أكد خبراء بأن دخول الجزائر مرحلة تصنيع اللقاح المضاد لفيروس كورونا بداية من أمس، لتوفير الكميات الكافية من الجرعات لتغطية الاحتياجات وتحقيق المناعة الجماعية، سيساعد على تعميم اللقاح على كافة الفئات العمرية من بينهم الأطفال ما بين 12 و18 سنة، في حال قررت اللجنة العلمية ذلك.
وأوضح في هذا الشأن الدكتور المختص في الصحة العمومية امحمد كواش «للنصر» بأن إنتاج اللقاح محليا من قبل وحدات مجمع صيدال، سيسمح بتوفير الإمكانات والوسائل لتلقيح فئات أخرى من المجتمع، أي المرضعات والحوامل والأطفال من 12 إلى 18 سنة، لرفع مستوى الوقاية من الفيروس على غرار ما لجأت إليه عديد الدول التي تستعد لاستعادة الحياة الطبيعية في غضون بضعة أيام.
ويضيف المتحدث بأن مستوى الأمان والسلامة وكذا الفعالية التي أظهرتها مختلف اللقاحات المنتجة من قبل مخابر عالمية، تحفز وتشجع على تعميم حملة التلقيح على فئات أخرى تم استثناؤها سابقا من قبل المخابر المنتجة، إلى حين التأكد من تأثيراتها الجانبية على هذه الشرائح، فقد اقتصرت التجارب السريرية في البداية على فئة البالغين مع استثناء الحوامل والمرضعات والأطفال.
ويتوقع المختص في الصحة العمومية أن تتجه اللجنة العلمية لرصد انتشار وباء كورونا إلى اتخاذ قرار توسيع حملة التلقيح مستقبلا، بعد أن يتم رفع الكميات المنتجة من قبل الوحدات التابعة لمجمع صيدال من لقاح «كرونا فاك» محلي الصنع، لأن ما عشناه خلال الموجة الثالثة الناجمة عن انتشار المتحور الهندي دالتا، غير العديد من الحسابات بعد أن طالت العدوى فئة الأطفال، وتسببت في مضاعفات صحية للمصابين بأمراض مزمنة.
ويرهن الأخصائيون اتخاذ قرار توسيع حملة التلقيح بهدف بلوغ نسبة مناعة لا تقل عن 80 بالمائة، بإنجاح الحملة الحالية التي تشهد نوعا من العزوف بسبب استقرار الوضع الصحي، والتي تخص فئة البالغين والمرضى المزمنين، بعد أن تم الإقبال عليها بشكل ملفت للانتباه خلال الموجة الثالثة.
ويؤكد بهذا الخصوص الدكتور امحمد كواش بأن فتح الرحلات الجوية، واحتمال الترخيص بأداء العمرة وفق شروط وقائية صارمة، يستلزم توسيع عملية التلقيح لتخص فئات أخرى لم تشملها الحملة بعد، بسبب الإجراءات الصارمة التي تفرضها البلدان المستقبلة للوافدين إليها، من بينها ضرورة حيازة شهادة التلقيح.
وبحسب المتدخل فإن التحذيرات التي أطلقها خبراء في علم الفيروسات، حول احتمال الدخول في موجة رابعة للوباء خلال شهر نوفمبر القادم بفعل السلالات المتحورة، من بينها سلالة «مو» المنتشرة حاليا بأمريكا اللاتينية، والتي ستتزامن مع الزكام الموسمي، تستلزم حسب المصدر، اتخاذ تدابير جديدة لضمان الصحة العامة. وأرجع من جهته نائب رئيس النقابة الجزائرية للصيادلة الخواص مراد شابونية قرار تعميم اللقاح على الفئة العمرية ما بين 12 و18 عاما إلى المعطيات التي تتوفر عليها اللجنة العلمية بشأن اللقاح المصنع محليا، وما إذا كان له تأثيرات جانبية على هذه الشريحة.
ويعتقد المتدخل بأن تحقيق 80 نسبة مناعة يستوجب توسيع عملية التلقيح إلى شرائح أخرى، وذلك في حال ما إذا رأت اللجنة المخولة قانونا ضرورة بلوغ هذه المرحلة، استعدادا للعودة إلى الحياة الطبيعية وتجاوز الوضعية الوبائية التي يعيشها العالم للسنة الثالثة على التوالي تحت إجراءات وقائية خاصة، فرضت عليها رفع درجة التأهب لمواجهة الحالات الطارئة. 
  لطيفة بلحاج                                 

الرجوع إلى الأعلى