سيعطي الهلال الأحمر الجزائري قبل نهاية هذا الأسبوع إشارة انطلاق قافلة تضامنية وطنية تستهدف 58 ولاية، تحتوي على كميات هامة من المستلزمات الدراسية ومواد غذائية وأدوية لتدعم الفئات الهشة تزامنا مع الدخول الاجتماعي.
وساهم في الإعداد لهذه القافلة الوطنية تجار ومقاولون تلبية لنداء الهلال الأحمر الجزائري لمؤازرة الفئات الهشة ومساعدتها على التحضير للدخول الاجتماعي، عبر توفير المستلزمات الدراسية لفائدة الأطفال المعوزين، دعما للأسر المحتاجة والعائلات المتضررة من الجائحة.
ومن المنتظر أن تنطلق القافلة التضامنية من مركب 5 جويلية بالعاصمة متجهة إلى 58 ولاية، وبالتحديد إلى البلديات المعزولة والمناطق النائية، وكذا النقاط التي يتجمع بها البدو الرحل، وستخص العملية ما لا يقل عن 6 آلاف أسرة محتاجة، ساهمت الظروف الصحية الاستثنائية في تعميق معاناتها بسبب توقف عديد الأنشطة الاقتصادية التي كان يقتات عليها العمال اليوميين.
وبحسب رئيسة الهلال الأحمر الجزائري سعيدة بن حبيلس فإن هذه المبادرة ستتواصل على مدار السنة ولن تكون ظرفية، لأنها ليست مرتبطة فقط بالدخول الاجتماعي، موضحة «للنصر» بأن غلاء المعيشة وصعوبة الظرف الاجتماعي أضحى يتطلب من الفاعلين وجمعيات المجتمع المدني تنسيق العمل لتجاوز هذه المرحلة الحساسة، عبر مساندة الفئات الهشة دعما للجهود التي تبذلها الدولة في إطار السياسة الاجتماعية.
ويتزامن التحضير لهذه الحملة الوطنية التضامنية مع انطلاق قافلة في غضون هذا الأسبوع باتجاه ولاية تيزي وزو التي عانت من كارثة الحرائق، سيتم من خلالها توزيع 100 طرد غذائي، ونفس العدد من المحافظ بما تحتويه من مستلزمات دراسية، فضلا عن تزويد العيادة متعددة الخدمات بمنطقة «إيفرحونن» بمولد للكهرباء، و10 مكثفات للأوكسجين زائد 10 كراسي متحركة.
وتهدف المبادرات التضامنية إلى الحفاظ على الاستقرار الاجتماعي، من خلال المساعدة على معالجة ومواجهة الآثار الناجمة عن الوضعية الوبائية، التي أنهكت الأسر التي كانت تعيش على الأنشطة الاقتصادية البسيطة، وأدت إلى فقدان الكثير من أرباب الأسر مناصب عملهم.
وتضيف في هذا السياق السيدة بن حبيلس بأن النداءات التي وجهت للخيرين لقيت استجابة واسعة، مما ساعد على جمع المساعدات في ظرف قياسي، مما يؤكد على اللحمة الوطنية و الروح التضامنية التي تميز المجتمع الجزائري، على غرار ما أظهره خلال كارثة الحرائق.
وستحظى المناطق الحدودية ومراكز تواجد البدو الرحل بعناية خاصة من قبل الحملات التضامنية، من خلال تجنيد فرق طبية لإجراء اللقاح المضاد لفيروس كورونا لقاطني هذه المناطق، علما أن الهلال الأحمر قام بتحويل كافة مقراته الولائية والمحلية إلى مراكز للتلقيح ضد كوفيد 19 لاستقبال المعنيين بالحملة، لا سيما من الفئات الهشة.
كما تستعد هذه الهيئة لاستقبال جرعات هامة من اللقاح المضاد لكوفيد 19، سيتم استقدامها من الخارج عن طريق الصليب الأحمر الدولي والهيئة الدولية للهلال الأحمر، على أن يتم تخزينها على مستوى المراكز التابعة لوزارة الصحة، بهدف توسيع حملة التلقيح لتخص كافة الفئات بمن فيها المتواجدة بالمناطق البعيدة، عن طريق الأطباء المتطوعين في صفوف الهلال الأحمر الجزائري.
وينتظر تنظيم مبادرة تضامنية أخرى تحسبا لفصل الشتاء، وستشمل على وجه الخصوص البدو الرحل، عبر تزويدهم بخيم جديدة وذات مواصفات، وكذا الأغطية والأفرشة والمؤونة الغذائية، بفضل ما ستجود به أيادي الخيرين.  
لطيفة بلحاج

الرجوع إلى الأعلى