أكد خبراء ومحللون ، أمس، أن الدبلوماسية الجزائرية تعيش مرحلة مهمة من الفعالية والنشاطات والتحرك على كافة الأصعدة، ويرون أن الفترة القادمة ستشهد المزيد من كثافة الحضور الدبلوماسي،  سواء على مستوى المنظمات الدولية أو على مستوى القارة الافريقية أو العالم العربي ،  واعتبروا أن الجزائر تسير نحو اعتماد دبلوماسية متعددة
 الأبعاد أمنيا واقتصاديا وسياسيا.
وأكد المحلل السياسي الدكتور لزهر ماروك في تصريح للنصر ، أمس، أن الدبلوماسية الجزائرية تشهد ديناميكية مستمرة وحضورا قويا على كافة المستويات، وهذا يرجع بالأساس إلى أن الجزائر بلد محوري ومهم في المنطقة ويلعب دورا إقليميا يتماشى مع مصالحه ومع تطلعات شعوب المنطقة العربية والقارة الإفريقية .
وأضاف في السياق ذاته، أن الدبلوماسية الجزائرية تعيش مرحلة مهمة من الفعالية والنشاطات والتحرك على كافة الأصعدة، من أجل تكريس السلم والأمن في العالم وتكريس الشرعية الدولية .
وفي هذا الإطار ، أوضح  المحلل السياسي، أن  الدائرة العربية، تعتبر من أهم الدوائر للسياسة الخارجية الجزائرية، حيث كانت الجزائر حاضرة بقوة ، منذ اندلاع العدوان الإسرائيلي الهمجي على الشعب الفلسطيني.
وأضاف قائلا: أن صوت الجزائر كان  قويا وحاضرا ومؤثرا ووضع المجتمع الدولي أمام مسؤولياته، كما وضع الأمم المتحدة أمام مسؤوليتها، مؤكدا ،  أن موقف الجزائر كان من أهم المواقف في الإدانة الواضحة لما يرتكبه الكيان الصهيوني.
وأشار  إلى الطلب الذي  كانت قد تقدمت به الجزائر إلى جانب النيجر لعقد اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة لمناقشة الوضع في فلسطين ، والمنعقد الخميس الماضي ، مبرزا الدور الكبير الذي قامت به الجزائر لعقد هذا الاجتماع وذلك بعد العجز والشلل في مجلس الأمن الذي تقاعس عن القيام بدوره ، موضحا أن الولايات المتحدة الأمريكية انحازت بقوة إلى جانب الكيان الصهيوني وأربكت دور المجلس والذي خرج بقرار مائع ولم يقم بإدانة العدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني،  لذلك كان لابد من تحرك الجمعية العامة للأمم المتحدة والتي تمثل القوة  في الأمم المتحدة .
وأكد في هذا السياق، أن  الجزائر كانت من بين الدول التي لعبت دورا كبيرا ومهما لدعوة انعقاد الجمعية العامة، ولم تكتف الجزائر بالدعوة  إلى عقد الاجتماع لإدانة العدوان ، وإنما حضر وزير الشؤون الخارجية صبري بوقدوم، مضيفا أن هذه المشاركة تعكس مدى اهتمام الجزائر بضرورة أن يكون حل الصراع  ، يتماشى مع الشرعية الدولية ويتماشى مع ضمان حقوق الشعب الفلسطيني وفي مقدمتها الحق في دولة مستقلة كاملة السيادة كما تنص عليه قرارات الشرعية الدولية. 
ومن جانب آخر، أشار المحلل السياسي،  لتحرك الجزائر على المستوى الافريقي،  وأوضح  في هذا الصدد أن الدائرة الإفريقية أصبحت تحظى الآن بأهمية استراتيجية في نشاط الدبلوماسية الجزائرية ، سواء في الأبعاد الأمنية ، بخصوص الساحل وفي بؤر التوتر في القارة الإفريقية أو على المستوى السياسي وذلك بتكثيف الزيارات وتوحيد الصف الإفريقي والصوت الإفريقي لمواجهة تحديات أزمات القارة وعلى المستوى الاقتصادي مع مشروع المنطقة الإفريقية الحرة وتعميق التعاون الاقتصادي الإفريقي .
كما أشار ، إلى  ترؤس  وزير الشؤون الخارجية، صبري بوقدوم، السبت، اجتماعا وزاريا لمجلس السلم والأمن للاتحاد الإفريقي، والذي تناول الصعوبات التي تواجهها دول القارة لاقتناء اللقاحات المضادة لفيروس كورونا وتداعيات هذا الأمر على الأمن الإنساني في إفريقيا.
و أوضح  أن القارة الافريقية أصبحت وكأنها قارة منسية في الأجندة الدولية، حيث يوجد شبه حصار عليها بخصوص اللقاحات وأضاف أن الجزائر بدعوتها لمجلس السلم والأمن للاتحاد الافريقي للانعقاد وتناول هذه القضية التي باتت لها أبعاد أمنية خطيرة واقتصادية ، قد نجحت في توصيل رسالة إلى كل دول  العالم أن شعوب ودول  القارة الافريقية لن تسمح بعزلها ومحاصرتها ومنع وصول اللقاحات إليها  وسيكون هناك تحرك إفريقي قوي على  مستوى المنظمات الدولية وعلى مستوى العلاقات الثنائية من أجل توفير اللقاحات حسب احتياجات شعوب ودول القارة .
وأكد المحلل السياسي، أنه خلال السنتين الأخيرتين شاهدنا حركة دبلوماسية مكثفة للجزائر على كافة الأصعدة، سواء تعلق الأمر على الصعيد الإفريقي أو العربي ، وعلى مستوى  المنظمات الدولية.
 وأضاف أن الجزائر تسير الآن نحو اعتماد دبلوماسية متعددة الأبعاد أمنيا واقتصاديا وسياسيا،  مشيرا إلى أن كثافة هذا النشاط الدبلوماسي يعود بالدرجة الأولى إلى أن  هناك الكثير من الدول تطلب المساعدة من الجزائر وتطلب تحرك الجزائر،  لأن الجزائر بتاريخها وماضيها الدبلوماسي دولة لديها المصداقية ولديها الفاعلية عند الكثير من الدول في مختلف  القارات، وبالتالي فإن دورها أصبح مطلوبا من كثير من الدول العربية  والإفريقية، خاصة وأن الجزائر دائما وأبدا تسعى لتحقيق الصالح العام  والمصالح العامة لكل الشعوب العربية والإفريقية  .
 وأضاف أننا سنشهد في الفترة القادمة ازدياد كثافة النشاط الدبلوماسي الجزائري والذي هو بالأساس من أجل تحقيق السلم والأمن  والتنمية ، لافتا إلى أن  الجزائر بعيدة كل البعد عن التحالفات الأمنية وعن  زعزعة استقرار الدول أو التدخل في الشؤون لداخلية للدول.
 ومن جانب أخر، أشار إلى أن هناك بعض اللوبيات و الدول التي تسعى إلى عزل الجزائر عن محيطها وإلى عرقلة  دور الجزائر في إفريقيا و العالم العربي والبحر المتوسط ، مؤكدا أن الجزائر تحركت بقوة وكسرت هذا الطوق وأحبطت هذه المخططات التي تريد عزلها .
ومن جانبه ، قال  المحلل السياسي البروفيسور ادريس عطية في تصريح للنصر، أمس،  أن  سياسة الجزائر، تكون قوية وفاعلة، عندما تهتم بالقضايا الكبرى في العلاقات الدولية، لأنه كلما كانت الموضوعات كبيرة كلما أدت الجزائر دورا بارزا وقويا وهذا راجع لعقيدة الدور الجزائري في السياسة الخارجية الذي يهتم بكبريات القضايا في العلاقات الدولية وعلى رأسها قضايا تصفية الاستعمار .
وأضاف أنه على المستوى الافريقي  ، الجزائر تترأس خلال شهر ماي مجلس السلم والأمن للاتحاد الافريقي ناهيك أنها بلد مؤسس للمجلس وناقشت الكثير من القضايا وعلى رأسها  قضايا الساحل الإفريقي وما يحدث في مالي والنيجر وتشاد وأيضا قضية الصحراء الغربية وكذا تخصيص جلسة حول ليبيا .
كما أشار أيضا إلى أن صوت الجزائر تحدث بقوة فيما يخص التعاطي الدولي مع لقاحات كورونا  ، حيث ترافع الجزائر بقوة على حق إفريقيا في هذه اللقاحات من أجل المحافظة على الصحة الإفريقية وحماية الشعوب الافريقية  .
ويرى المحلل السياسي ، أنه في إطار العلاقات جنوب -جنوب، من المتوقع أن نشهد دورا بارزا للجزائر، سواء على الصعيد الإفريقي أو على مستوى آسيا وأمريكا الجنوبية، حيث سنشهد ديناميكية كبيرة جدا للجزائر حول العديد من القضايا ، سواء  القضية الفلسطينية أو غيرها من القضايا ذات الأهمية بالنسبة للجزائر والمتعلقة بحقوق الشعوب المقهورة .
مراد - ح

الرجوع إلى الأعلى