أبرمت وزارة السياحة اتفاقيات مع مؤسسات فندقية عمومية وخاصة سيقضي فيها الجزائريون الذين سيدخلون أرض الوطن بداية من الفاتح جوان الحجر الصحي الإجباري لمدة لا تقل عن خمسة أيام، على أن تتكفل فرق طبية على مستوى المطارات المعنية بإجراء التحاليل الخاصة بفيروس كورونا.
باشرت وزارة السياحة فور صدور قرار السلطات العليا للبلاد بفتح الحدود الجوية لدخول المغتربين، بالتوقيع على اتفاقيات مع مؤسسات فندقية تابعة للقطاعين العام والخاص للتكفل بإيواء الوافدين من الخارج خلال فترة الحجر الصحي الإجبارية التي لن تقل عن 5 أيام بالنسبة لجميع من سيدخلون أرض الوطن عبر المطارات المعنية، وستمتد هذه الفترة إلى 10 أيام في حال تأكد إصابة الشخص بالفيروس.
وتتضمن الاتفاقية المبرمة مع المؤسسات الفندقية وفق مصادر مقربة من وزارة السياحة تحديد شروط إيواء المغتربين، من بينها ضبط الإجراءات الصحية الواجب التقيد بها من قبل إدارة الفنادق المعنية، سيما ما تعلق باحترام التباعد الاجتماعي وتخصيص غرف مهيأة وملائمة، وتقديم وجبات فردية، وتوفير وسائل التعقيم طيلة فترة الحجر الإجبارية.
وتتواجد الفنادق المعنية على مستوى ولايات العاصمة وقسنطينة ووهران، التي ستشرع مطاراتها في استقبال أولى الرحلات بداية من الفاتح جوان القادم، انطلاقا من مطارات فرنسا بمعدل ثلاث رحلات أسبوعيا، ورحلة واحدة بالنسبة  لمطارات إسبانيا وتركيا وتونس، وفق شروط صحية صارمة تم ضبطها بالتنسيق مع اللجنة العلمية لرصد ومتابعة انتشار فيروس كوفيد 19.
وكشف في هذا السياق البروفيسور كمال جنوحات رئيس المخابر المركزية والجمعية الوطنية لعلم المناعة في تصريح خص به «النصر» بأن استقبال المغتربين والتكفل بهم صحيا سيتم من قبل فرق طبية ستشرف على إجراء تحاليل « بي سي ار» للوافدين من الخارج على مستوى مطارات الوصول، أو الفنادق التي ستتكفل بإيوائهم خلال الحجر الصحي، على أن تقع تكاليف الإقامة على عاتق المغتربين.
وبرر المختص في علم المناعة تحديد مدة العزل الصحي الإجبارية ب 5 أيام، حتى إن كانت نتائج التحاليل الطبية سلبية، بطبيعة الفيروس الذي قد يخفي الأعراض فلا تظهر على الشخص المصاب إلا بعد مرور حوالي أسبوع، لذلك تم اشتراط تقديم فحص «بي سي أر» لا تقل مدته عن 36 ساعة قبل الوصول إلى مطارات الجزائر، مع الخضوع إلى نفس التحاليل للمرة الثانية عند دخول أرض الوطن، وفي حال كانت النتائج إيجابية يوضع الشخص في العزل الصحي لمدة 10 أيام.
ووصف البروفيسور كمال جنوحات الوضعية الوبائية بالمستقرة، في انتظار ما ستسفر عنه الاحتفالات بعيد الفطر من مستجدات بسبب عدم احترام البعض للتدابير الوقائية، من خلال تبادل الزيارات العائلية والقفز على الإجراءات الوقائية، غير مستبعد تسجيل ارتفاع نسبي في عدد الإصابات اليومية بسبب التراخي في الأيام القليلة المقبلة.
وبشأن عودة المغتربين، بدد المصدر المخاوف من إمكانية عودة الوباء إلى الانتشار بعد دخول القادمين من الخارج، واحتمال تسجيل سلالات متحورة جديدة، قائلا إن الشروط التي وضعت مقابل السماح بعودة المغتربين جد صارمة، وهي كافية لمحاصرة أي عدوى جديدة. وأضاف المصدر بأن إجبار الوافدين من أرض المهجر على إعادة تحاليل « بي سي أر» للمرة الثانية عند دخول أرض الوطن، سيقضي على حالة القلق التي قد يشعر بها البعض، متوقعا أن يأخذ فيروس كورونا مسار الأنفلونزا الإسبانية التي تلاشت بصفة تدريجية إلى غاية زوالها تماما، وهو ما يعيشه فيروس كورونا حاليا، الذي قد يختفي في حال عدم ظهور سلالات خطيرة، مع نهاية العام الجاري.                        لطيفة بلحاج

الرجوع إلى الأعلى