جرت، أمس، الانتخابات التشريعية بمعظم مراكز الاقتراع بولاية سطيف، في ظروف عادية جدا، مع تسجيل احترام صارم للإجراءات الصحية الوقائية من انتشار فيروس كورونا.و تميزت العملية الانتخابية بمشاركة متوسطة في العموم من قبل الناخبين و ذلك حسب الأرقام المعلن عنها من قبل المندوبية الولائية للسلطة المستقلة للانتخابات، مع تسجيل حضور قوي للمترشحين في أغلب المراكز للوقوف على سير العملية و الذين وقفوا أيضا على بعض التجاوزات قبل التبيلغ عنها لدى الجهة الوصية.
و عرفت الساعات الأولى من هذه الانتخابات بعاصمة الهضاب العليا، حضورا محتشما من قبل الناخبين،  لترتفع النسبة تباعا  ،   مع تسجيل مشاركة معتبرة في البلديات الجنوبية عكس الشمالية من الولاية، حسب الأرقام الرسمية المعلن عنها من قبل المندوبية الولائية.
و مع توالي ساعات الانتخابات، سجلنا تطورا ملحوظا في أعداد الوافدين إلى مراكز الاقتراع، حيث فضل المئات من المواطنين انخفاض درجات الحرارة في الفترة المسائية، حتى يتسنى لهم الذهاب نحو الصناديق لأداء واجبهم الانتخابي و بلغت النسبة الإجمالية من حيث المشاركة في تمام الساعة الخامسة مساء، نسبة 12 بالمائة وتصل إلى  20.87  بالمائة عند الثامنة مساء.
و ارتفعت نسبة المشاركة أكثر في الفترة المسائية، خاصة في المدن الكبيرة، مثل: سطيف، العلمة، عين ولمان و عين أزال، على عكس ما حدث في الساعات الأولى التي عرفت حضورا محتشما للغاية من قبل الناخبين و اقتصرت المشاركة بنسبة كبيرة على فئة الكهول و الشيوخ.
و سعت الجهة المنظمة لهذه العملية الانتخابية، لتطبيق إجراءات البروتوكول الصحي، الخاصة بالوقاية من انتشار فيروس كورونا، حيث اشترطت على الناخبين ارتداء الكمامات الطبية عند دخول المراكز الانتخابية، مع التشديد على تطبيق التباعد الجسدي عند دخول مكاتب التصويت.
و وفرت المندوبية الولائية عند مداخل المراكز الانتخابية كامل مستلزمات الوقاية من الفيروس، مثل: الكمامات الطبية و وسائل التعقيم.
و لم تجر العملية الانتخابية بـ11 بلدية موزعة على خمس دوائر تقع كلها بشمال الولاية و يتعلق الأمر بالبلديات الآتية: آيت نوال مزادة، بوعنداس، بوسلام، آيت تيزي (دائرة بوعنداس)، بني شبانة، عين لقراج، بني ورثيلان، بني موحلي (دائرة بني ورثيلان)، قنزات (دائرة قنزات)، تالة ايفاسن (دائرة ماوكلان)، بلدية ذراع قبيلة (دائرة حمام قرقور).
وعمدت المندوبية الولائية للسلطة المستقلة للانتخابات إلى غلق المراكز الموجودة بتلك البلديات، خوفا من حدوث أي تجاوزات أمنية مع الرافضين لإجراء الموعد الانتخابي.
و من التجاوزات المسجلة من قبل الأحزاب السياسية أو حتى القوائم الحرة، عدم استلام شارات المراقبين في الساعات الأولى من انطلاق العملية الانتخابية، مع منع بعض المترشحين من دخول مراكز الانتخابات، ما جعلهم يودعون شكاوى على مستوى المندوبية الولائية.
و شهدت أيضا بعض المراكز، مناوشات بين ممثلي مختلف القوائم المترشحة، لكن دون تسجيل أي تجاوزات خطيرة، في ظل الحضور القوي من قبل عناصر الشرطة أمام جميع المراكز الانتخابية.
في حين سجلت بعض القوائم تجاوزات من قبل مؤطري المكاتب، مثلما حصل في مركز «سالم سليم» بحي لعبيدي في مدينة العلمة، حيث اتهم أحد المترشحين نائب رئيس مكتب بمحاولة التأثير على الناخبين و توجيههم نحو اختيار قائمة بعينها دون بقية القوائم الأخرى.
و سارع ممثلو المندوبية الولائية للسلطة المستقلة لتوقيف المؤطر المتهم و تعويضه بمؤطر آخر، مع تحويل الأول من قبل الشرطة إلى مركز الأمن الرئيسي للاستماع له حول التهم الموجهة إليه.
و الملاحظ أيضا في سير العملية، هو الحضور القوي من قبل مراقبي و ملاحظي الأحزاب السياسية و التشكيلات الحرة في الكثير من مكاتب التصويت و ذلك عكس المواعيد الانتخابية الماضية و يعود هذا بالنظر إلى العدد الكبير من القوائم التي ترشحت على مستوى عاصمة الهضاب العليا.
للإشارة، فقد تم تسخير 618 مركز تصويت يضم 2317 مكتبا مقسما بين 1207 مكاتب للرجال و 1073 مكتبا مخصصا للنساء و بلغ عدد المسجلين في القوائم الانتخابية على مستوى ولاية سطيف، مليون و 19 ألفا و 287 ناخبا و ناخبة.
و تنافست 47 قائمة على 15 مقعدا مخصصا لصالح الولاية، من بينها 22 قائمة حزبية و 25 قائمة حرة، بمجموع 846 مترشحا.
و شهدت الساعة الأخيرة من العملية الانتخابية، تقدم ممثلي بعض القوائم بشكاوى حول حدوث شبهات لتزوير النتائج لصالح قوائم بعينها، مثلما حصل في مركز «زيبش لخضر» ببلدية عين ولمان و مركز «هلالي عمر» ببلدية العلمة، ما استدعى تدخلا من ممثلي السلطة المستقلة للانتخابات و المصالح الأمنية، من أجل تدوين محاضر ثم تحويلها للجهات القضائية.
أحمد خليل

الرجوع إلى الأعلى