قال مستشار رئيس الجمهورية المكلف بالجمعيات الدينية والزوايا عيسى بلخضر، أمس الأحد من وهران، إنه من معاني البركة أن يكون حراك الجزائريين علميا وبحثيا وتنويريا، و حراكا يبحث في الأنا والآخر وفي القواسم المشتركة بين أفراد المجتمع ويربط الأواصر التي ربطها الآباء والأجداد المؤسسون للدولة الجزائرية عبر القرون.
وأكد مستشار رئيس الجمهورية عيسى بلخضر خلال كلمته التي ألقاها في الندوة النقاشية الموسومة «وهران: مدينة المعرفة والتعايش» بمناسبة إحياء الذكرى 229 لتحرير المدينة من الاحتلال الإسباني، أن وصف رئيس الجمهورية للحراك بأنه مبارك على أساس أن يحمل رسالة الوعي سواء في التنمية، التنوير وبذل الجهد والتعاون والتكافل، ولا يكون مطلبيا فقط، فالأسلاف، يضيف، قدموا للوطن كل ما يملكون فداء للجزائر.
وأشار المتحدث أن «جزائر 2021 هي الانطلاقة الجديدة برأسمال لا ينضب وهو الإنسان الواعي بذاته الكفيل بجلب كل الثروات وتحقيق الرخاء الاقتصادي والتطور التجاري، وهو الإنسان من سلالة الذين حرروا الوطن عبر القرون، وهو اليوم يقود حراكا لبناء الوطن ولا يتجاهل عدو الأمس ولا عدو اليوم»، مؤكدا أن الجزائر محروسة ومحمية بدماء الشهداء وبحمل الطلبة اليوم مشعل العلم والبحث وليس مشعل الاحتجاج وطرح المطالب فقط، فالمطالب، كما قال، «هي جزء من حقوق المجتمع المدني، ولكن بناء الوطن يكون بالعطاء والتطوع والعقول المشعة بالعلم، والوعي وحده هو من سيحرك الجزائر الجديدة بكامل قواها في كل المجالات».
وأبرز عيسى بلخضر أن «إحياء مناسبة من الذاكرة شيء جميل ولكن الأجمل هو أن يكون إحياؤها من طرف أهل الذكر وتنوير الفكر، في الوقت الذي يريد فيه الأعداء تفرقة صفوف الجزائريين والفصل بين أهل الذكر وأهل الفكر»، مبرزا أن رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون يقدر كثيرا جهد النخبة التي تشعر بأنها معنية بحماية الذاكرة وإبراز معالمها وتعميق البحوث فيها.
وأكد في ذات السياق، أن إحياء ذكرى تحرير وهران من الاحتلال الإسباني، هي محطة لتجديد الوعي بالميراث التاريخي الذي يعكس مدى إخلاص أبناء الوطن عبر القرون في حماية الجزائر، والوعي بالقيم التي ارتبطت بالدين والتضامن المجتمعي والتكافل وقادت إلى التحرر من قيود المستعمر الذي لايزال، يضيف ذات المتحدث، يترصدنا من وراء البحر ومن وراء الصحراء، في وقت لم تعد فيه حماية الحدود تتم بالحواجز الأمنية فقط ولكن مجالات فضائية أيضا وأصبحت الأسلحة عابرة للأثير.
للتذكير، فقد أحيت وهران أمس مناسبتين تاريخيتين، كانتا عبرة للوحدة الوطنية والتضحية من أجل الوطن، حيث ترحم صباح أمس رئيس المجلس الإسلامي الأعلى ومستشار رئيس الجمهورية المكلف بالجمعيات الدينية والزوايا والسلطات المحلية، على ضحايا تفجيرات الطحطاحة بوسط المدينة، وهو المكان الذي شهد مقتل عشرات المواطنين الأبرياء الذين كانوا يقتنون لوازمهم سويعات قبل آذان المغرب من شهر رمضان سنة 1962 مباشرة بعد إقرار وقف إطلاق النار في مارس من ذات السنة.
كما شارك الوفد في إحياء الذكرى 229 لتحرير وهران من الاحتلال الإسباني سنة 1792، وهذا بحضور ندوة نقاشية بمركز البحث في الأنثروبولوجيا الاجتماعية والثقافية «كراسك».
بن ودان خيرة

الرجوع إلى الأعلى