أكد أمس باحثون و خبراء في مجال أنترنت الأشياء و البيوتكنولوجيا، على ضرورة  إيجاد آليات تعاون حقيقية بين الجامعة و قطاع الصناعة، لإعطاء دفع للصناعة   الجزائرية،    بالاعتماد  على   البحث  العلمي و  المؤسسات  الناشئة و أصحاب الأفكار .
خلال  مناقشات تم تنشيطها على هامش الندوة الجهوية  للمؤسسات  الناشئة للشرق الجزائري «قسنطينة دسرابت»، بقاعة العروض الكبرى أحمد باي، أكد المشاركون على أهمية إنشاء خلايا تفاعلية، تتمثل مهامها في مرافقة و تبني  أفكار المشاريع الناشئة و المبتكرة في الجامعة، لمساعدة الطلبة على تجسيدها فعلا، و ربطهم مباشرة بالقطاع الصناعي، بانتقاء أفكار واقعية قابلة للتجسيد، من شأنها إعطاء نفس جديد للقطاع و النهوض به، و نجاح هذه الخطوة الهامة، لن يكون دون مشاركة فعلية، و إرادة حقيقية من  الفاعلين في القطاع الصناعي.
و تمحورت المناقشة الأولى حول إنترنت الأشياء و الصناعة0.4، التي  تستعمل على نطاق واسع في العالم ضمن يوميات المواطن ، بالاعتماد على الإنترنت و ربطها بالأشياء التي يستخدمها الفرد، مثل البيت الذكي و المكتب و القسم الذكي و غيرها.
و اعتبرت الأستاذة الجامعية نرجس بوشمال من جامعة ميلة، أن الجزائر لا تزال بعيدة عن استعمال و تعميم هذه التكنولوجيا، رغم وجود نماذج ناجحة لمؤسسات ناشئة، لها مشاريع قابلة للتجسيد في مجال أنترنت الأشياء، إلا أن جملة من العراقيل، تقف وراء تعميم هذه التكنولوجيات، كغياب المرافق الضرورية و ضعف تدفق الأنترنت، وكذا عدم تبني أفكار الطلبة، بسبب وجود قطيعة حقيقية  بين الجامعة و الصناعة، و الحل، حسبها، يتمثل  في إيجاد آليات عمل مشترك تؤسس لقطاع صناعي قوي، له القدرة على المنافسة عالميا، بالاعتماد على الابتكار .
الورشة الثانية تمحورت حول البيوتكنولوجيا، بمشاركة مختصين في البحث البيوتكنولوجي، من عدة مخابر جامعية، حيث سلطوا الضوء على واقع البحث البيوتكنولوجي الذي قطعت فيه الجزائر أشواطا مهمة، من خلال توفير الأرضية عبر مختلف معاهد و خلايا البحث، غير أن هذه البحوث، لا تلقى طريقها إلى التجسيد، لدعم الصناعات، كما هو معمول به من قبل كبرى شركات الإنتاج في العالم، التي تعتمد أساسا في نشاطها على مؤسسات ناشئة في البيوتكنولوجيا.
و دعا الخبير في البيوتكنولوجيا البروفيسور محمد بلهادف، إلى ضرورة الاهتمام بما تنتجه مخابر البحث البيوتكنولوجي في الجزائر، من أجل صناعة حقيقية و قوية، و استغلال الكفاءات و مرافقة مراكز البحث، و الذهاب نحو التمويل المشترك للبحث و استغلال نتائجه في قطاع الصناعة .                                        وهيبة عزيون

الرجوع إلى الأعلى