أشرف وزير التعليم العالي و البحث العلمي، عبد الباقي بن زيان رفقة كل من وزير الصناعة الصيدلانية عبد الرحمان لطفي بن باحمد، وزير الصحة، عبد الرحمان بن بوزيد، أول أمس الخميس، على تدشين أول كلية للصيدلة في الجزائر، منذ الاستقلال، والتي أكد أعضاء الحكومة الثلاثة بشأنها، بأنه يعول عليها في تحسين التكوين لضمان التكفل الجيد بالمواطن وتطوير البحث العلمي في هذا الاختصاص إلى جانب مرافقة الصناعة الصيدلانية في البلاد.
وفي تدخله خلال مراسم التدشين، بالجزائر العاصمة، أكد وزير التعليم العالي والبحث العلمي، بحضور إطارات من المؤسسات تحت الوصاية والجامعة، أن الهدف من " استحداث كلية خاصة بالتكوين في علوم الصيدلة، بجامعة الجزائر 1"بن يوسف بن خدة"،  هو ترجمة عملية وفعلية لإرادة السلطات العليا في البلاد، وعلى رأسها رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون، الهادفة إلى تطوير المنظومة الصحية في الجزائر، وهذا بتكوين كفاءات مؤهلة في مجال علوم الصيدلة واختصاصاتها ووظائفها المتعددة، لترقية الصناعة الصيدلانية في الجزائر، والحفاظ على صحة أمن المواطن.
كما أكد بأن استحداث هذه الكلية " يدخل في حيز العناية والاهتمام الذي توليه الدولة للصناعة الصيدلانية، وتطوير المنظومة الصحية بتكوين كفاءات مؤهلة في مختلف الاختصاصات والوظائف المتعددة للصيدلة وترقية الصناعة الصيدلانية بالجزائر، إضافة إلى النهوض بعدة فروع علمية متخصصة لتمكين الطالب من اكتساب كفاءات مختلفة مما يسمح بالتحكم في مسار الدواء عبر جميع مراحل إنتاجه مع وضع مؤشرات لتقييمه طبقا للمعايير المرجعية العالمية وكذا التشريعات المعمول بها".
وحسب بن زيان – "تتضمن الاختصاصات بمهن الصيدلة التي تدخل في إطار القطاع الصحي تلك الخاصة بالمجتمع والصيدلي الاستشفائي والبيولوجي وكذا الصيدلي الذي ينشط في مجال الصناعة الصيدلانية وهي توجيهات عامة لسياسة السلطات العليا للبلاد سواء تعلق الأمر بالإصلاح الاستشفائي أو الصناعة الصيدلانية قصد تطوير صناعة تنافسية وفعالة، مؤكدا من جهة أخرى بأن هذه الكلية الفتية ستوفر منافذ أكثر تنوعا في مجال التشغيل بكل المؤسسات التي تحتاج إلى هذا الاختصاص.
وأشار وزير التعليم العالي والبحث العلمي في ذات السياق إلى أن مهنة الدراسات مرهونة بالشراكة مع المحيط الاقتصادي والاجتماعي الذي يوفر فرصا كثيرة وحظوظا من أجل بناء مستقبل أفضل للصيدلي بصفة خاصة والوطن بصفة عامة، معتبرا بأن هذه الكلية الجديدة تعد إحدى أقطاب الامتياز التي ستجمع العديد من الكفاءات الوطنية كما ستحظى بتأطير أكاديمي علمي رفيع.
من جهته أكد وزير الصناعة الصيدلانية في تدخله بذات المناسبة، بأن إنشاء كلّية للصيدلة يمثل مكسبا في مسار ترقية وتطوير المجال الصيدلاني، وذكّر بكل الإصلاحات التي قامت بها دائرته الوزارية من أجل تنظيم السوق الصيدلاني، والتي تسعى – كما قال - إلى وضع سياسة صيدلانية وصناعية متناسقة ومتماسكة على الصعيدين التنظيمي والاقتصادي، تستطيع الاستجابة للمتطلّبات الصحّية بالإضافة إلى تطوير سوق العمل.
كما أشار بالمناسبة إلى تعليمات وتوجيهات رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، في رسالته التي وجهها إلى الأسرة الجامعية عشية الدخول الجامعي 2021-2022، والتي جدد فيها الالتزام بدفع الجامعة نحو الريادة والتكيف مع مستجدات التعليم والبحث جهويا ودوليا، من أجل إعداد كفاءات مؤهلة  متماشية مع التحولات والتغيرات التكنولوجية والعلمية على المستوى الدولي.
في هذا السياق ومن أجل ربط الاستثمارات في التعليم بحركيات سوق العمل واحتياجات الرعاية الصحية وتنظيم السوق الدوائي، أكد بن باحمد أنه من الضروري «ضبط جميع الأنشطة المتعلقة بمجال المواد الصيدلانية والمستلزمات الطبية من خلال ترتيب نشاطات مختلف المؤسسات الصيدلانية مع تحديد مهامها وأنواعها ودفاتر شروطها، في مجال التصنيع والاستغلال والاستيراد والتصدير والتوزيع بالجملة لكل هذه المواد».
وفيما يتعلق بمجال الشغل في ميدان الصيدلة، يرى ذات المسؤول بأنه بـ «إمكان هذا التخصص خلق الآلاف من مناصب العمل مستقبلا لخريجي كلية الصيدلة بكل تخصصاتهم، وبتلاؤم أمثل مع متطلبات السوق وبناء على خياراتهم المستقبلية بما يخدم المنظومة الصحية عموما».
وأكد وزير الصحة بدوره في كلمة ألقاها بهذه المناسبة أن إنشاء أول كلية للصيدلة هو «ثمرة طبيعية لإنضاج طويل للمشروع، سبقه عمل ومواظبة بنفس طويل، وهو في الأخير رجوع بحق إلى الجهود التي بذلتها أجيال من صيادلة ذوي قيمة كبيرة واعتراف حقيقي بهذا التخصّص الذي بفضله أصبحت التطورات الطبية التي نعرفها اليوم ممكنة».
وأبدى البروفيسور بن بوزيد الدعم المطلق لوزارة الصحة  لمرافقة  كلية الصيدلة  وهو المجال الذي قال عنه أنه «يتطور حاليا بوتيرة عالمية مستمرة وهي أساس كل التطورات المنجزة في المجال الطبي، ولا يمكن للجزائر أن تكون على هامش هذه الحركة».
ع.أسابع

الرجوع إلى الأعلى