كشف مندوب المخاطر الكبرى عبد الحميد عفرة «للنصر» أمس عن التحضير لعقد اجتماع سيضم ممثلي عدة قطاعات لإدراج ظاهرة الجفاف ضمن المخاطر ذات الأولوية التي تتطلب اتخاذ تدابير استعجالية، من بينها إعادة النظر في طريقة تجميع المياه لتجديد مخزون السدود.
أعلن عبد الحميد عفرة عن الشروع في الإعداد لعقد اجتماع للجنة القطاعية المكلفة بتنفيذ توصيات الندوة الوطنية حول استراتيجية الوقاية وتسيير المخاطر الكبرى المنعقدة شهر فيفري الماضي، قصد إدراج الجفاف ضمن المخاطر ذات الأولوية التي تتطلب تدابير استعجالية للتحكم في الوضع، والحد من آثار شح تساقط الأمطار على مختلف مناحي الحياة.
وتمخض عن الندوة الوطنية التي شارك فيها مختصون وخبراء وممثلو عدة قطاعات، 130 توصية تم الاتفاق على تنفيذها عبر مراحل، في حين تم تصنيف الفيضانات والزلازل وحرائق الغابات ضمن المخاطر الأكثر تهديدا لأمن وسلامة الأفراد، لذلك تم منحها الأولوية ضمن مخططات العمل التي يتم العمل على إعدادها للحد من الخسائر المترتبة عنها.
ويضيف المصدر بأن تفاقم ظاهرة الجفاف مؤخرا دفع بفوج العمل المنصب يوم 12 ماي الماضي إلى التفكير في عقد اجتماع طارئ نهاية الشهر الجاري، سيخصص لتناول ظاهرة الجفاف، وللحلول التي يمكن أن تخفف من أثارها على مختلف جوانب الحياة، عبر وضع مخطط عمل يتناول مجموعة من المحاور للتخفيف من حدة أزمة شح المياه.
علما أن الفوج المختلط يعكف على إنهاء مشاريع المخططات لمواجهة مخاطر الزلازل والفيضانات والحرائق، سيتم الكشف عنها شهر سبتمبر المقبل، ليتم الانطلاق في وضع المخططات المتعلقة بالمخاطر التي تهدد صحة الإنسان، على غرار الأوبئة، والمخاطر الصناعية والطاقوية.
ويرى المتدخل بأنه من ضمن التدابير الاستعجالية التي ينبغي اتخاذها، إعادة تهيئة الأحواض المائية التي تصب في السدود، ويقصد بها مسار المياه المتدفقة من أعالي الجبال نحو المنخفضات وصولا إلى السدود، مؤكدا بأن كثيرا من الأحواض لا تفي بالغرض المرجو منها، وهو تجديد مخزون الحواجز المائية، مما يتطلب إطلاق دراسات تقنية لمعالجة هذه الإشكالية.
وأعطى البروفيسور عفرة كمثال على ذلك، الأمطار التي تساقطت في بداية شهر ماي الماضي على ولاية المدية، بكميات قدرت ب 95 ملم في ظرف 70 دقيقة، وهي ظاهرة لا تتكرر إلا كل 500 سنة وفق الخبير في المخاطر الكبرى، مضيفا بأن معدل تساقط الأمطار على المنطقة خلال هذا الشهر لا يتجاوز 45 ملم، في حين يقدر المعدل السنوي بـ 450 ملم.
ورغم كميات الأمطار التي شهدتها المنطقة إلا أنها لم تحسن من وضعية سد بني سليمان، يضيف المتدخل، لأن كل المياه المتدفقة من المرتفعات صبت في الجهة الأخرى بعيدا عن المجرى المؤدي إلى السد، لذلك يتم التفكير في إعادة تهيئة الأحواض المتدفقة، أي مسار مياه الأمطار التي تصب من المرتفعات، لتصل إلى مجمعات مائية سيتم استحداثها لهذا الغرض، بدل السدود ذات الطاقة الاستيعابية الكبيرة.
ويعتقد البروفيسور عفرة بأن تنويع الحواجز المائية سيسمح بتجميع كميات هائلة من مياه الأمطار التي لا تصل إلى السدود الموزعة على عدة مناطق، دون الحاجة إلى بناء سدود جديدة، ويذكر بأن هذه الطريقة معمول بها في بلدان مجاورة التي تعتمد أكثر على المجمعات المائية بالنظر إلى فعاليتها وتكلفتها المعقولة مقارنة بالسدود الضخمة.كما أثار مندوب المخاطر الكبرى أيضا إشكالية أخرى تتعلق بالاستهلاك غير العقلاني للمياه، سواء من قبل الخواص أو الصناعيين، فضلا عن الكميات الهامة التي تتسرب سنويا من شبكات التوزيع بسبب قدمها، والمقدرة بـ 40 بالمائة من الكميات المنتجة لتموين حاجات السكان والقطاعات المختلفة، ومراجعة هذه الجوانب من شأنه المساهمة في تحسين الأوضاع، وضمان  التموين المنتظم بهذا المورد الطبيعي.

   لطيفة بلحاج

الرجوع إلى الأعلى