهات المعنية، بعضها يؤدي إلى نتائج والبعض الآخر لا يكمل مساره.
وتحدثت رئيسة خلية الإعلام بالمديرية العامة للغابات عن ثلاثة شروط يجب توفرها لإنجاح عمليات التشجير والحفاظ على الغابات والغطاء النباتي الوطني، أولها الإرادة السياسية- وهي متوفرة اليوم، وثانيها أن التشجير لابد أن يصبح مهمة كل القطاعات وليس قطاع الغابات وحده، بمعنى زرع ثقافة التشجير في كل الأوساط، وثالث هذه الشروط الحس المدني الذي لابد أن يتوفر لدى كل مواطن من  حيث الحرص على  الغابات و حمايتها و التعود على ثقافة التبليغ عن كل ما يمس الغابات، وتوفر كل هذه الشروط مجتمعة يخلق عملا تشاركيا كبيرا يمكن من الحفاظ على غطائنا النباتي.
 كما اعتبرت أن التشجير وتوسيع الغابات عملية جد هامة للحفاظ على الغابات، فضلا عن القيام بالدراسات الميدانية المتعددة لحماية الغابة، وبهذا الخصوص أوضحت محدثتنا بأن قطاع الغابات ليست لديه الوسائل المادية والبشرية الكافية للقيام بكل هذه المهام لوحده، وهو الذي يتوفر  حاليا على حوالي 7 آلاف عامل وموظف من كل الأصناف و 160 سيارة خاصة مقسمة على 20 رتلا متنقلا، يقوم بالأساس بمهام التدخل الأولى عندما تكون الحرائق صغيرة وفي بدايتها، أما عندما تكبر فإن المهمة تتحول إلى مصالح الحماية المدنية التي تتوفر على وسائل ثقيلة وكبيرة.
و تبلغ مساحة الغطاء النباتي الوطني حاليا 4.1 مليون هكتار، بعدما كانت قبل حرب التحرير 5 ملايين هكتار، ثم تقلصت بعد الاستقلال إلى 3 ملايين هكتار فقط، ومع عمليات التشجير الكبرى التي قامت بها الدولة منذ ذلك الوقت وصلت اليوم إلى 4.1 مليون هكتار، وهناك برنامج وطني لغرس 43 مليون شجرة من المفترض أن يستكمل هذا الموسم.
 نشير فقط أن المصالح المختصة ضربت بقوة هذه المرة و قد قبضت في ظرف أيام قليلة على العشرات من المتورطين في الحرائق خاصة بولايتي  تيبازة  و الشلف، و أودعوا  رهن الحبس في انتظار محاكمتهم.
 إلياس -ب

الرجوع إلى الأعلى