دعا أئمة و مشايخ في ملتقى حول « دور المشايخ و الأئمة في الحفاظ على اللحمة الوطنية»، بجامعة الأمير عبد القادر للعلوم الإسلامية بقسنطينة، إلى توجيه الخطاب الديني نحو تهذيب السلوك و إثراء القيم للحفاظ على الهوية الوطنية و المرجعية الدينية، ضد الأفكار الدخيلة على مجتمعنا، و الحرص على تطبيق المبادئ التي جاء بها الدستور ، المتعلقة بحماية الهوية الوطنية، مؤكدين أن الأئمة مطالبون بالسهر على التكيف مع مختلف الرهانات التي يحتاج  فيها الوطن لأبنائه، و استغلال المناسبات في تصحيح الأفكار الخاطئة، و ذلك لنشر الوعي و ترسيخ الفهم الصحيح للوطن في مجتمعنا.
الملتقى الذي نظمه أمس الأول المجلس الشعبي الولائي، افتتحه والي ولاية قسنطينة أحمد ساسي، بمداخلة أكد من خلالها على الدور الهام للأئمة للحفاظ على اللحمة الوطنية، خاصة أمام الرهانات التي تستدعي من الجميع بذل ما عليهم من إسهامات للرقي بحس المواطنة و توجيه الطاقات نحو مستقبل أفضل، و حث  على ضرورة استغلال الصلة الوثيقة التي تربط المواطن بالمؤسسات الدينية و المشايخ و الأئمة لتعزيز اللحمة الوطنية .
المسؤول الأول عن الولاية،  أكد أن الأئمة مطالبون بالسهر على التكيف مع مختلف الرهانات التي يحتاج  فيها الوطن لأبنائه، و دعاهم إلى توجيه الخطاب الديني نحو تهذيب السلوك و إثراء القيم كقيم المواطنة و حس المسؤولية و الأمانة و الإخلاص و إتقان العمل، و كذلك قيم التعايش و التسامح و الروح الوطنية المستوحاة من تعاليم ديننا الحنيف، بما يخدم مصلحة الوطن، و ذلك للحفاظ على هويتنا و لحمتنا الوطنية، مشددا بأن للأئمة و المشايخ دور كبير في هذا الإطار، نظرا للعلاقة المتميزة التي تجمعهم بمختلف مكونات المجتمع، و دعاهم إلى ترسيخ فكرة المواطنة من خلال خطبهم.
من جهته شدد رئيس المجلس الإسلامي الأعلى أبو عبد الله غلام الله،  على ضرورة استغلال الأئمة و المشايخ للقوة الوطنية الجزائرية الممتدة من التاريخ، و الراسية في أعماق الحق و الدين وعلى قواعد الإسلام و مذاهبه، لتعزز اللحمة الوطنية، معتبرا هذه القوة ليست مطلقة، لأن لها كما قال أعداء و منافسون ، لا يزالون بأفكارهم و ثقافتهم يكيدون و يسيؤون لبلدنا و يسعون لتفكيكه، مشيرا إلى أن هناك بقايا استعمارية خبيثة، تبحث عن نقاط الضعف في أبنائنا و مثقفينا، للإساءة لوحدة أمتنا، و ذلك من خلال أفكار تبثها في عقول شباب تعلم عندها و عاد إلينا بإنكار تاريخنا و وحدتنا و الإساءة إلينا من خلال منابر العلم و الإعلام.
و قدم الأستاذ جمال ناصر ، أمين المجلس العلمي بجامعة الأمير، مداخلة بعنوان « الوطن في مفهوم الأئمة و الدكاترة»، استهلها بالتأكيد بأن أفكارا سلبية تسللت إلى ثقافة المسلمين و أحدثت انفصال بين الدين و الوطن، داعيا إلى ضرورة تعزيز قيم الانتماء لبلدنا، ما سيساهم في تقوية الدفاع عنه.
و حث الأستاذ جمال ناصر على استلهام تاريخ البلاد و تذكير المصلين بذلك، و استغلال المناسبات لتصحيح الأفكار الخاطئة، لنشر الوعي و ترسيخ الفهم الصحيح للوطن في مجتمعنا، خاصة عند شبابنا  الذي يتعرض لمغالطات فكرية كثيرة،  و ذلك لتحصين الجبهة الداخلية و ترسيخ القيم التي تعزز مبدأ الحفاظ على اللحمة الوطنية، بإبراز واجبات الطلبة نحو وطنهم ، و كذا مكانة الشباب، و الحديث عن قضايا عدة تهم المواطن.
من جهته قال الشيخ لقمان حملاوي في مداخلته، بأن من المقاصد العظمى التي جاء بها الإسلام، هي نبذ الفرقة و جمع الكلمة و توحيد الأمة، التي وجب الحث على تناولها في خطابات المشايخ و الأئمة، مع ضرورة التحذير من الطعن في مرجعية الوطن، موضحا بأن الأمة لا تكون رائدة إلا بوحدتها، و عندما كانت الوحدة أعظم الأمور، كان أكبر هدف للمنافقين و أعداء الوطن و الحضارة، هو بث الدسائس و عقيدة الفرقة بين المسلمين و بث عقيدة الطعن في مرجعية الوطن و أساسات الدولة و جعلها لا تاريخ لها.  
فيما دعا الأستاذ فتحي تيطراوي من جامعة المدية، إلى العودة للإرث الثقافي الذي وضعه أجدادنا من خلال مقاربات نسير بها وضعنا الحالي ، مشيرا في سياق متصل، إلى وجود هوة كبيرة بين الجيل الجديد الذي يحمل قيما، ربما تختلف عن القيم القديمة لمشايخنا، لذلك وجب تعزيز أواصر التواصل و التلاحم بين مختلف الأجيال، لإعادة هذا الميراث القوي من خلال تفعيل دور شيوخ الزوايا الذين يملكون في رصيدهم الكثير، مؤكدا بأننا نملك إرثا حضاريا يمكننا من التعامل مع مختلف المتغيرات التي تمكننا من إقرار الأمن و الاستقرار.
و أكد الأستاذ موسى عبد اللاوي في مداخلة حول المواطنة، على ضرورة استغلال المصطلحات الحديثة التي تبرز أهمية المواطنة  في خطابات المشايخ و الأئمة، من خلال تعزيز مبدأ حماية الوطن و  الحفاظ على الممتلكات العامة و الموارد الطبيعية و ضرورة المشاركة في النشاطات التطوعية و الالتزام بالقوانين  .   
أسماء بوقرن

الرجوع إلى الأعلى