* إمكانية بالبدء في التسويق قبل نهاية السنة
توّصل باحثون من مركز البحث في الميكانيك بولاية قسنطينة، إلى تطوير تقنية تسمح بإطفاء النيران عن طريق التحكم عن بعد باستخدام الذبذبات الصوتية، حيث يجري حاليا العمل على إتمام نموذج نهائي يكون متبوعا بتسويق هذا الابتكار الذي سيطبق لأول مرة في الجزائر، و ذلك قبل نهاية سنة 2021.
و قد بدأ العمل على تطوير هذه التقنية منذ حوالي شهر، مثلما أكد رئيس المركز الدكتور بنية حاج محمد، حيث التقيناه أمس بقاعة التجارب الواقعة داخل المنشأة التي بدأت الاستغلال الفعلي قبل أشهر قليلة داخل جامعة الإخوة منتوري. و قال الدكتور في تصريح للنصر «بعد موجة الحرائق الأخيرة كانت لنا نحن كباحثين ردة فعل في تقديم حلول بالوسائل المتاحة (..) هدفنا مساعدة المواطنين و هو ما يتطابق مع تعليمات الوزارة و مديرية البحث العلمي و التطوير التكنولوجي”.
و اشتغل على المشروع قرابة 10 باحثين شباب بين مهندسين في الميكانيك و الفيزياء و الالكترونيك، حيث استطاعوا تحت إشراف رئيس المركز، و باستعمال مواد غير مكلفة، التوصل إلى نموذج أولي ما يزال قيد التطوير، لجهاز يستخدم الذبذبات الصوتية و الهوائية لإبعاد الأوكسجين و الإنقاص من ضغط الهواء في منبع النيران، حيث نجحت التجارب في المواد القابلة للاشتعال مثل البنزين و الكحول و كذلك الغاز.
و يتألف الجهاز من مكبر صوت للترددات الضعيفة، محفز للذبذبات الصوتية و مضخِّم، إضافة إلى مولد كهرباء، مع العمل مستقبلا على تطوير تطبيق خاص من أجل السماح بالتحكم في الجهاز عن بعد باستعمال الهاتف النقال، مع إمكانية الاستعانة بباحثين آخرين من خارج المركز.
و وقفت النصر على عملية تجريب الجهاز، حيث و بمجرد تشغيل الذبذبات الصوتية  يتم إطفاء النيران في ظرف ثوان قليلة جدا، حيث قال لنا باحثون شاركوا في تطويره، إن من أهم فوائدة، عدم إتلاف الأجهزة أثناء إخماد النيران و بالأخص الأجهزة الإلكترونية و العتاد المكتبي  لذلك سوف يستعمل في الأماكن الحساسة و حتى في المنازل.
و أوضح الدكتور بنية أن تقنية إطفاء النيران باستعمال الذبذبات الصوتية جديدة جدا في العالم و هي مستخدمة حاليا في دول مثل أستراليا و كوريا الجنوبية، غير أنها لم تدخل الجزائر بعد، و قد استطاع الباحثون إعادة ابتكار الجهاز باستعمال مفهوم الهندسة العكسية التي تعتمد على تفكيك الأجهزة و فهم كيفية عملها و تطويرها، حيث ساهم ذلك في الوصول إلى ذبذبات بتردد آخر لم يتم التوصل إليها في بلدان أخرى.
و يمكن استعمال الجهاز لإطفاء الحرائق في المنازل و مقرات الإدارات المختلفة، حيث أنه يمنع إتلاف أغراض كالوثائق أو الإضرار بالشبكات الكهربائية مثلما يحدث في حال استعمال المياه، كما أنها تسمح بالتخلي عن أجهزة الإطفاء التقليدية التي تتطلب صيانة دورية، و يمكن استخدامها بشكل أكبر في إخماد الحرائق الناجمة عن السوائل سريعة الالتهاب و خاصة في الحقول البترولية، بالنظر إلى درجة الفعالية التي تقدمها هذه التقنية.
أما بالنسبة لحرائق الغابات، فإن هذا الجهاز يعمل بالتوازي مع باقي وسائل الإطفاء لكنه يسمح باستخدام كميات أقل من المياه لإخماد النيران، و يمكن أن تتقلص إلى النصف.
و لقي هذا المشروع تشجيعا و إشادة من طرف البروفيسور عبد الحفيظ أوراغ المدير العام للبحث العلمي و التطوير التكنولوجي بوزارة التعليم العالي، و ذلك خلال زيارته للمركز أمس أول و وقوفه على التجارب، مثلما أكد الدكتور بن نية، فيما يسعى الباحثون إلى إتمام النموذج الأولي و تطويره من حيث الخصائص التقنية و الحجم و الشكل، للتوصل إلى «نموذج قريب للتسويق حتى آخر السنة، يكون جميلا من ناحية الشكل و يمكن استعماله في أريحية و أمان”، مثلما يوضح الباحث.
من جهة أخرى، يتواصل على مستوى ورشة التصنيع التابعة لمركز البحث في الميكانيك، التحضير لتصنيع نماذج لمولدات أوكسجين، بالاعتماد على ظاهرة التحليل الكهربائي التي يمكن من خلالها إنتاج الهيدروجين و الأوكسجين، إذ ما تزال التجارب متواصلة عبر نموذج مصغر لدراسة إمكانية إنجاز مولدات بنفس المبدأ و لها القدرة على إنتاج الأوكسجين بكميات أكبر، يبزر الدكتور بوشنيتفة هشام، نائب رئيس المركز.                   ياسمين.ب

الرجوع إلى الأعلى