دعا رئيس المجلس الوطني لحقوق الإنسان بوزيد لزهاري، أمس، الشباب إلى عدم الانسياق وراء ما تنشره مواقع التواصل بخصوص الهجرة غير الشرعية عبر قوارب الموت، لأن أغلبها تنتهي بطريقة تراجيدية في عرض البحر، في حين يتم إحالة الناجين إلى مراكز الاحتجاز.
وأكد الأستاذ بوزيد لزهاري بأن الهجرة غير الشرعية ليست دائما لأسباب اقتصادية، لأن هناك من يعيش أوضاعا لا بأس بها، من إطارات وأسر، لكنهم قرروا ركوب قوارب الموت، مما يدعو حسبه إلى ضرورة التساؤل عن الخلفيات الحقيقية للظاهرة، في ظل وجود شبكات تجند وسائل معتبرة لجني ثروات كبيرة، من خلال تنظيم رحلات الهجرة غير الشرعية.
وأثنى المتحدث على الجهود التي تبذلها الجهات الأمنية، التي مكنت من إحباط عديد الرحلات نحو الضفة الأخرى، مؤكدا بأن ما يتم نشره عبر مواقع التواصل بخصوص نجاح بعض المحاولات، لا يعني بأن كل الرحلات حققت مبتغاها، وأن الوضع أضحى يتطلب معالجة الظاهرة من جذورها.
وحث الأستاذ لزهاري المجتمع المدني وقطاعي التربية الوطنية والشؤون الدينية على المساهمة في محاربة الهجرة غير الشرعية، من خلال زرع الأمل لدى الشباب، الذين يعتقدون بأنهم سيذهبون إلى الجنة، لكن رحلاتهم تنتهي في الواقع بمراكز الاحتجاز، مقابل دفع مبالغ معتبرة تتراوح ما بين 70 و80 مليون سنتيم، كان بالإمكان استغلالها لإقامة مشاريع مصغرة، بدل استثمارها في الموت.
كما دعا رئيس المجلس الوطني لحقوق الإنسان كافة الجهات التي تعني بفئة الشباب، من مؤسسات الدولة والمجتمع المدني إلى جانب القطاع الاقتصادي الخاص، للعمل على بعث الأمل لدى هذه الشريحة الهامة من المجتمع، وتوعيتها بخطورة الهجرة غير الشرعية، التي تنتهي أغلبها بقصص درامية، وفتح آفاق أمامها.
ويرى المتدخل بأنه كان الأجدر بالشباب الذين ركبوا قوارب الموت، مقابل منح مبالغ لا تقل عن 70 مليون سنتيم للشبكات التي تقف وراء تنظيم رحلات مجهولة العواقب، استغلال تلك الأموال في تحسين أوضاعهم الاجتماعية، بدل منحها لتجار الموت.
وفي اعتقاد الأستاذ لزهاري فإن منصات للتواصل الاجتماعي وبعض الوسائل الإعلامية المعادية للجزائر، زادت في الطين بلة، من خلال ما يشاع عن طريقها من معلومات مغلوطة وغير صحيحة بخصوص الظروف الاجتماعية والاقتصادية للبلاد، ومن ترويج للهجرة غير الشرعية على أنها منجاة وذهاب إلى الجنة.
كما تعمل هذه القنوات حسبه، على استغلال الظاهرة لزرع عدم الاستقرار، لا سيما وأن البلاد مقبلة على استحقاقات محلية، وبحسب الأستاذ بوزيد لزهاري فإن رحلات الهجرة غير الشرعية لشباب جزائريين تم التلاعب بعقولهم ومشاعرهم، يتم استغلالها سياسيا من قبل جهات، مما يدعو المجتمع المدني وكذا السلطات العمومية إلى مضاعفة حملات التوعية والتصدي لهذه الجهات.
ويعتقد المصدر بأن تحفيز الشباب على إنشاء مشاريع خاصة، من خلال الآليات الموجهة إلى هذه الشريحة، سيؤدي إلى خلق الثروة ومناصب عمل جديدة، لذلك وجب على وسائل الإعلام المختلفة الترويج للتجارب الناجحة، عبر البرامج والحصص الخاصة بالشباب الناجح، الذي ثابر واجتهد لتحقيق مشاريعه وأحلامه، عوض الحديث عن الحرقة والتشجيع عليها بطرق غير مباشرة.
وحث لزهاري الشباب على الاقتداء بأجدادنا الذين واجهوا ظروفا صعبة وقاهرة للتغلب على الاستعمار وتحرير البلاد، دون أن يفكروا يوما في الهروب، مجددا الدعوة للهيئات التي تعنى بالشباب لاستيعاب الطاقات الشبانية، ومضاعفة الحملات التحسيسية والتوعوية، مذكرا في هذا السياق باستحداث وزارات خاصة بالشباب المقاول وبأصحاب المؤسسات الصغرى.
ويرفع المجلس الوطني لحقوق الإنسان في تقريره السنوي توصيات لرئاسة الجمهورية تتعلق بوضعية وانشغالات الشباب، وسبل تحسينها قصد ضمان أحسن رعاية لهم، في انتظار تنصيب المجلس الأعلى للشباب قبل نهاية السنة الجارية، وستكون هذه الهيئة وفق المتحدث، فضاء لتبادل الآراء والنقاش الحر، واقتراح الحلول من قبل الشباب لمعالجة مشاكل تخصهم.
   لطيفة بلحاج

الرجوع إلى الأعلى