شرع أئمة المساجد في جمع أموال زكاة الفطر تحسبا لتوزيعها ثلاثة أيام قبل حلول عيد الفطر، آخذين بعين الاعتبار الظرف الاجتماعي الذي يتطلب التآزر والتآخي، بإعداد قوائم المحتاجين على مستوى الحي، ومنح الأولوية لعديمي الدخل والمرضى لا سيما المعاقين.
لم تتأخر معظم المساجد في تحيين قوائم الأسر الهشة والمحتاجة على مستوى الحي المحيط بالمسجد، بالتعاون مع لجان الأحياء والأعيان والناشطين الجمعويين، وتم تسريع العملية التي انطلقت مع بداية شهر رمضان مراعاة للظروف الاجتماعية الصعبة التي تعانيها الفئات الهشة لا سيما في ظل انتشار الجائحة، التي أثرت على الأنشطة الاقتصادية، وتسببت في إحالة الكثير من العمال اليوميين على البطالة.
وتساهم زكاة عيد الفطر سنويا في رفع الغبن عن الأسر المحتاجة، التي تنتظر التفاتة من المحسنين لمواجهة ظروف الحياة، لذلك تجتهد المساجد تحت إشراف الأئمة لجمعها وتوزيعها على مستحقيها من الفقراء والمحتاجين، ويؤكد في هذا السياق الأمين العام للنقابة الوطنية للأئمة وموظفي قطاع الشؤون الدينية جلول حجيمي «للنصر»، بأن المساجد أخذت التجربة فيما يخص جمع الزكاة دون انتظار التعليمة السنوية من وزارة الشؤون الدينية حول كيفية تنظيم العملية وتأطيرها، بفعل خبرة الأئمة في هذا المجال.
وتجمع زكاة الفطر نقدا أو مؤونة أو ما يعرف بزكاة القوت، و يترك الأئمة الاختيار لمخرجي هذه الزكاة، فق المصدر، والمهم هو وصولها في حينها إلى الفقراء والمساكين ممن ينتظرون التفاتة من المجتمع وتضامنا معهم لرفع الغبن عنهم، و يشرع في توزيعها ثلاثة أيام قبل العيد، في جو من التضامن والتآخي، حتى تعم الفرحة الجميع.
وتستعين المساجد بالمتطوعين لإيصال الزكاة التي تكون عبارة عن مؤونة من مواد غذائية وحبوب وغيرها إلى الأسر المحتاجة التابعة للحي الذي يتواجد به المسجد، في حين تصب الأموال في صندوق الزكاة لتوزع بطرق شفافة وبحضور اللجان المسجدية، وذلك في انتظار رقمنة العملية عبر تجسيد مشروع مؤسسة الزكاة التي ستتماشى مع متطلبات العصر، وتحفظ كرامة الفقير، وتضفي الشفافية على آليات توزيعها، عبر إبعاد تدخل اليد البشرية.
وحددت وزارة الشؤون الدينية والأوقاف نصاب زكاة الفطر لهذا العام بـ 120 دج، ما يعادل 2 كلغ من قوت عامة الجزائريين، سيساعد جمعها وتوزيعها على  دعم الجهود التضامنية التي تبذلها جهات عدة، إلى جانب الجمعيات الخيرية خاصة في ظل الظروف الصعبة، لا سيما إذا كانت نقدا، وهو ما يحبذه الكثير من الأئمة، لأن المبالغ المالية يمكن استغلالها في اقتناء ملابس العيد لفائدة الأطفال المحتاجين حتى تعم الفرحة الجميع.  
ولم يقلل المصدر من أهمية زكاة القوت التي توفر الغذاء للفقراء وتسد جوعهم، ذلك أن عديد المتصدقين يفضلون إخراجها في شكل مواد غذائية، خاصة الدقيق، في حين تلجأ الكثير من الأسر إلى تجميع أموال الزكاة وإخراجها دفعة واحدة لفائدة من يحتاجها، وغالبا ما يكونون من الأهل والأقارب أو الجيران.
ويعتقد في هذا الشأن رئيس النقابة الوطنية للأئمة بأن رقمنة العملية على غرار ما هو معمول به في عديد البلدان الإسلامية سيجعلها أسهل وأسرع، وأكثر تنظيما، لا سيما وأن الكثير من الأسر الفقيرة تخجل من أن تقصد المسجد لطلب نصيبها من الزكاة، في حين نجد عائلات أخرى تصطف في طوابير طويلة قبيل حلول العيد للحصول على هذه الأموال، في حين أن الظروف الاجتماعية لأغلبها تكون مستقرة، مقارنة بمن يعانون الحرمان والفقر. 
  لطيفة بلحاج 

الرجوع إلى الأعلى