*  إبرام اتفاقية لتأسيس مجلس أعمال بين البلدين
توجت الزيارة التي قام بها رئيس حكومة الوحدة الليبية، عبد الحميد الدبيبة، إلى الجزائر وانعقاد المنتدى الاقتصادي الجزائري- الليبي بتفعيل واسع وجامع للعلاقات واتفاقيات التعاون الثنائية بين البلدين في جميع المجالات و إبرام اتفاقية تأسيس مجلس للأعمال بين البلدين، والتأكيد على تضامن الجزائر المطلق وغير المحدود مع الشعب الليبي لتجاوز محنته، ودعم السلطات الليبية لإعادة الاستقرار والأمن وتحقيق المصالحة الوطنية في هذا البلد الجار.
وكان رئيس حكومة الوحدة الليبية عبد الرحمان الدبيبة قد حل بالجزائر مساء أول أمس السبت في زيارة دامت يومين رفقة  وفد وزاري هام وكبير، وقد استقبل من طرف الوزير الأول عبد العزيز جراد  وجرت بينهما محادثات ثنائية، وعلى الهامش كانت للوفد الوزاري المرافق للدبيبة لقاءات ثنائية مع نظرائهم الجزائريين.
تفعيـــل انعقـــاد اللّجـــــنة العليا المشتركــــة وتفعيل الاتفاقـــيات الأمنيـــة
وقد استقبل في هذا الإطار وزير الشؤون الخارجية، صبري بوقدوم، أمس بمقر الوزارة نظيرته الليبية السيدة نجلاء المنقوش، وقد جدد بوقدوم في تصريح له بعد ذلك تضامن الجزائر « غير المحدود» مع الشعب الليبي الشقيق لتجاوز محنته، و سعيها لدعم السلطات الليبية في إعادة الاستقرار في البلاد.
وقال بوقادوم في هذا الصدد» تؤكد الجزائر اليوم وقوفها و تضامنها غير المحدود مع الشعب الليبي الشقيق في تجاوز محنته وتسعى لدعم جهود السلطات الليبية حول إعادة الاستقرار السياسي و الأمني و المصالحة الوطنية بتوحيد المؤسسات تمهيدا للاستحقاقات الهامة» المقبلة.
وأضاف أن اللقاء الأخوي المتجدد الذي جمعه بالوزيرة الليبية تناول قضايا متعلقة بالعلاقات الثنائية المتميزة بما يلبي تطلعات الشعبين.
و أفاد أنه تبادل مع السيدة نجلاء المنقوش  «وجهات النظر حول المسائل الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك مع التأكيد على سنة التواصل والتنسيق بيننا «, مسجلا  ب» ارتياح كبير الإرادة المشتركة لإعطاء ديناميكية ودفع قوي لهذه العلاقات والتي تجسدت بالأمس في شقها الاقتصادي و اليوم بشقها السياسي».
كما تناول في هذا اللقاء حسب الوزير «مجموعة من الإجراءات الكفيلة بتذليل العقبات أمام المتعاملين الاقتصاديين من الجانبين وتنمية المبادلات التجارية و الاقتصادية بما في ذلك التسريع في فتح معبر الدبداب/غدامس».
وأشاد  بوقدوم في هذا الصدد «بعلاقات الأخوة و الجوار العريقة القائمة بين الدولتين و التي كرست قيم التفاهم و التضامن في السراء و الضراء كثوابت في علاقاتنا الثنائية», مؤكدا على ثبات هذه القيم ومذكرا بتضامن الشعب الليبي الشقيق مع الجزائر أثناء الثورة التحريرية.
 من جانبها ثمنت وزيرة الشؤون الخارجية الليبية، نجلاء المنقوش، دور الجزائر الثابت» و «عملها الدؤوب للحفاظ على السيادة الليبية»، وقالت عقب لقائها مع وزير الشؤون الخارجية, صبري بوقادوم « نثمن دور الجزائر الثابت و العمل الدؤوب للحفاظ على السيادة الليبية و وحدتها الترابية و صيانة استقلالها و كذا تضامنها اللامحدود من أجل  تحقيق المصالحة الوطنية»، مشيدة بالدور الايجابي» للجزائر  و»مرافقتها للمسار الاممي في إطار نتائج اتفاق جنيف»  الذي « توج بالاتفاق على الانتخابات الرئاسية في 24 ديسمبر 2021 على أسس دستورية» .
واعتبرت أن تعزيز التعاون الثنائي بين البلدين يحتاج إلى مضاعفة الجهود وبذل المزيد من العناية والاهتمام بالبعد التنموي في العلاقات و معاجلة كل العراقيل التي تحول دون تحقيق تعاون اقتصادي وتبادل تجاري فعال.
وأفادت الوزيرة أن الطرفين تطرقا إلى مسألة  «تفعيل انعقاد اللجنة العليا المشتركة و التفكير في عقدها في المستقبل على مستوى وزاري» حيث سيتم من خلالها دراسة « الكثير من الملفات التجارية والأمنية و الصحية ذات الأهمية» وتلك المتعلقة بالهجرة الغير شرعية وسبل التعاون لتامين الحدود و كذا تفعيل الاتفاقيات الأمنية  في المجال من أجل «تقوية أواصر التعاون  الأمني و التعاون القوي».
تفعيـل التعـاون في قطـاعات النقل و الطاقة و العمل والصحة
 على هامش زيارة رئيس حكومة الوحدة الليبية عبد الرحمان دبيبة إلى الجزائر عقدت عدة لقاءات وزارية ثنائية بين أعضاء الحكومة ونظرائهم من ليبيا بحثت سبل تفعيل اتفاقيات التعاون  بين البلدين في جميع القطاعات.
وفي هذا الإطار بحث وزير النقل والأشغال العمومية, كمال ناصري, و نظيره الليبي, محمد سالم الشهوبي, سبل إعادة فتح المعابر الحدودية و استئناف الرحلات الجوية بين طرابلس والجزائر العاصمة وإعادة فتح خط بحري لنقل البضائع والمسافرين.
وأكد الطرفان العمل على تجسيد أعمال إستراتيجية متبادلة لرفع المبادلات التجارية بين البلدين ولمصلحة الشعبين الشقيقين، وأبرز كمال ناصري أهمية ترقية التعاون بين الجانبين في مجال النقل إلى المستوى المطلوب, واستعداد قطاع النقل والأشغال العمومية بالجزائر لنقل تجربته إلى الأشقاء في ليبيا.
وفي مجال النقل الجوي ذكر الوزير بوجود اتفاقيات للنقل بين البلدين تعود لسنة  1970سيتم العمل على إعادة تفعيلها، من خلال تنظيم 4 رحلات أسبوعية على الأقل، و بخصوص المعابر الحدودية, أكد الوزير عمل الجزائر على تنمية المناطق الحدودية لسيما و أن العديد منها صار تابعا رسميا لولايات في إطار التقسيم الإداري الجديد.كما أكد الوزير العمل على «إعادة فتح خط بحري لنقل البضائع , سيما أن البنى التحتية الجزائرية حظيت بتقدم كبير يسمح ببلوغ نقل بحري فعال يخدم الطرفين.بدوره بحث وزير الطاقة و المناجم, محمد عرقاب، و وزير النفط والغاز الليبي، محمد أحمد عون، سبل تعزيز التعاون في قطاع الطاقة بين البلدين سيما في مجالات المحروقات وإنتاج الكهرباء.
وأكد الوزيران خلال اللقاء الثنائي الذي جمعهما على هامش المنتدى الاقتصادي الجزائري-الليبي, على الاستعداد التام للطرفين من أجل تطوير التعاون في قطاع الطاقة، و تبادل التجربة والخبرة، و ذكر عرقاب الذي كان مرفوقا بوفد هام من رؤساء المجمعات والمدراء العامين لكبرى الشركات الوطنية في مجال الطاقة،بأن هذا القطاع في الجزائر يتضمن عدة مشاريع وإنجازات تتيح تعزيز التعاون مع الطرف الليبي .و تحدث الوزير عن مجالات المحروقات وإنتاج الكهرباء والغاز والتوزيع  وصيانة  الشبكات كأهم المجالات المطروحة للتباحث والدراسة.
وأعلن وزير الصحة الليبي، علي مفتاح الزناتي، عن عقد لقاءات بين إطارات وزارة الصحة الجزائرية ونظيرتها الليبية بداية من الأربعاء القادم عبر تقنية التحاضر عن بعد من أجل تحديد «إطار التعاون وتعزيزه وتفعيل الاتفاقيات الثانية» التي أبرمت بين البلدين في قطاع الصحة خلال السنوات السابقة.
وأضاف الوزير الليبي في تصريح للصحافة عقب المحادثات التي جمعته بوزير الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات, عبد الرحمن بن بوزيد أمس أن بلاده «متأكدة من أن يد الجزائر شعبا وحكومة ممدودة إلى الليبيين لضمان خدمات صحية مميزة و تغطية أفضل للشعب الليبي».
و أوضح نفس المسؤول بأن التعاون بين البلدين في قطاع الصحة «سيكون في مجالات عديدة تم الاتفاق عليها» أهمها «التكوين وتبادل الخبرات والوفود الطبية وعلاج الأورام سيما عند الأطفال»، وبعد أن كشف عن «اطلاعه بخبرة الجزائر في علاج الأورام وزراعة النخاع الشوكي»،عبر الوزير الليبي بالمناسبة عن أمله في إقامة مشاريع توأمة بين مستشفيات» البلدين.
بدوره صرح عبد الرحمان بن بوزيد أن التعاون الثنائي في قطاع الصحة بين البلدين «يخص أمورا عديده منها تبادل الخبرات والوفود والتوأمة بين المستشفيات»، مؤكدا بأن التعاون مع ليبيا في قطاع الصحة «سيتواصل خاصة في معالجة الأورام وتبادل الخبرات», مشيرا أن هذا التعاون «واجب والجزائر ملتزمة به».
كما عقد وزير العمل والتشغيل والضمان الاجتماعي، الهاشمي جعبوب، لقاء مماثلا مع نظيره الليبي علي العابد الرضا أبو عزوم وزير العمل والتأهيل، وقال بعد ذلك أن أفاق التعاون بين البلدين «واعدة وهناك فرص لتوجه الجزائريين للعمل في ليبيا» التي «عرضت على الجزائر -كما قال- فرص عمل في قطاعات المحروقات والميكانيك والصناعات الكبرى».
وتحدث أيضا عن الاتفاق على تفعيل التعاون الخاص بمساعدة الأشقاء الليبيين في التكوين والرسكلة بالجزائر.
أما وزير العمل والتأهيل الليبي فقد صرح بأنه تم الاتفاق على تفعيل الاتفاقيات الموقعة بين الجزائر وليبيا سابقا في  قطاع العمل والتشغيل والاستفادة من خبرة الجزائر» في هذا القطاع.كما التقى كلا من وزير الداخلية والجماعات المحلية و التهيئة العمرانية كمال بلجود ووزير المالية أيمن بن عبد الرحمان نظيريهما من ليبيا وتباحثا معا آفاق تعزيز التعاون في مجال اختصاص القطاعين.  وذكر بيان لوزارة المالية أنه تم خلال اللقاء  الاتفاق على ضرورة تحيين  اتفاقية منع الإزدواج الضريبي بين الجزائر و ليبيا و ضرورة الإسراع في فتح المعبر الحدودي الدبداب-غدامس لتسهيل عبور البضائع و كذا فتح وكالة بنكية بالدبداب.
إ-ب

الرجوع إلى الأعلى