* الدكتور محمد حميدوش: انتعاش أسعار النفط مرتبط بالانفتاح وتعافي الاقتصاد العالمي
اتفقت الدول الأعضاء في منظمة» أوبك» وشركاؤها ، أول أمس، على الحد من زيادة إنتاجهم النفطي بمقدار 500 ألف برميل في اليوم بداية من جانفي 2021 ، وقد قفزت الأسعار عقب هذا الاتفاق، في وقت يتوقع مراقبون ومحللون، تعافي أسعار البترول في العام المقبل، سيما في حالة  خروج الاقتصاد من حالة الركود وعودة مختلف النشاطات  المستهلكة للطاقة، وأوضح الخبير الاقتصادي الدكتور محمد حميدوش، أن انتعاش أسعار النفط مرتبط بالسياسات المنتهجة ، فيما يخص مواجهة جائحة كورونا على الصعيد العالمي.
توصلت  منظمة «أوبك»  وحلفاؤها، أول أمس، إلى  قرار  بتحديد الزيادة في الإنتاج بـ   500ألف برميل يوميا، مقابل ما يقارب 2 مليون برميل في اليوم المخطط له في البداية  وجاء الإعلان عن هذا القرار ، في ختام الاجتماع الوزاري الثاني عشر المغلق لمنظمة «أوبك» وحلفائها المعروفة بمجموعة» أوبك+»، والذي ضم الدول الموقعة على بيان التعاون، المنعقد الخميس، عبر تقنية الفيديو.
وجاء في البيان النهائي لمنظمة «أوبك» أنه «وفي ضوء الأساسيات الحالية لسوق النفط والتوقعات لعام 2021، اتفق المشاركون في الاجتماع على تجديد الالتزام الحالي بموجب القرار الذي نص عليه بيان التعاون، الصادر في 12 أفريل 2020،  والمعدل في جوان وسبتمبر 2020، لاسترداد 2 مليون برميل يوميا في السوق،  مراعاة لظروف السوق»، كما قررت الدول الموقعة على بيان التعاون، تعديل الإنتاج طوعا، بداية من جانفي 2021، بمقدار 0.5 ملايين برميل في اليوم، من 7.7 ملايين برميل في اليوم إلى 7.2  ملايين برميل».
وتم الاتفاق أيضا على عقد اجتماعات شهرية، بداية من جانفي 2021، لتقييم ظروف السوق واتخاذ قرار بشأن تعديلات الإنتاج الإضافية للشهر الموالي.
وجدد الاجتماع كذلك الالتزام المستمر للدول المنتجة المشاركة في بيان التعاون لتحقيق استقرار السوق والمنفعة المتبادلة بين الدول المنتجة وإمداد فعال واقتصادي وآمن لفائدة المستهلكين وفائدة عادلة من رأس المال المستثمر، كما تم التذكير بالقرار الذي اتخذته جميع الدول المشاركة في بيان التعاون خلال الاجتماعات الاستثنائية لشهر أفريل 2020 القاضي بتعديل الإنتاج الإجمالي للنفط الخام وكذا القرارات التي اتخذت بالإجماع في اجتماعات السادس من جوان  2020 .
عطار : زيادة الإنتاج بـ 500 ألف برميل بداية من جانفي  قرار يرضي جميع المشاركين
و من جانبه ، أكد وزير الطاقة، الرئيس الحالي لمؤتمر أوبك، عبد المجيد عطار، أن قرار دول أوبك + القاضي بتحديد سقف زيادة إنتاجها من النفط ب 500 ألف برميل في اليوم اعتبارا من جانفي 2021 بدلا من مليوني برميل المقررة مبدئيا ، هو قرار يرضي جميع المشاركين في إعلان التعاون  و أوضح عطار في تصريح للتلفزيون العمومي، عقب اختتام أشغال الاجتماع الوزاري الثاني عشر لمنظمة أوبك وشركاؤها ، « بعد مفاوضات عديدة ، اقترحت كل من الجزائر و الكويت و أذربيجان زيادة إنتاج النفط لدول أوبك + ب 500 ألف برميل في اليوم اعتبارا من جانفي المقبل بدلا من المرور مباشرة إلى الزيادة المقررة في اتفاق أفريل الفارط و المقدرة ب 2مليون برميل في اليوم ، و هو اقتراح يرضي كل الدول المشاركة في إعلان التعاون «، مضيفا أنه تقرر أيضا عقد سلسلة من الاجتماعات كل شهر بداية من فبراير المقبل ثم مارس و أفريل لمتابعة أوضاع سوق النفط و الوصول تدريجيا إلى تطبيق زيادة الإنتاج ب 2 مليون برميل. تجدر الإشارة إلى أنه بالقرار المتخذ في اجتماع أوبك + ، فإن تخفيض الإنتاج ينتقل من 7.7 ملايين برميل في اليوم المطبق حاليا إلى 7.2  ملايين برميل في اليوم.
و قد صعدت أسعار النفط عقب الاتفاق حيث ارتفع خام القياس العالمي برنت بما يعادل2.1 % ليصل إلى 49.75 دولارا للبرميل  صبيحة أمس الجمعة، بعد أن ربح نحو 1% ، الخميس، كما صعد خام غرب تكساس الوسيط بما يعادل 1.8% ليبلغ 46.48 دولارا للبرميل.
ويتوقع خبراء ومحللون ، ارتفاع الأسعار في العام المقبل، سيما في حالة تعافي الاقتصاد العالمي،  وعودة مختلف النشاطات المستهلكة للطاقة وفي هذا الإطار، أوضح الخبير الاقتصادي،  الدكتور محمد حميدوش ، في تصريح للنصر، أمس، أن  اتفاق أوبك +، سيكون له أثر إيجابي على أسعار النفط ، ولكنه لا يؤثر بشكل كبير على الأسواق، مضيفا أن الأسعار بعد شهر فيفري المقبل، تبقى مرتبطة بالسياسات المنتهجة من قبل الحكومات على الصعيد العالمي، فيما يخص مواجهة جائحة كورونا،  موضحا أنه في حالة وجود بوادر للانفراج والخروج من الانغلاق وتكيف المجتمعات مع الوباء على أنه واقع،  فإن أسعار البترول ستتجاوز سقف 60 دولارا للبرميل ومن المرجح أن تصل إلى معدل 90 دولارا للبرميل و توقع  في هذا الصدد، أن تتراوح الأسعار، خلال شهري جويلية و أوت  2021 ،  بين 60 إلى 70  دولارا للبرميل.
 وأضاف أن استئناف حركة الطيران وعودة النشاط إلى الوتيرة السابقة قبل الوباء سيؤدي ذلك إلى صعود أسعار النفط، كون أن النقل الجوي من أكثر القطاعات طلبا على البترول.
 ويرى الخبير الاقتصادي، أن السعر العادل بالنسبة للجزائر  والذي يحقق التوازن في الموازنة هو 72 دولارا للبرميل.
 ومن جانبه، قال بنك غولدمان ساكس إن «أوبك+، تزيل عقبة الخروج من تخفيضاتها الحالية بطريقة منسقة.. مما يعزز قناعتنا بارتفاع ثابت ومستدام لأسعار النفط خلال 2021».
مراد - ح

الرجوع إلى الأعلى