توقع الخبير الاقتصادي فريد بن يحيى انتعاش عدد من القطاعات الاستراتيجية بعد إطلاق حملة التلقيح ضد فيروس كورونا، وتتمثل في النقل والصحة والتجارة والسياحة، قال المصدر إنها ستعرف حركية مع العودة التدريجية إلى الحياة الطبيعية، مما سيكون له تداعيات إيجابية على الجانب الاجتماعي وعلى مستوى معيشة الأفراد.
أفاد الخبير الاقتصادي فريد بن يحيى «للنصر» بأن حملة التلقيح ضد فيروس كوفيد 19 ستكون لها تداعيات إيجابية على عدد من القطاعات الاقتصادية الحيوية، في مقدمتها قطاع النقل الذي ينتظر أن يستعيد حريته عبر استئناف الملاحة الجوية والنقل البحري للبضائع والمسافرين، إلى جانب توسيع نشاط النقل عبر القطارات، مؤكدا بأن النقل يعتبر العمود الفقري للاقتصاد.
ويتوقع المتحدث أيضا أن ينتعش القطاع التجاري بعد أن عرف تراجعا منذ بدء الجائحة، إذ ينتظر أن تتضاعف عمليات التصدير والاستيراد التي تقلصت بشكل محسوس جراء الأزمة الاقتصادية التي مست مختلف القطاعات، كما سيكون قطاع السياحة معنيا بالحركية المتوقعة، بعد أن عاش أصعب المراحل بسبب فيروس كورونا الذي فرض على السلطات العمومية غلق كافة المرافق السياحية لمنع انتشار العدوى.
 وبحسب الخبير الاقتصادي فريد بن يحيى فإن إجراءات الحجر الصحي التي تم اتخاذها للوقاية من الفيروس، قيدت بعض الحريات وأثرت على الجانب النفسي للأفراد، لذلك فإن التحسن المنتظر للوضعية الوبائية ستدفع بالكثيرين إلى البحث عن متنفس لهم، والتوجه إلى الشركات السياحية للظفر برحلات وجولات نحو وجهات مختلفة، وبحسب المصدر فإن شركات السياحة أصبحت مجبرة على تحسين خدماتها للتكيف مع المراحل القادمة، واستغلال الفرصة لتحقيق الاقلاع الاقتصادي.
كما يتوقع الخبير الاقتصادي أن يشهد القطاع الصحي قفزة نوعية بعد التجربة التي مر بها خلال الجائحة، من خلال تشييد مرافق جديدة بمعايير عالمية لمواجهة أزمات محتملة، وإنجاز مخابر متطورة قادرة على إنتاج الأمصال والأدوية، تحقيق هذا الهدف يتطلب حسبه اعتماد الطرق العصرية في تسيير القطاع، والتنسيق ما بين التعاضديات لتوسع التغطية الاجتماعية لمختلف الفئات المجتمعية.
ويعتقد المصدر بأن التسارع نحو إنتاج لقاحات ذات فعالية من قبل المخابر وتوزيعها على نطاق واسع سيعيد للاقتصاد عافيته بصفة تدريجية، بالموازاة مع تحسن الوضعية الوبائية وارتفاع عدد الأفراد الذين ستشملهم حملة التلقيح، وفي انتظار ذلك يقترح الخبير الاقتصادي استغلال هذا الظرف للقيام بالدراسات الخاصة بالمشاريع المستقبلية التي يراد تنفيذها، لضبط تكاليفها وضمان نجاعتها، وتفادي الأخطاء السابقة حيث كانت المشاريع تقدر ميزانيتها بصفة غير دقيقة، بل كانت عديد الدراسات تبنى على  تقديرات فقط، على غرار مشروع الطريق السيار قفزت مصاريفه إلى ثلاثة أضعاف.
ويرى الاستاذ فريد بن يحيى بأن الظرف الحالي جد مناسب لتحقيق انطلاقة قوية، عبر التخطيط للسنوات القادمة، مقترحا أن تشمل الدراسات قطاع الصناعات الصيدلانية لإعطائه دفعا قويا، وإقحامه في مسار التنمية الاقتصادية، عبر إعادة تأهيل المؤسسات التابعة للقطاعين الخاص والعام، وتشجيع الإنتاج الصيدلاني لتحقيق الاكتفاء الذاتي، ومواجهة الظروف الطارئة كالأوبئة.
ويؤكد المصدر بأن قطاع الصحة سيكون له دور محوريا في المراحل القادمة، بعد أن بينت تجربة كوفيد 19 مكانته الاستراتيجية، فقد ظل في مقدمة الجبهات التي تجندت لمجابهة الجائحة والحفاظ على صحة وحياة الأفراد، رغم صعوبة الظروف خاصة خلال بداية انتشار الفيروس، وهو يرى أيضا بأن  انضباط المواطنين وحرصهم على تلقي اللقاح على مستوى الوحدات الصحية المختصة، يعد مؤشرا إيجابيا للخروج من الوضعية الوبائية، لكن يبقى على المخابر المختصة تكثيف البحوث والدراسات لتطوير اللقاحات المتوفرة والتأكد من درجة فعاليتها.
لطيفة بلحاج

الرجوع إلى الأعلى