بإسدال الستار سهرة الخميس الماضي إلى الجمعة عن فترة الانتقالات الصيفية تحسبا للموسم الكروي 2015/2016، تأكد وفاء أندية الرابطة المحترفة الأولى لهواية «التسوق» في بورصة اللاعبين بمناسبة وغيرها، على اعتبار أن غلق «البورصة» قبل يومين كشف عن إبرام عديد الصفقات ومواصلة جل لاعبينا حركيتهم المفضلة في الاتجاهين العمودي والأفقي، من خلال رصد عدد هائل من التحويلات فاق الرقم 163 انتقال، قبيل ساعات فقط عن منتصف ليلة الخميس.
وبلغة الأرقام يتضح مواصلة مسيري أنديتنا انتهاج سياسة البحث عن اللاعب الجاهز، في محاولة منهم لتشكيل فريق الأحلام وتحقيق النتائج الفورية، تحت ضغط الشارع ومطالب الأنصار التي لا ترحم أصحاب الدخل المحدود، فنجد أن السواد الأعظم من منشطي دوري الأضواء يصطفون في صف واحد، ويدخلون بكل ثقلهم لسوق التحويلات الصيفية، أين تذوب الفوارق المادية، ويزاحم الباحث عن ركوب قارب النجاة والساعي للتتويج بلقب الدوري في عملية اصطياد العصافير النادرة، ضاربين عرض الحائط بميزانية النادي و مداخيله على مدار موسم، عادة ما يبدأ بوعود وردية ورهان على أسماء نجوم كروية، وينتهي باستقالات وفشل في الشق المالي وعجز عن تحقيق الأهداف الرياضية.

«الدياربتي» و»الرابيد»في دوري الأضواء بلوك جديد

فقد كشفت الأرقام ، أن الصاعدين الجديدين دفاع تاجنانت وسريع غليزان خطفا الأضواء من الجميع، من خلال قيامهما بأكبر عدد من التغييرات التي أجراها فريق واحد، على اعتبار أن « الدياربيتي « و»الرابيد» قررا دخول الرابطة المحترفة الأولى ب»لوك» جديد، قوامه 15 لاعبا تم استقدامهم في الميركاتو الصيفي، في الوقت الذي راهن رئيس أمل الأربعاء جمال عماني على ربان جديد متمثل في بلال دزيري الذي يخوض أول تجربة له في عالم التدريب، ومعه 13 عنصرا جديدا في تعداده للموسم المقبل، علما وأن «الزرقة» حافظت بالمناسبة على تقاليدها، حيث استقدمت في ميركاتو الصيف الماضي 18 لاعبا.

تتويج الوفاق و الموب لم يشفع للحفاظ على الاستقرار

ولئن كان «تصرف» دفاع تاجنانت وسريع غليزان وحتى أمل الأربعاء له ما يبرره، على اعتبار أن الدفاع والسريع صاعدان جديدان والأمل نجا من السقوط في الموسم المنقضي، فإن الغريب في الأمر منافسة وفاق سطيف بقوة في البورصة، رغم أنه صاحب الثلاثية التاريخية (رابطة الأبطال الإفريقية - الكأس الإفريقية الممتازة- البطولة الوطنية)، والأغرب أن النسر السطايفي الذي حلق على علو شاهق، تعذر على جميع منافسيه محليا وقاريا مسايرته، عمد إلى إحداث تغييرات جذرية على مستوى التعداد باستقدام ثمانية لاعبين، أعمار سبعة منهم تتراوح ما بين 22 و26 سنة، مقابل تسريح عديد اللاعبين الذين تجاوزوا عتبة 25 سنة، وجميعهم أساسيين فوق رقعة المدرب مضوي. وذات الملاحظة تخص المتألقة مولودية بجاية بحصولها على لقب كأس الجزائر والمركز الثاني في البطولة الوطنية، والتي غيرت بدورها الربان عمراني باستقدام التقني السويسري ألان غيغر وتدعيم الكتيبة من خلال انتداب 13 وافدا جديدا، رغم النتائج المحققة في موسم استثنائي.

صراع أبدي بين مولودية واتحاد العاصمة في استقطاب النجوم

و فيما حافظت مولودية الجزائر على تقليد استقطاب النجوم بأموال ضخمة، فانتدبت هذه الصائفة هداف الدوري وليد درارجة (ورقة تسريحه ملياران و200 مليون سنتيم، وأجرة شهرية 250 مليون) وصانع ألعاب الأهلي المصري الدولي الأثيوبي صلاح  الدين سعيد (أجرة شهرية 20 ألف أورو)، ونجم وفاق سطيف دمو (راتب شهري 180 مليون)، ارتأى الجار اتحاد الجزائر مواصلة هواية اصطياد «النجوم» فاستقدم مهاجم الخضر السابق محمد أمين عودية من الدوري الألماني ( راتب شهري 450 مليون ) والنجم الصاعد حسين بن عيادة وقائد الأولمبيين أسامة درفلو والمدافع مازاري، في رحلة البحث عن مجد ضائع، في الوقت الذي استقطب السنافر الأنظار بصفقة نجم الخضر السابق وصانع العاب نادي لازيو روما مراد مغني، غلق الحمراوة ملف الانتدابات بجلب متوسط ميدان الخضر السابق خالد لموشية.

رواتب خيالية وتسقيف الأجور حبر على ورق

وكما غياب الاستقرار على مستوى تعداد الأندية، وتفاقم ظاهرة الانتقالات في كل الاتجاهات أخذت أجور اللاعبين منحى تصاعدي، وبلغت أرقاما خيالية يصعب على المتتبع للشأن الكروي استيعابها، في ظل الوضع الاقتصادي الصعب الذي تعانيه أنديتنا وتدني مستوى اللاعب المحلي الذي عجز عن فرض ذاته وانتزاع مكانة ولو على دكة بدلاء المنتخب الوطني بقيادة التقني الفرنسي كريستيان غوركوف الذي فتح «الأبواب والنوافذ» أمام المنتوج المحلي ومنحه فرصا لم يكن يحلم بها، وسط تركيبة من نجوم الخضر الناشطين في أكبر النوادي الأوروبية، والأغرب أن رؤساء الأندية المحلية هم من سارعوا إلى دق ناقوس الخطر والمطالبة بتسقيف الأجور وتوحيد الكتل الشهرية، في محاولة لتفادي العجز في منتصف الطريق، وهم أنفسهم من نقضوا العهد ومنحوا الأموال فوق وتحت الطاولة إرضاء لنجوم، لم تتمكن من صنع الأفراح والانتصارات على مدار مواسم وبألوان عديد الفرق، التي لم تحفظ الدرس وتصر على تكرار ذات الأخطاء.  

 
قرباج: الرابطة غير مسؤولة عن «فوضى» الميركاتو

ومن جهته وصف رئيس الرابطة المحترفة محفوظ قرباج سوق الانتقالات في البطولة الوطنية وصمة عار على جبين رؤساء الفرق، معتبرا المبالغ الخيالية التي يتقاضاها اللاعبون لا تتماشى ومستواهم، بدليل غياب المنتوج المحلي عن الخضر. قرباج وفي تصريح سابق لجريدة النصر اعتبر هيئته غير مسؤولة عن حركية اللاعبين، كونها غير مخولة قانونا لمراقبة الصفقات، كون الأندية صارت تسيرها شركات.كما استغرب الأرقام الخيالية، في ظل تقاضي أغلب لاعبي الرابطة الأولى رواتب تفوق 150 مليون، في الوقت الذي وصل الحد الأقصى 450 مليون شهريا، كما أكد بأن الرؤساء مطالبون بمراجعة حساباتهم لأنهم مسؤولون عن تسيير أموال هم بصدد التورط في تبذيرها، إلى درجة أن بطولتنا صارت تستهوي اللاعبين مزدوجي الجنسية ليس بمستواها الفني، ولكن بالأموال التي لا يتحصلون عليها في القارة العجوز.وقال بأن مطلب تسقيف الأجور طرح للنقاش، وأبرم رؤساء النوادي المعنية اتفاقا فيما بينهم، إلا أنهم لم يتمكنوا من تطبيق بنوده، والرابطة لا يمكنها أن تكون طرفا في القضية لأن الأمر يتعلق بشركات والجهات التي تزودها بالمال هي الوحيدة المخول لها المراقبة والتدقيق في الحسابات.     
 نورالدين - ت  
   

الرجوع إلى الأعلى