طالب أمس، مناضلون في حزب جبهة التحرير الوطني ومنتخبون، الأمين العام للحزب بفتح تحقيق في «اختفاء حوالي 4000 استمارة اكتتاب»، ما تسبب، حسبهم، في خروج "الأفلان" لأول مرة من سباق الانتخابات المحلية بعاصمة الولاية وهو الذي ظل شبه مسيطر على رئاسة بلدية قسنطينة منذ الاستقلال، ما شكل ضربة قاصمة للحزب.
و تجمّع حوالي 15 مناضلا أمام مقر محافظة قسنطينة غرب لحزب جبهة التحرير الوطني على مستوى حي الكدية بوسط المدينة، و أغلبهم منتخبون بينهم مندوبون ببلدية قسنطينة منذ عدة سنوات.
وقال المحتجون إن 46 مترشحا عن “الأفلان» ومنهم حوالي 12 منتخبا في العهدة السابقة و كذلك جامعيون و إطارات، جمعوا حوالي 5 آلاف استمارة اكتتاب للترشح للانتخابات المحلية ببلدية قسنطينة، لكن عندما حان وقت إيداعها على مستوى المندوبية الولائية للسلطة الوطنية المستقلة قبل المهلة القانونية، لم يتم العثور سوى على 700 استمارة، وهو ما كان حسبهم، السبب في إسقاط جبهة التحرير الوطني من دخول معترك الاستحقاقات القادمة. وطالب المحتجون، الأمين العام لـ “الأفلان»، أبو الفضل بعجي، بفتح تحقيق في ملابسات ما وصفوه بالخيانة التي حصلت من داخل الحزب، و بـ «اتخاذ قرارات صارمة»، متسائلين عن مصير أزيد من 4000 استمارة يقولون إن عددا منها حُول إلى أحزاب أخرى لإخراج جبهة التحرير الوطني من بلدية قسنطينة لأول مرة منذ سنة 1962.
و دعا مناضلو الحزب إلى تمديد آجال إيداع استمارات الاكتتاب للترشح للانتخابات المحلية المزمع تنظيمها في الـ 27 من شهر نوفمبر المقبل، و قالوا إنهم «ضحايا»، واصفين ما حصل بالسابقة الخطيرة التي ستُرسل بشأنها اليوم مراسلة للأمين العام للحزب، فيما دعا بعضهم إلى توحيد محافظتي الأفلان في قسنطينة، لإنهاء ما يرونه اختلالات.
و قال المكلف بالإعلام في المندوبية الولائية بقسنطينة للسلطة الوطنية المستقلة للانتخابات، لرقط عبد العالي، في اتصال بالنصر، إن الملفات المقبولة بالنسبة لبلدية قسنطينة تخص ثلاث قوائم، وهي حركة مجتمع السلم،   والتجمع الوطني الديمقراطي و تكتل الأحرار.
وأكد مصدر موثوق للنصر، أن حوالي 2400 استمارة اكتتاب خاصة بملف قائمة حزب جبهة التحرير الوطني ببلدية قسنطينة، تم وضعها على مستوى مندوبية السلطة الوطنية للانتخابات، ولم تخضع منها سوى قرابة 800 للفحص لاستيفائها الشروط من حيث الشكل و المضمون، و هو ما جعل الحزب غير قادر على استكمال خطوات الترشح لأنه لم يصل النصاب المحدد وهو 1505 استمارة على الأقل.
و يشكّل خروج حزب جبهة التحرير من بلدية قسنطينة، ضربة قاصمة لـ “الحزب العتيد” في واحدة من أهم بلديات الشرق الجزائري، و يأتي ذلك بعد حوالي 5 أشهر من إقصائه من سباق التشريعيات بولاية باتنة ما اعتُبر سابقة تاريخية في هذه الولاية الثورية، وهي مؤشرات تحيل إلى تغيرات “جذرية” بدأت تظهر على المشهد السياسي المحلي، في انتظار ما ستسفر عنه استحقاقات نوفمبر من نتائج يتوقع ملاحظون أنها قد تحمل مفاجآت أخرى، خصوصا بعد الصعود غير المسبوق للقوائم الحرة إلى قبة البرلمان.
ياسمين.ب

الرجوع إلى الأعلى